دولي
العمليات بالضفة.. انعكاس لحالة الوعي الفلسطيني ورعب يطارد المستوطنين
في ظل ما تعانيه من تضييق وتشديد وسلب للأراضي وتغول
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 أوت 2019
من جديد تعود العمليات الفدائية في الضفة الغربية إلى الواجهة، خاصة في ظل ما تعانيه الضفة من تضييق وتشديد وسلب للأراضي وتغول المستوطنين، وأحيّت العملية الأخيرة من جديد الأمل في نفوس الفلسطينيين، لتؤكد هشاشة منظومة الأمن الإسرائيلية التي يتغنى بها طيلة الوقت، وعادت العمليات لتثير مخاوف المستوطنين وأجهزة استخبارات الاحتلال، بعد مقتل مستوطنة إسرائيلية (17 عاما) متأثرة بجراحها الحرجة، وأصيب آخران بجروح خطيرة، في انفجار عبوة ناسفة، ظهر الجمعة، قرب مستوطنة "دوليب" المقامة على أراضي قرية الجانية الفلسطينية غربي مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، وفق محللين.
ووصف موقع "يديعوت أحرونوت"، العملية التي وقعت قرب مستوطنة دوليب وأدت لمقتل مستوطنة وإصابة آخرين بأنها "مقلقة للغاية"، ومنذ بداية العام الجاري، زعمت مصادر أمنية إسرائيلية إحباطها 5 هجمات مشابهة لعملية دوليب التي وقعت في مدينة رام الله.
وأفاد المراسل العسكري للقناة 13 العبرية ألون بن ديفيد، أن المؤشرات تظهر أن من نفذ العملية خلية منظمة حتى لو لم تكن خلية تابعة لتنظيم ما، فهي لديها مختبر متفجرات، ودرسوا إجراءات الأمن في المكان، والعبوة على الطريقة اللبنانية تزن ما بين 3-4 كغم، ومليئة بكرات حديدية/ شظايا.
من جهته؛ علّق طلال عوكل الكاتب والمحلل السياسي، أن ازدياد العمليات في الضفة الغربية يدل على صعوبة الأوضاع الميدانية على المواطنين والسكان، وذكر عوكل في تصريحات إعلامية أن من الأسباب التي تدفع لمثل هذه العمليات، هو ثقل ممارسات الاحتلال ومستوطنيه، وكثرة الحواجز التي تقطع الضفة الغربية، والانتهاكات التي يمارسها بحق المواطنين.
وأوضح أن هذا الثقل الواسع بدأ يؤثر على الأفراد بشكل كبير وليس على الفصائل أو السلطة بشكل خاص، لافتا إلى أن المبررات كثيرة لكي يبادر الشبان وغيرهم لتنفيذ العمليات الفردية، وأضاف: "كلما اشتد الضغط الإسرائيلي لتنفيذ مخططاته الواضحة والمكشوفة، فإنه من المؤكد سيكون هناك ردود فعل أوسع لا تقف عند حدود ما تفعله الفصائل، وإنما سيكون الصراع شاملا، وسيجعل الأبواب مفتوحة على كل الاحتمالات".
وأكد عوكل أن العمليات في الضفة تؤثر بشكل كبير على الاحتلال، موضحا أن "إسرائيل" متخوفة من انفجار الوضع في الضفة أكثر من قطاع غزة بسبب وضوح المخططات الإسرائيلية وتنفيذها على أرض الواقع بشكل سريع، وأشار إلى أن "إسرائيل" تحاول استثمار الوقت فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى على وجه التحديد، وفيما يتعلق بالاستيطان والسيادة على جزء من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، الأمر الذي يسرع من حالة الصدام.
وحول التحديات التي تواجه مثل هذا النوع من العمليات؛ أكد عوكل أن الانقسام الداخلي الفلسطيني أحد أهم التحديات كون الفصائل لا تثق ببعضها البعض سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، من خلال محاولة كل طرف الحد من حركة الطرف الآخر، وأضاف: "التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والاحتلال يلعب دورا بارز في الحد من تنفيذ مثل هذه العمليات، إضافة إلى الحسابات السياسية المختلفة بين الضفة وغزة".