دولي

أكّد عباس رفضه لحكومة جديدة برئاسة نتنياهو

السلطة ترصد تشكيل الحكومة الإسرائيلية: كل الخيارات سيئة للفلسطينيين

    • مجدلاني: أي معسكر لن يكون بمستوى سوء تحالف ترامب ونتنياهو

    • عشراوي: لا نتوقّع تغييراً جوهرياً في السياسة الإسرائيلية

 

حتى اللحظة فإنه ليس من المعروف كيف سيتم تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وذلك على ضوء النتائج التي أفرزتها صناديق الاقتراع في انتخابات الكنيست التي أجريت الثلاثاء الماضي، ولا نوع التحالفات والائتلافات المقبلة، لكن القيادة الفلسطينية تعرف شيئاً واحداً، أنها لا تريد بنيامين نتنياهو في سدة الحكم مجدداً، فيما ذكرت القناة الإسرائيلية "13" أنه يبحث إمكانية السعي للحصول على عفو في القضايا التي من المحتمل أن يدان فيها، وذلك مقابل مغادرة الساحة السياسية.

على الرغم من أن جميع المرشحين لترؤس الحكومة الإسرائيلية يعدون بمثابة خيارات سيئة بالنسبة للفلسطينيين، فإن قطار التسوية الأحادية وضم الضفة الغربية وإبعاد القدس المحتلة من أي تسويات مستقبلية، وإنهاء حل الدولتين فعلياً، مرّ بمحطات لافتة في السنوات العشر الماضية، التي ترأس فيها نتنياهو حكومة الاحتلال. وكان أهم هذه المحطات دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب اللامحدود، وبقرارات غير مسبوقة، للمشروع الاستيطاني.

وكان تصريح الرئيس محمود عباس، في العاصمة النرويجية أوسلو، الأربعاء الماضي، واضحاً، إذ أكّد رفضه لحكومة إسرائيلية جديدة برئاسة نتنياهو. وقال "موقفنا هو ضد نتنياهو"، حسب ما نشرت وكالة "فرانس برس". وعلى الرغم من أن عباس لا يملك إلا التمنّي بأن يبتعد نتنياهو عن سدة الحكم، فإن هذه الأمنيات تندرج بين السيئ والأسوأ، أو بين مستوطن مدني مثل نتنياهو أو مستوطن عسكري مثل الجنرال بني غانتس، إذ إنهما سينفذان المشروع الصهيوني لإسرائيل الكبرى بكل دقة، مع فارق واحد هو أن نتنياهو لم يترك لعباس أي هامش للمناورة أو شراء الوقت بادعاء التفاوض، إذ كانت قراراته السياسية والعسكرية واضحة، ولا تحتمل تأويلات سياسية، ولا تقوم على أي وعود يمكن تسويقها للرأي العام الفلسطيني على أنها إنجازات فلسطينية في المفاوضات.

وتولّى نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية في عام 1996 وحتى 1999 ثم غاب لمدة 10 سنوات، ليعود في عام 2009 ويعاد انتخابه عدة مرات. وكان الاهتمام الفلسطيني بالانتخابات الإسرائيلية لافتاً من حيث التعليق على مسارها، بالإضافة إلى تصريحات سياسية لفصائل لم يُذكر أنها أجرت أي انتخابات في العقود الماضية. وكانت آخر انتخابات رئاسية شهدها الفلسطينيون، وفاز بها عباس، قد أجريت في يناير/ كانون الثاني عام 2005، فيما أجريت آخر انتخابات تشريعية في يناير/ كانون الثاني 2006، في الوقت الذي شهدت فيه إسرائيل ست دورات انتخابية، أفرزت ست حكومات منذ ترؤس عباس سدة الحكم.

وحول استكمال التحالف الأميركي مع قيادات إسرائيلية غير نتنياهو، مثل غانتس، قال مجدلاني إن "أي تحالف جديد لن يكون بمستوى السوء الذي كان عليه التحالف بين ترامب ونتنياهو. لكن حتى هذه اللحظة، أستطيع القول إنه ورغم إدراكنا أن هناك تغييراً، فإن القيادة الفلسطينية لا تراهن ولا تعوّل كثيراً، وليس لدينا أوهام، أن غانتس سيكون صاحب مشروع سلام كما كان الحال أيام (إسحاق) رابين". وأضاف "على الأقل غانتس لن يكون رأس حربة للمشروع الصهيوني الأميركي المسمى صفقة القرن".

لكن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حنان عشراوي، رأت أنه بمجرد فشل نتنياهو في تشكيل حكومة فإن ترامب سيتخلّى عنه، لذلك جاءت تصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط المستقيل جيسون غرينبلات، قبل يومين، بأن علاقة الولايات المتحدة هي مع إسرائيل. وقالت عشراوي، لـ"العربي الجديد"، إن "برنامج التحرك الأميركي في الشرق الأوسط مبني على أولويات إسرائيل، ولذلك جاء الحديث عن التأجيل (الكشف عن صفقة القرن)، والذي كان دائماً مرتبطاً بالانتخابات الإسرائيلية أولاً، ثم تم تأجيله إلى حين إعادتها". وحول تأجيل إعلان الإطار السياسي لـ"صفقة القرن"، قالت "أساساً ما تم تنفيذه على الأرض أسوأ ما يمكن، لذلك لا يمكننا توقع أسوأ مما حدث". ورأت عشراوي أن "كل الخيارات الإسرائيلية سيئة بالنسبة للفلسطينيين.

من نفس القسم دولي