محلي
مستشفى ابن رشد الجامعي بعنابة: رهان على معالجة النفايات ذات خطر العدوى
ضمان النظافة بمرافق الاستشفاء لا يتحقق في غياب الماء
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 16 أكتوبر 2019
وجدت معضلة النفايات الناتجة عن نشاطات العلاج التي تراكمت لفترة تجاوزت الست السنوات متتالية بولاية عنابة طريقها إلى الحل باستحداث وحدة بمستشفى ابن رشد الجامعي لمعالجة هذا النوع من النفايات التي يطلق عليها " نفايات ذات خطر العدوى" كونها تهدد صحة الإنسان والمحيط .
بقدرة معالجة تقدر ب 300 كيلوغرام من نفايات نشاطات العلاج في الساعة الواحدة يرتقب امتصاص إجمالي الكميات من النفايات التي تراكمت طيلة هذه المدة والتي يفوق حجمها ال 500 طن من النفايات مع نهاية ديسمبر من السنة الجارية كما أكد ذلك مدير الصحة والسكان عبد الناصر دعماش.
فهذه الوحدة التي تعمل بجهاز لمعالجة النفايات وفق مقاييس المطابقة العالمية تستعمل تكنولوجيا التعقيم بالبخار لتحول هذه النفايات الخاصة إلى نفايات عادية غير مهددة للصحة والمحيط دخلت حيز الاستغلال في يوليو من السنة الجارية، كما ذكر ذات المسؤول الذي أضاف بأن مجموع النفايات الناتجة عن نشاطات العلاج بمختلف وحدات الصحة والمرافق الاستشفائية بهذه الولاية ستعالج بهذه الوحدة .
وخلال السنة المقبلة 2020 ستتعزز هذه الوحدة بتجهيز ثاني مماثل خصصت له الوزارة الوصية غلافا ماليا بقيمة 100 مليون دج حسب ما أكده دعماش، مشيرا إلى أن ولاية عنابة ستحقق "نقلة نوعية" في مجال معالجة النفايات الناتجة عن نشاطات العلاج لتكون رائدة في هدا المجال و ذلك وفق تصور استشرافي يضمن حماية للصحة والمحيط.
وإلى جانب التحكم في معالجة نفايات قطاع الصحة سيمكن هذا الإنجاز من ضمان مداخيل للقطاع حسب المدير المحلي للصحة والسكان الذي أشار إلى أن كلفة معالجة الكيلوغرام الواحد من النفايات بالمحارق الخاصة تتراوح ما بين 20 و 100 دج.
وبإمكان الاستثمار في هذا المجال بضمان مداخيل لقطاع الصحة من خلال إبرام اتفاقيات مع العيادات الخاصة وممارسي نشاطات الصحة الخواص لمعالجة نفاياتهم وفق المعايير الصحية والصديقة للبيئة على مستوى وحدة المعالجة بمستشفى ابن رشد كما أفاد به دعماش.
وإذا كانت إشكالية معالجة النفايات بولاية عنابة قد وجدت طريقها إلى الحل باقتناء التجهيزات الضرورية فإن واقع حال النظافة داخل هياكل الصحة يستدعى بدوره التعجيل بمعالجة أسباب التراجع لما لذلك من آثار مباشرة على خطر تفشي الإصابات المكتسبة بالمستشفيات حسب ما ذكره المشرفون على تسيير المصالح الاستشفائية.
فالإصابات المكتسبة بالمستشفيات لها علاقة بشروط النظافة في ممارسة فعل الصحة والتكفل بالمريض داخل وحدات الاستشفاء وتتسبب في تعقيد العلاج وإطالة مدة الاستشفاء ومنه زيادة في كلفة الاستشفاء كما أضاف المشرفون على المصالح الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعى بعنابة.
وأضافوا بأن توفير شروط النظافة داخل وحدات العلاج مرتبط أساسا بمدى وفرة المياه موضحين بأن ذلك لن يتسنى إلا بتوفير تموين عادي ومنتظم بالمياه بمرافق الصحة واعتماد الشروط الأساسية الخاصة بالنظافة في أداء فعل الصحة كغسل الأيدي واستعمال قفازات طبية ذات نوعية بالإضافة إلى التنظيف الدوري والمنتظم و احترام مقاييس التعقيم.
فالمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة يسجل سنويا إصابة المرضى بعدوى المستشفيات بنسبه تتجاوز ال 7,5 بالمائة من مجموع المرضى المقيمين بهياكل الاستشفاء، حسب ما كشفت عنه التحقيقات الميدانية الدورية لمصلحة الأوبئة والطب الوقائي للمركز الاستشفائي الجامعي .
