دولي

إسرائيل تطالب الاتحاد الأوروبي بالضغط على تركيا لوقف نشاط "حماس" فيها

وفد منها حلّ بالقاهرة لبحث التهدئة في غزة والمصالحة

ذكر موقع "يديعوت أحرونوت"، أنّ إسرائيل توجهت أخيراً لدول الاتحاد الأوروبي، مطالبة إياها بالضغط على تركيا لتخفيف نشاط حركة "حماس" الفلسطينية من الأراضي التركية. ووفقاً للتقرير، فقد وجهت إسرائيل رسائل بهذه الروح للحكومة التركية أيضاً.

وتدعي حكومة الاحتلال أنّ حركة "حماس" تكثف من نشاطها في تركيا، وتعتبر هذا النشاط "عاملاً يضرب الاستقرار الإقليمي ويضر بالعلاقات" المتوترة أصلاً بين أنقرة وتل أبيب، ووفقاً لحكومة الاحتلال، فإنّ تركيا تتيح لـ"حماس" العمل من أراضيها، علماً بأنّ أنقرة كانت التزمت في اتفاق المصالحة بينها وبين إسرائيل عام 2016 بمنع "حماس" من القيام بنشاط عسكري من الأراضي التركية، لكن الحركة، بحسب زعم دولة الاحتلال، تواصل نشاطها لإخراج عمليات عسكرية وتوجيه خلايا فلسطينية، فيما تغض الحكومة التركية النظر عن هذا النشاط بل تؤيده. 

ويدعي الاحتلال أنّ حركة "حماس"، تنشط في تركيا لتجنيد الطلبة الفلسطينيين الذين يتوجهون للدراسة هناك لأهداف "إرهابية"، كما تدعي إسرائيل أنّ "حماس" تستغل منظمات الإغاثة التركية الناشطة في قطاع غزة، لتهريب الأموال لنشطاء الحركة في القطاع وفي الضفة الغربية المحتلة.

ومنذ يونيو/حزيران 2014، وبعد عملية اختطاف ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، تحاول إسرائيل اتهام حركة "حماس"، والقيادي البارز فيها صالح العاروري بتشكيل قيادة للحركة في الضفة، وتجنيد خلايا فدائية لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال، وحتى محاولة تنفيذ انقلاب على السلطة الفلسطينية في رام الله.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، في تقريرها المذكور، إلى أنّ إسرائيل توجهت إلى عواصم أوروبية مختلفة طالبت فيها باعتماد سياسة متشددة ضد تركيا، سعياً لخفض نشاط "حماس" من أراضيها. وادعت الصحيفة أنّ جهاز المخابرات الإسرائيلية "الشاباك"، تمكّن من كشف عدة خلايا فدائية تم تشكيلها بتوجيه من "حماس" في تركيا.

ونقلت الصحيفة عن وزارة الخارجية الإسرائيلية قولها، إنّ الوزارة "تنشط بشكل دائم لمواجهة جهود المنظمات الفدائية، ومن ضمنها نشاط حركة "حماس" و"حزب الله" اللبناني، وفي هذا الإطار يتم توجيه السفراء والممثليات الدبلوماسية الإسرائيلية لإطلاق حوار دائم مع سلسلة من الحكومات والمنظمات الدولية بهدف ضرب قدرات وشرعية هذه المنظمات، وقد حققت هذه السياسة إنجازات، من بينها إعلان باراغواي، هذا الأسبوع، "حماس" و"حزب الله" "منظمتين إرهابيتين".

إلى ذلك أعلنت حركة "حماس" الفلسطينية، أنّ وفداً قيادياً برئاسة عضو المكتب السياسي روحي مشتهى، وصل إلى العاصمة المصرية القاهرة، لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين، وقال الناطق باسم "حركة حماس" فوزي برهوم، في بيان، إنّ "الوفد سيلتقي المسؤولين المصريين لبحث واستكمال الحوارات حول ملفات عدة، من بينها العلاقات الثنائية، والملفات المتعلقة بالشأن الفلسطيني، والجهود المبذولة لإنهاء معاناة غزة، والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على شعبنا ومقدساته"، وذكر برهوم أنّ الزيارة تأتي استكمالاً لزيارات عدة أجرتها قيادة "حماس" بمستوياتها المختلفة في مصر، لبحث الملفات الثنائية والشأن الفلسطيني ومعاناة قطاع غزة.

وهذه أول زيارة لوفد من "حماس" للقاهرة، منذ أشهر، وتأتي في ظل حالة من الفتور في العلاقة بين الطرفين، عكسها غياب الوفد الأمني المصري عن القطاع في الأسابيع الماضية، رغم التوتر الأمني والعسكري الموجود.

وقالت مصادر في "حماس"، لـ"العربي الجديد"، إنّ القاهرة أعادت تفعيل خطوط التواصل مع الحركة، لتفادي الدخول في مواجهة جديدة بين غزة والاحتلال الإسرائيلي، في ضوء التصعيد والتهديدات الإسرائيلية ضد القطاع"، وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إنّه "بعد وقت طويل من تعليق الردّ على الطلب الذي تقدّمت به حماس، خلال أكثر من زيارة إلى القاهرة بشأن الجولة، ردّ الجانب المصري بالرفض، مبرراً ذلك بأنّ الظروف الإقليمية والأمنية لا تسمح، من دون توضيح أي تفاصيل".

ولفتت المصادر إلى أنّ هذه الفترة شهدت تبايناً وخلافات بين قيادة الحركة والوسيط المصري، بشأن تفاصيل متعلقة بتنفيذ تفاهمات التهدئة مع الاحتلال في قطاع غزة، وكذلك المصالحة الفلسطينية مع "فتح"، التي تولي القاهرة اهتماماً كبيراً لإنجازها، لاعتبارات متعلقة بالتفاهمات الدولية التي تتم بالمنطقة، في إشارة إلى خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن"، بعدما رفضت السلطة الفلسطينية حضور فعاليات ورشة المنامة التي عُقدت يومي 25 و26 يونيو/ حزيران الماضي، في العاصمة البحرينية المنامة.

من نفس القسم دولي