دولي

هل فشل أول اجتماع للجنة وقف العمل بالاتفاقيات الفلسطينية مع الاحتلال؟

خلافات حول تنفيذ قرارات وقف العمل بالاتفاقيات الإسرائيلية على الأرض

لم يحقق أول اجتماع للجنة وقف العمل بالاتفاقيات الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي، أي تقدم ملموس لجهة اتخاذ إجراءات واضحة، وهو الاجتماع الذي ترأسه الرئيس محمود عباس، وسط أجواء من التكتم الشديد، ورفض الحديث عما جرى خلاله، فيما تفيد مصادر "العربي الجديد" بأنه شهد ملاسنات حادة بين المشاركين، وأسفر عن لا شيء.

الاجتماع الذي عقده الرئيس في قاعة الضيافة في مقر "الرئاسة" برام الله، السبت الماضي، وليس في غرفة الاجتماعات كما ينبغي لاجتماع هام، ظهر خلاله أعضاء اللجنة وكأنهم وفد يزور عباس الذي توسط الجلسة، فيما انقسم أعضاؤها على طرفي القاعة في مقاعد متقابلة، كما أظهرت الصورة التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا".

وتفيد المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها لـ"العربي الجديد"، بأن تلاسنا واشتباكا كلاميا وقع بين أعضاء اللجنة، الذين ظهروا وكأنهم أجنحة مختلفة، جناح يصب مع الرئيس الفلسطيني بضرورة الانتظار وإخضاع قرار وقف العمل بالاتفاقيات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي لمزيد من النقاش والبحث، وجناح ثان يدعو لاتخاذ خطوة تعطيل الاتفاقيات.

وعبّر عن التوجه الداعم للتريث رئيس الشؤون المدنية وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، وأمين عام حزب "الشعب" بسام الصالحي، وقادة الفصائل الصغيرة التي تدور في فلك "فتح"، وتعطي منظمة التحرير النصاب السياسي الذي تحتاجه "فتح" لأي قرار تتخذه.

في المقابل، اعتبر الجناح الثاني أن هناك قرارات لوقف الاتفاقيات مع إسرائيل يجب أن يُنفذ جزءا منها، ولا سيما أن هذه القرارات عُرضت على المجلس المركزي سابقا وتم نقاشها وبحث آليات تنفيذها وبعضها قابل للتنفيذ الفوري مثل تعليق الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، ووقف التنسيق الأمني، ومنع دخول البضائع الإسرائيلية إلى مناطق "أي" (المدن الفلسطينية)، وفرض ضرائب على البضائع الإسرائيلية، فضلا عن توقيع السلطة الفلسطينية على الانضمام لعدد من المنظمات الدولية الهامة.

وتفيد المصادر بأن ملاسنة حادة وقعت بين أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، وحسين الشيخ حول ما طرحه الأول من ضرورة أن يتم تنفيذ بعض قرارات وقف العمل بالاتفاقيات الإسرائيلية على الأرض، وما طرحه الأخير بعدم الاستعجال وإخضاع الأمر لمزيد من النقاش والبحث، وهو ما يفضله عباس.

النقاشات كانت حادة بين المشاركين، فيما كان الرئيس الفلسطيني يطلب من البعض السكوت ومن البعض الحديث، ومن آخرين عدم المقاطعة.

بدوره، دعا رئيس الوزراء، محمد اشتية، إلى ضرورة إعطاء الحكومة الوقت اللازم للقيام بالانفكاك عن دولة الاحتلال بشكل تدريجي، وتطرق خلال الاجتماع إلى خطته الاقتصادية التي تتمثل بالعناقيد الاقتصادية والزراعية فضلا عن التنمية في الضفة الغربية المحتلة.

ولم يخرج الاجتماع بأي بيان ختامي يلخص ما جرى فيه أو أي نتيجة أو خلاصة خلص إليها المجتمعون، وتظهر الصورة التي نشرتها وكالة "وفا" أعضاء اللجنة وهم من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومن اللجنة المركزية لحركة "فتح"، بالإضافة إلى اشتية، ووزير المالية شكري بشارة ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج.

من نفس القسم دولي