دولي

إلغاء فعاليات الجمعة المقبلة لمسيرات العودة على حدود غزة

للتخفيف عن المواطنين وتمكينهم من الاستعداد لأيام العيد المبارك

أعلنت الهيئة الوطنية لمسيرات العودة وكسر الحصار في اجتماعها الدوري، قرارها بأن تقتصر فعاليات المسيرات، الأسبوع المقبل، على أداء صلاة عيد الأضحى المبارك في مخيم ملكة (شرق غزة)، ومخيم العودة شرق خان يونس، وذكرت أن قرارها استثناء يوم الجمعة المقبل من أي فعاليات جاء "للتخفيف عن المواطنين وتمكينهم من الاستعداد لأيام العيد المبارك، حيث يوافق يوم الجمعة الثامن من ذي الحجة"، مشيرة إلى أن فعالية "جمعة الشباب الفلسطيني" ستنظم يوم الجمعة الذي يلي العيد.

تقول "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، إن مليونية مسيرات العودة التي تنظم أسبوعيا على حدود غزة، هي تأكيد على تشبث الشعب الفلسطيني بحقوقه وثوابته الوطنية.

وقال الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، في بيان صحافي في وقت سابق "شعبنا الفلسطيني لن يتخلى عن حقه في العودة إلى دياره التي هجّرته منها العصابات الصهيونية عام 1948".

وأكد قاسم أن خروج الفلسطينيين في المليونية "يحسم بشكل قاطع أن تقادم الزمن لن يوقف مسيرة نضاله ضد الاحتلال، ولن يضعف من إرادته الصلبة التي تقف خلف تمسّكه بحقوقه".

ولفت إلى أن مليونية العودة تأكيد جديد على أن المقاومة بأشكالها المختلفة، ووحدة الصف والكلمة، هي "الوصفة الصحيحة" لمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها خطة الإدارة الأميركية للسلام في الشرق الأوسط "صفقة القرن".

وكانت مسيرات العودة قد بدأت كدعوة شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في قطاع غزة في شهر يناير/كانون الثاني 2018، وجاءت الدعوة تحت شعار "مسيرة العودة الكبرى"، وبدأ الناس بالتفاعل معها والتقاطها كرافعة نضالية للحالة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، ثم تشكلت ما عرفت بـ"اللجنة التنسيقية العليا لمسيرة العودة الكبرى" من شخصيات وطنية مستقلة ومنظمات المجتمع المدني.

وتحولت الفكرة إلى دعوة والدعوة إلى اعتصام للاجئين، رجالا ونساء وأطفالا، في أقرب نقاط للسياج الشرقي لقطاع غزة، وحدد 30 مارس/آذار كنقطة انطلاق على طول السياج الشرقي للقطاع أو ما يعرف بخط الهدنة، وكان الحراك يستهدف تجاوز خط الهدنة وعودة اللاجئين بشكل فعلي إلى ديارهم التي هُجروا منها، بشكل سلمي وتحت راية العلم الفلسطيني.

وعقب إطلاق مسيرات العودة، تحولت حدود قطاع غزة التي كانت هادئة نسبيا منذ انتهاء حرب عام 2014 إلى مصدر احتكاك وإرباك واستنزاف للجيش الإسرائيلي الذي فوجئ بهذا الحشد الشعبي غير المركزي والممتد على طوال حدود غزة، في أكثر من منطقة، ووصل عدده إلى ما يقرب من 250 ألف متظاهر سلمي.

وأحدثت مسيرات العودة جدلا واسعا في الأوساط الإسرائيلية، وتحولت إلى مأزق سياسي وأمني، وأفقدت إسرائيل رواية الضحية "الهولوكست"، عندما ردت على المسيرات السلمية بالقصف وإطلاق الرصاص الحي والاستخدام المفرط للقوة، وتسابق قناصتها في استهداف المدنيين العزّل من الأطفال والنساء والمسعفين والصحافيين، حتى باتت مسيرات العودة وأهدافها وتقييمها حاضرة في الرواية الإسرائيلية، ولم يعد ممكنا تجاهلها.

من نفس القسم دولي