دولي

تقرير إسرائيلي: ارتفاع نسبة المتخصصين بدراسة العربية تمهيداً للخدمة العسكرية

يمكن للمتعلمين الوصول لكل جهاز أمني

لعقود طويلة، اعتمدت إسرائيل في أجهزة المخابرات، سواء الداخلية "الشاباك"، أو العسكرية والخارجية (الموساد)، على المعرفة الطبيعية المكتسبة للعربية بمستوى اللغة الأم، عند الإسرائيليين الذين هاجروا وجُلبوا من الدول العربية، ولا سيما من العراق وسورية ولبنان. وظلت دراسة اللغة العربية في المدارس الإسرائيلية الثانوية (مرحلة التوجيهي)، بشكل شبه مطلق، حكراً على أبناء المهاجرين من الدول العربية مع استثناءات في مدارس النخب المختلفة، لكن العقود الأخيرة ولا سيما العقد الحالي، شهد ارتفاعاً ملحوظاً في إقبال طلبة مرحلة الثانوي من اليهود على دراسة اللغة العربية بشكل موسع، لغرض الانخراط لاحقاً خلال الخدمة العسكرية، في وحدات الاستخبارات النخبوية في الجيش، لا سيما شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" والوحدة 8200 على وجه الخصوص.

بعد أن كانت العربية وتعليمها مهملين عموماً، فقد أشارت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في تقرير لها نشرته إلى أن عدد الخريجين من مرحلة الثانوي، المتخصصين باللغة العربية، قد ارتفع بنسبة ثلاثين بالمئة خلال عقد من الزمان، من 2000 خريج إلى 3000، وفق نتائج امتحانات التوجيهي في الصيف الماضي، حيث بلغ عدد الخريجين المتخصصين باللغة العربية 2936 خريجاً.

ويعكس هذا الأمر التغييرات في توجهات طلبة المرحلة الثانوية، وهم على عتبة الاتجاه لتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية، لمدة ثلاث سنوات. فبعد أن كانت الأفضلية لسلاح الجو، أو سرية الأركان والوحدات القتالية، تبين الإحصائيات الرسمية في السنوات الأخيرة، تراجعاً في الإقبال على طلب الخدمة العسكرية في وحدات قتالية، مثل "غولاني" و"جفعاتي"، لصالح السعي للوصول للوحدة 8200، ووحدات الاستخبارات المختلفة، أملاً في الانخراط بعد الخدمة العسكرية، في شركات الـ"هايتك" والـ"سايبر"، التي تضمن دخلاً عالياً جداً في قطاع الأعمال والحياة العملية بعد الجيش.

وتكشف المعطيات التي نشرتها "يسرائيل هيوم" أيضاً، حجم السوق الإسرائيلية التي تعتمد على اللغة العربية، خصوصاً في قطاع شركات التجسس والـ"سايبر" والمعلومات الأمنية، التي تزدهر في إسرائيل، وترتبط بالتعاون الذي بدأت تكشف خيوطه بين شركات إسرائيلية وبين أنظمة عربية مختلفة، وعلى رأسها السعودية والإمارات العربية، في شراء وتعزيز تبادل استخباراتي مع دولة الاحتلال.

وتبرز في هذا السياق التقارير التي نُشرت مراراً في العامين الماضيين، عن شراء أنظمة عربية لبرامج تجسس إسرائيلية لمراقبة معارضين للحكم، وأشهرها عملية استخدام برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس" من تطوير شركة إسرائيلية، لمراقبة معارضين عرب، أبرزهم الصحافي السعودي المقتول في سفارة بلاده في إسطنبول، جمال خاشقجي، وصحافيين عرب في لندن ونشطاء في حقوق الإنسان.

ووفقا لتقرير "يسرائيل هيوم"، فإن هذا الارتفاع في عدد الخريجين من المرحلة التوجيهية المختصين باللغة العربية، وثقافة الشرق الأوسط والإسلام، هو نتاج عملية استثمار خاصة قامت بها وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، في السنوات الأخيرة، في تعميق دراسة اللغة العربية في المرحلة الإعدادية.

وتنقل "يسرائيل هيوم" عن الضابطة في سلك الإرشاد لسلاح الاستخبارات في جيش الاحتلال، إيتي أمويل قولها: "إن دور متعلمي اللغة العربية هو حرج وضروري، ويمكن لدارسيها، أن يصلوا لكل جهاز وشعبة في وزارة الأمن". وبحسب قولها، فإن نحو مئتي جندي يشاركون في خطة تدريس اللغتين العربية والفارسية، ويشكلون نموذجاً يقلدهم الآخرون.

ووفقاً لمعطيات رسمية، فإن عدد معلمي اللغة العربية في وزارة التربية والتعليم، في المدارس اليهودية الإسرائيلية، يصل اليوم إلى 1200 معلم.

من نفس القسم دولي