دولي

الاحتلال يتجاهل عمداً الأوضاع الصحية للأسرى المرضى والجرحى

تصعيد الإجراءات ضد المضربين عن الطعام

يعاني عدد من الأسرى الفلسطينيين المرضى والجرحى القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي من أوضاع صحية مقلقة، نتيجة تعرضهم لانتهاكات طبية مبرمجة ومقصودة على يد سلطات الاحتلال، بتجاهل أوضاعهم الصحية الصعبة وعدم تقديم العلاج اللازم لهم وتعريض حياتهم للخطر، ويضاف إلى ذلك تصعيد إدارة سجون الاحتلال من إجراءاتها بحق الأسرى المضربين عن الطعام، في حين علق الأسير وجدي العواودة، إضرابه عن الطعام.

رصدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها، عدداً من الحالات المرضية للأسرى في معتقلات الاحتلال، ومن بينها حالة الأسير علاء إبراهيم الهمص (45 عاماً) من قطاع غزة والقابع حالياً في معتقل عسقلان، وتدهورت حالته الصحية خلال سنوات اعتقاله بسبب إهماله طبياً والاستهتار بحياته.

ويواجه الأسير الهمص أوضاعاً صحية غاية في السوء، فهو يعاني من ورم في الغدد اللمفاوية والصدر، ومشاكل بالرئتين وتقرح بالمعدة، ويعاني أيضا من تبول لا إرادي ومشاكل بالمثانة، ومشاكل بالتنفس وبالرؤية، ومن المقرر إجراء ثلاث عمليات جراحية له، لكن إدارة معتقلات الاحتلال ما زالت تُماطل بتحويله وإجراء العمليات وتكتفي بإعطائه المسكنات فقط.

أما عن الأسير أحمد حمايل (20 عاماً) من بلدة كفر مالك شرق رام الله وسط الضفة الغربية، لا يزال يشكو من آثار إصابته التي تعرض لها خلال الهجمة الشرسة على قسم (20) في معتقل "عوفر" بداية الشهر الجاري، حيث تم التنكيل به وضربه بالهراوات وأعقاب البنادق من قبل وحدات القمع "المتسادا"، مسببين له كدمات بأنحاء جسده وإصابة برأسه وكسر بيده، وخلال وجوده في معتقل "عوفر" لم يُقدم له أي علاج لحالته، لكن عُقب نقله إلى معتقل "هداريم" حيث يقبع الآن، ساعده زملاؤه الأسرى وجرى نقله إلى عيادة معتقل "الرملة" لتلقي العلاج، لكنه ما زال بحاجة لمتابعة طبية فائقة لوضعه الصحي.

كما تتعمد إدارة معتقل "ريمون" إهمال الحالة الصحية للأسير محمد تيسير سلام (24 عاماً) من مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، والذي يعاني منذ عامين من آلام حادة في ظهره بسبب وجود مشاكل في الفقرة الرابعة والخامسة. ورغم آلامه تماطل عيادة المعتقل بتحويله لإجراء الفحوصات والصور الطبقية وتكتفي حالياً بإعطائه الأدوية المسكنة والحقن المخدرة التي تفاقم من حالته بدلاً من علاجها.

أما الأسير ذياب ناصر (28 عامًا) من بلدة صفا غرب رام الله، فيعاني من "ديسكات" في ظهره، وساء وضعه الصحي عقب زجه في معتقل "إيشل"، ويتم إجراء جلسات علاج طبيعي له لكن دون جدوى فحالته تزداد سوءاً يوماً بعد آخر.

في سياق منفصل، صعدت إدارة معتقلات الاحتلال من إجراءاتها القمعية بحق تسعة أسرى مضربين رفضاً لاعتقالهم الإداري. وبيّن نادي الأسير الفلسطيني، في بيان له أن إدارة معتقلات الاحتلال كثفت من عمليات نقل الأسرى المضربين خلال الأسبوع المنصرم حتى اليوم، وجرى نقل الأسير حذيفة حلبية من معتقل "نيتسان الرملة" إلى مستشفى "برزلاي" بعد تدهور طرأ على وضعه الصحي، ثم أعادته مجدداً إلى عزل معتقل "نيتسان الرملة".

ونقلت إدارة سجون الاحتلال أربعة أسرى آخرين إلى نفس المعتقل وهم: طارق قعدان، وأحمد غنام، وسلطان خلوف، ووجدي العواودة، فيما يقبع ثلاثة أسرى آخرين في عزل معتقل "عوفر" وهم: ناصر الجدع، وثائر حمدان، وفادي الحروب، أما الأسير إسماعيل علي، الذي نقل من عزل "النقب الصحراوي" فلم تتبين الجهة التي نقل إليها حتى الآن.

وأكد نادي الأسير أن الأسرى المضربين يواجهون أوضاعاً صحية خطيرة تحديداً من تجاوز إضرابهم أكثر من (30) يوماً، أبرزهم الأسير حذيفة حلبية المضرب عن الطعام منذ 56 يوماً، يليه الأسير أحمد غنام المضرب منذ 43 يوماً، والأسير سلطان خلوف منذ 39 يوماً، والأسير إسماعيل علي منذ 33 يوماً، ووجدي العواودة منذ 28 يوماً، وطارق قعدان منذ 26 يوماً، أما الأسير ناصر الجدع فهو مضرب منذ 19 يوماً، وثائر حمدان منذ 14 يوماً، وفادي الحروب منذ 13 يوماً.

وفي تطور لاحق، قال نادي الأسير إنه "وفقاً لعائلته الأسير وجدي العواودة يعلق إضرابه عن الطعام بعد اتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري، بحيث يكون موعد الإفراج عنه في فبراير/ شباط العام القادم، علماً أنه مضرب منذ 28 يوماً".

الجدير ذكره أن غالبية الأسرى المضربين عن الطعام هم أسرى سابقون قضوا سنوات في معتقلات الاحتلال بين أحكام واعتقال إداري، وتواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم تحت ذريعة وجود "ملف سري"، ويُشار إلى أن محكمة الاستئنافات العسكرية في "عوفر" رفضت يوم الجمعة الماضي الاستئناف المقدم باسم الأسير حذيفة حلبية، في إشارة واضحة لعدم اكتراثها بالحالة الصحية التي وصل إليها، وتعنتها في تلبية مطلبه.

من نفس القسم دولي