وإذا كانت هذه النسبة تعتبر عموما بـ"الغير مثيرة للقلق" بالنظر إلى معدلات الإصابة بهذا النوع من العدوى المنتشرة عبر كل مرافق الصحة بالعالم وذلك بنسب متفاوتة (ما بين 5 إلى 10 بالمائة من مجموع المرضى) والتي تتسبب فيها طفيليات أو بكتريا أو فيروسات تعيش داخل مرافق الصحة وتنتقل إلى المريض أثناء العلاج فإن غياب الشروط الأساسية للنظافة داخل وحدات الاستشفاء يهدد بخطر مثل هذه الإصابات.
ويتسبب هذا النوع من الإصابات في إطالة مدة العلاج و زيادة كلفته كما أكد ذلك رئيس مصلحة الأوبئة و الطب الوقائي بالمركز الاستشفائي الجامعي البروفسور، محمد غربي.
فثلث حالات الإصابة بعدوى المستشفيات يمكن تفاديها باعتماد شروط النظافة والتقيد بغسل الأيدي في ممارسة الفعل الطبي حسب ما ورد في الدراسات المنجزة ميدانيا عبر العديد من مناطق العالم كما ذكر البروفيسور غربي .
• ضمان النظافة بمرافق الاستشفاء لا يتحقق في غياب الماء
وإذا غاب شرط توفر المياه بصفة منتظمة بغالبية مرافق الاستشفاء بالولاية فكيف يمكن توفير محيط نظيف و آمن للمريض و أعوان الصحة و الأطقم الطبية يتساءلالمشرفون على تسيير مختلف مصالح الصحة بالمركز الاستشفائي الجامعي الذي يستقبل سنويا حوالي 60 ألف مريض لأغراض العلاج بهياكله الاستشفائية الجامعية الموزعة عبر مستشفيات ابن رشد و ابن سيناء و دربان وعيادة سان تيراز لطب الأطفال و عيادة طب العيون بمدينة عنابة.
فعلى سبيل الذكر و ليس الحصر فإن بمستشفى ابن سيناء الجامعي الذي يضم مصالح أمراض القلب والكلى و الطب الداخلي و الجهاز الهضمي و علاج الحروق الكبرى يغيب فيه شرط توفر المياه في حنفيات المغاسل ودورات المياه وكذا حنفيات مختلف المصالح الاستشفائية لأسباب مرتبطة بتسيير قنوات التزويد بالمياه حسب ما ورد في تقارير مصلحة الأوبئة والطب الوقائي بذات المركز .
وإلى جانب التذبذب في التموين بالمياه ببعض هياكل الصحة وغيابها الكلي ببعض المرافق الأخرى فإن الإشكال الأكبر المسجل في معضلة النظافة بالمستشفيات يبقى مرتبطا بالمورد البشري، حسب ما ذكره المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة نبيل بن سعيد الذي أشار في هذا الخصوص إلى أن المركز الاستشفائي الجامعي يوظف ما مجموعه 51 عاملة نظافة عبر 45 مصلحة استشفائية و9 مخابر و 5 مصالح لطب الأسنان.
فخلال سنة 2018 وحدها سجل المركز إحالة 22 عاملة تنظيف على التقاعد دون تعويض هذا النقص بعمال آخرين بسبب تجميد التوظيف كما ذكر ذات المسؤول الذي أضاف بأن عمال التنظيف بالمركز الاستشفائي الجامعي يفتقدون لتكوين في التنظيف بالوسط الاستشفائي الذي يتطلب التقيد بمقاييس في التعامل مع النفايات.
وإلى جانب ضعف المورد البشري يطرح بمصالح المرافق الاستشفائية بعنابة غياب شروط التعقيم وفق المقاييس الصحية بالإضافة إلى عدم إمكانية فتح أماكن لعزل المرضى في حالة ظهور إصابات معدية حسب ما تضمنته تقارير مصلحة الأوبئة والطب الوقائي بالمركز الاستشفائي الجامعي.
ولتدارك هذه الأوضاع استفاد المركز الاستشفائي الجامعي من عدة عمليات لإعادة تأهيل المصالح الاستشفائية وأعطيت الأولوية فيها للمصالح الجراحية بمستشفى ابن رشد الجامعي حسب ذات المسؤول الذي أوضح بأن مصالح جراحة المسالك البولية حيث تجرى عمليات زرع الكلى بالإضافة إلى مصالح طب الأطفال و الطب الداخلي والجراحة العامة التي تعد المصالح الأكثر عرضة لانتشار الإصابات المكتسبة بالمستشفيات .
وتم في هذا الإطار تخصيص غلاف مالي بقيمة 100 مليون د.ج لإعادة تأهيل سلسلة التعقيم بهذه المصالح وتأهيل مرافق هذه المصالح على أن تتواصل عمليات إعادة التأهيل خلال السنة المقبلة 2020 لتشمل باقي مصالح مستشفى ابن رشد الجامعي حسب ما تمت الإشارة إليه.
القسم المحلي