دولي

غزة على صفيح ساخن: تلاعب إسرائيلي ورسائل متبادلة

أكدت المقاومة أنها ستمطر المدن الصهيونية بالصواريخ

يفتح استمرار التلاعب الإسرائيلي بتفاهمات كسر الحصار وتخفيف القيود المفروضة على قطاع غزة منذ 13 عاماً الأبواب أمام احتمالات مختلفة، مع استمرار الإشارات والتهديدات الإسرائيلية بحرب "حاسمة" ضد حركة حماس، والتهديدات المقابلة من الحركة للاحتلال.

وتسير الأوضاع في غزة على صفيح ساخن، في ظل استمرار معاناة مليوني فلسطيني من الحصار والضغوط الاقتصادية والمعيشية القاسية التي تضرب كل المجتمع، وهي بدورها تضغط على صناع القرار، خصوصاً "حماس"، لتحريك الأوضاع. ومع استمرار التضييق على غزة، وعدم إيجاد حلول جدية وحقيقية لمشكلة الحصار المتفاقمة وغياب أفق المصالحة الوطنية الداخلية، تضيق الخيارات أمام "حماس"، التي تحاول تجنب الحرب والدخول في مواجهة جديدة مع الاحتلال، غير أنها قد تجد نفسها مضطرة لها بعد طول انتظار وغياب الأمل في إيجاد حلول للحصار.

ووفق معلومات "العربي الجديد"، فإنّ حركة حماس نقلت للوسطاء الذين يعملون على منع الانفجار في غزة رسائل لإيصالها إلى الاحتلال الإسرائيلي، تتعلق بأنّ عليه الوفاء بالتزاماته لكسر الحصار، وأنّ الخيار الثاني هو تصعيد مسيرات العودة وكسر الحصار، وما قد يتبعها من دخول المقاومة على خط التصدي للاعتداءات الإسرائيلية. وتزايدت العمليات العسكرية الفردية في الأسابيع الأخيرة في غزة، في معطى جديد وضع "حماس" والوسطاء وإسرائيل أمام مقاربة مختلفة هذه المرة، مفادها أنّ استمرار الضغط على القطاع قد يفضي لتوسع دائرة الأعمال الفردية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وما قد تجر بعدها من عمل عسكري واسع بين الطرفين.

وتعاملت إسرائيل و"حماس" والوسطاء بحذر شديد مع هذه العمليات، ولم يكن رد الفعل الإسرائيلي واسعاً للرد عليها، إذ فهم الإسرائيليون أنّ الأمر متعلق بعمل فردي وانتقام شخصي إضافة إلى "الإحباط" الذي يسيطر على الفلسطينيين، ما يدفعهم للقيام أي شيء للخروج من الوضع الراهن. وأمام التهديدات الإسرائيلية بحرب حاسمة وساحقة ضد "حماس"، رد قائد الحركة في القطاع يحيى السنوار بالتأكيد على أنّ المقاومة "ستمطر المدن الصهيونية بالرشقات الصاروخية إذا حاول الاحتلال الدخول في حرب معنا". ورغم تأكيد السنوار أنّ حركته لا تريد الحرب وتسعى لتجنبها ما استطاعت، إلا أنه شدد على أنه "سنكسر جيش الاحتلال المهزوم، إذا ما دخل قطاع غزة"، مشدداً، في الوقت ذاته، على أنّ حركته "تصنع الصواريخ، وتحفر الأنفاق، وتدرب الشباب، ولن تتخلى عن هذه المهمة".

وفي الجهة المقابلة، كما يرى العمور، فإنّ الاحتلال لا يمكن أن يبقى رهن وقيد التهديدات التي تعلنها المقاومة وحركة حماس، غير أنّ الطرفين محكومان بحسابات سياسية وبالكلفة، فالاحتلال أمامه انتخابات قد اقتربت، وبالتالي فهو مقيد بفترة هذه الانتخابات، و"حماس" في المقابل لا تريد الحرب بقدر ما تريد تحريك الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للناس في قطاع غزة. ويشير إلى أنّ الاختراقات للتفاهمات والهدوء الحالي لم يصل لمرحلة التصعيد والحرب، والوضع هذا لن يبقى طويلاً، وعند لحظة ما سيقرر طرف القفز للحرب، معتقداً أنّ اسرائيل هي التي تقرر والتي ستبدأ الحرب المقبلة. وسلوك المقاومة وخطابها متقدم جداً هذه المرة وواضح وهو خطاب له وقعه في دولة الاحتلال، وفق العمور، وهو سيفضي لإخراج رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من المشهد، ولكن من سيأتي عقب نتنياهو عليه أنّ يحل معضلة غزة، والاحتلال لا يرى حلاً إلا بالحرب.

من نفس القسم دولي