دولي

نحن أصحاب قضية عادلة وواجبنا أن نضحي لنعيش بحرية وكرامة

قالت بأنهم جزء من هذا الشعب المرابط الذي لن تلين عزيمته، والدة الأسير ثائر الحسينية:

خلف قضبان سجون الاحتلال ، يسطر الاسير ثائر عزمي محمد محمود الحسينية 43 عاماً ، ملاحم صمود وتحدي رغم مرور 17 عاماً على اعتقاله بعد رحلة نضال ومقاومة ومطاردة خلال انتفاضة الاقصى التي استشهد خلالها شقيقه وتعرض باقي افراد اسرته للاستهداف والاصابة والاعتقال اضافة لهدم اجزاء من منزلهم ، ورغم ذلك كله ، ما زالت والدته الصابرة ليلى الحسينية " أم إياد "، صابرة وتتمسك بامل حريته وتفخر بابنائها الذي ربتهم كما تقول " على روح النضال  وحب الوطن والتضحية في سبيل حريته وخلاص شعبنا من الاحتلال ، فنحن اصحاب حق وواجبنا أن نضحي حتى يعود الحق لصاحبه ، وسابقى دوماً فخورة واعتز ببطولات أبنائي ، فرغم ألمنا المستمر في ظل  ظلم وتعسف الاحتلال ، ما زلنا صامدون وسنواصل النضال " وتضيف " كلما ازداد القهر والضغط وقمع الاحتلال تتعزز معنوياتنا ويزداد صمودنا ، وابنائي هم جزء من هذا الشعب المرابط الذي لن تلين عزيمته لانه صاحب قضية عادلة وواجبنا أن نضحي لنعيش بحرية وكرامة ".

تتزين جدران منزل العائلة بمخيم جنين ، بصور الابناء التي تروي حكاية النضال والبطولة التي شاركوا فيها عبر محطات الثورة والانتفاضات المتتالية ، فقدمت ابنها  الخامس " أمجد" شهيداً عندما لبى  نداء انتفاضة الاقصى وشارك في مقاومة الاحتلال  حتى استشهد   في 25-11-2000 ، خلال المواجهات في منطقة الجلمة ، وتقول أم إياد " ابني أمجد ولد في المخيم وعاش المعاناة كأبناء جيله في ظل قمع الاحتلال وجرائمه  ، وقد تعلم  في مدارس الوكالة حتى الصف العاشر "، وتضيف " ترك الدراسة ، وعمل في عدة مجالات  داخل الخط الاخضر ثم في حسبة جنين وكان يساعد والده حتى اندلعت الانتفاضة الثانية فلم يتأخر عن الانخراط فيها بقوة وشجاعة "، وتكمل " كل يوم ، كان يتوجه مع شباب الانتفاضة والمشاركة في مواجهة قوات الاحتلال في ساحة الجلمة ، وكنا نتوقع استشهاده في أي لحظة بسبب شجاعته وجرأته في مقاومة الاحتلال بشكل مستمر "، وتتابع " عندما تبدأ المواجهات لم يكن يتأخر لحظة فيقود رفاقه ويسعف المصابين ، وعندما كنت احذره وانصحه بالحفاظ على حياته ، لم يكن يصغي لنا ، فقد كان همه وهدفه الاول والاخير مقاومة الاحتلال ".

تتذكر الوالدة  أم إياد ، انه قبل اسبوع من  استشهاد أمجد، وخلال مشاركته في المواجهات على حاجز الجلمة ، اصيب بعيار مطاطي ، لكنه واصل المشوار  وصمم على الثبات  لمواصلة الدفاع عن ارضه وشعبه ، وتقول " قبل أن يتماثل للشفاء ، عاد للمواجهات ، فكنت ادعوا له ولكل المنتفضين ،  واوكلت امري لله بان يحفظه وان يحميه ،  لكن قدر الله مكتوب والحمد الله على كل حال "، وتضيف " في ذلك اليوم ، هاجم أمجد جنود الاحتلال ببسالة ولم يهاب رصاصهم ، فاصيب بعيار ناري من قناص اسرائيلي حاقد من نوع دمدم متفجر في الخاصرة مما ادى لاستشهاده على الفور ، ورغم الحزن وفاجعة الفقدان ودعته بالزغاريد ونحن نزفه عريساً لفلسطين ".

لم يسلم احد من افراد العائلة من الاعتقال ، وتروي الوالدة الصابرة ، أن بكرها إياد انضم بريعان الشباب لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، فشارك في المسيرات والمواجهات خلال الانتفاضتين فاعتقل مرات عديدة وقضى خلف القضبان عدة سنوات ، أما نجلها الأسير ثائر ، فقد حملة راية النضال منذ صغره ، وتقول "ولد وتربى ونشا في مخيم جنين ، تعلم  في مدارس الوكالة حتى  انهى حتى الصف الرابع الاساسي ،  وبعدها ضحى بتعلميه وانخرط في مجال العمل ، كان خلوقاً وباراً ومخلصاً ووفياً ، معطاء ومحب لعائلته والناس الذين كان يتطوع لمساعدتهم "، وتضيف " تحمل المسؤولية في وقت مبكر ، وعمل لمساعدة والده حتى كان يده اليمنى يكافح ويتعب لنعيش حياة كريمة ، ولم يقصر مع أحد من العائلة والناس يوماً ، لكنه في نفس الوقت كان بطلاً ومناضلاً حقيقياً" ، وتكمل " لم يتأخر يوما عن تأدية وواجبه هو وكل ابنائي الذين نفخر دوماً ببطولاتهم رغم وجع القيد وألم السجن ، فمن يريد وطناً وحرية واجبه أن يقاوم ويضحي  ". 

برز دور وبطولات ثائر ، خلال انتفاضة الاقصى ، فقد تخلى عن كل شيء وكرس حياته للمقاومة والنضال ،وتقول الوالدة " تمتع بالشجاعة والرجولة والاقدام ، شارك في جميع المواجهات والمعارك حتى اصبح مطلوباً للاحتلال  ونجا من عدة محاولات اغتيال  لم تثنيه عن اكمال المشوار والمشاركة في معركة مخيم جنين "، وتضيف " تمتع بروح قتالية عالية من شدة حبه وانتماءه لوطنه ، و استمر الاحتلال بملاحقته ونصب الكمائن له حتى اعتقل  في عملية خاصة بتاريخ 26/10/2002 من احد المنازل في المخيم مع صديقه ربيع استيتي ، ونجا من محاولة اغتيال ، وفور اعتقاله نقلوه لاقبية التحقيق في الجلمة ثم حوكم بالسجن الفعلي لمدة 30 عاماً  ".

معاناة قاسية ، عاشتها العائلة عندما هدم الاحتلال منزلها فجر  تاريخ 22/3/2014 ،  الذي تحصن فيه المطارد حمزة جمال ابو الهيجاء وخاض معركة لساعات مع الجنود حتى استشهد ، وتقول ام اياد " فجاة انهمر الرصاص الاسرائيلي داخل منزلنا ، فاصيب ابنتي وابني الذي اعتقله الجنود بعدما هدموا منزلنا بعد استشهاد حمزة كعقاب لنا ، فشردنا لفترة حتى اعيد بناء المنزل "، وتضيف " تعرض ابني للاعتقال ، بينما كنا نعاني من استمرار اعتقال ثائر الذي شكل غيابه حزن كبير لنا ، فلا يوجد اصعب من السجن والفراق خاصة مع عقاب الاحتلال لنا بالمنع الامني ، فكل العائلة مرفوضة أمنياً دون مراعاة لمرضي وكبري أنا ووالده ، ولا يسمح لنا بزيارته سوى مرة كل 6 شهور ".

في تشرين ، تتكرر الصور والمواقف أمام أم إياد ، ففيه اعتقل ثائر الذي قضى 17 عاماُ خلف القضبان ، تعرض خلالها  تعرض لعقوبات النقل والعزل والمنع الامني ، كما عانى عدم امراض وترفض ادارة السجون علاجه ، وتقول الوالدة " في غيابه، نعاني ونتألم ونحزن لاننا دوما   نفتقد ابننا الغالي ثائر الذي كان يلازمنا دائما في جلساتنا ويخفف همومنا ، ولكن اليوم اصبحت جميعها ذكريات ،"، وتضيف " حتى الفرح اعتقله الاحتلال و لم نعرف طعمه عندما تزوج اربعة من اشقاؤه وشقيقاته وهو خلف القضيان ، وحالياً  لدينا  12 حفيداً ولايعرفون خالهم وعمهم إلا عن طريق الصور ، فهم ممنوعين أمنياً ، ولكن الامل بالله كبير ، ولابد لنا ان نحتضنه ويعود الينا قريباً ".

من نفس القسم دولي