دولي
مصر ترفض جولة هنية الخارجية بسبب إيران وتركيا وقطر
تقرر قيام أبو مرزوق على رأس وفد من مكتب الخارج بزيارة إلى موسكو
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 14 جولية 2019
كشفت مصادر مصرية على صلة بملف الوساطة التي يقودها جهاز الاستخبارات المصري بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بشأن تفاهمات التهدئة من جهة، وبين حركتي "فتح" و"حماس" بشأن ملف المصالحة من جهة أخرى، أنّ القاهرة رفضت مطلب حركة المقاومة الإسلامية بخروج رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في جولة خارجية.
وقالت المصادر التي تحدث لـ"العربي الجديد" إنه "بعد وقت طويل من تعليق الردّ على الطلب الذي تقدّمت به حماس خلال أكثر من زيارة إلى القاهرة بشأن الجولة، ردّ الجانب المصري بالرفض، مبرراً ذلك بأنّ الظروف الإقليمية والأمنية لا تسمح، من دون توضيح أي تفاصيل"، ولفتت المصادر إلى أنّ الفترة الماضية شهدت تبايناً وخلافات بين قيادة الحركة والوسيط المصري، بشأن تفاصيل متعلقة بتنفيذ تفاهمات التهدئة مع الاحتلال في قطاع غزة، وكذلك المصالحة الداخلية مع "فتح"، التي تولي القاهرة اهتماماً كبيراً لإنجازها، لاعتبارات متعلقة بالتفاهمات الدولية التي تتم بالمنطقة، في إشارة إلى خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة إعلامياً باسم "صفقة القرن"، بعدما رفضت السلطة الفلسطينية حضور فعاليات ورشة المنامة التي عُقدت يومي 25 و26 يونيو/ حزيران الماضي في العاصمة البحرينية المنامة.
مقابل ذلك، وصل رئيس لجنة العلاقات الخارجية في حركة "حماس" موسى أبو مرزوق، إلى العاصمة المصرية القاهرة، مساء أول من أمس الثلاثاء، بشكل مفاجئ للقاء المسؤولين في جهاز الاستخبارات العامة، من أجل بحث عدد من النقاط العالقة بشأن تنفيذ تفاهمات التهدئة المتأخرة. وقالت المصادر المصرية، إنّ هناك توافقاً بين القاهرة وتل أبيب بشأن التمسّك برقابة وإشراف الأمم المتحدة على الأموال القطرية المحوّلة إلى الأسر الفقيرة في قطاع غزة، مع تخصيص الجانب الأكبر من المعونة القطرية لتنفيذ أعمال البنية التحتية والمباني المهدمة.
وأوضحت المصادر كذلك أنّ ملف المصالحة الداخلية أخذ جانباً كبيراً من المباحثات بين الطرفين، لا بل خصص له المسؤولون المصريون الجزء الأكبر، قبل توجُّه الوفد الأمني المصري برئاسة اللواء أحمد عبد الخالق، واللواء أيمن بديع وكيل الجهاز، إلى رام الله للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقيادات حركة "فتح" لتحريك هذا الملف.
كما كشفت المصادر أنّ أبو مرزوق بحث مع الجانب المصري طلب الحركة بشأن السماح لهنية بالقيام بجولة خارجية، في عدد من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية.
وفي السياق، قال مصدر في حركة "حماس" تحدث لـ"العربي الجديد" إنه "بدا واضحاً أنّ هناك رفضاً مصرياً قاطعاً لجولة هنية، اعتراضاً على الدول التي كان سيتوجه إليها، والتي كان من بينها إيران وتركيا وقطر"، مشيرةً إلى أنه "بعد الرفض المصري، فقد تقرر قيام أبو مرزوق على رأس وفد من مكتب الخارج، بزيارة العاصمة الروسية موسكو للقاء عدد من المسؤولين هناك، للتباحث بشأن القضية الفلسطينية والملفات المتعلقة بها". ولفت المصدر إلى أنّ تلك الزيارة جرى تأجيلها أكثر من مرة على أمل سماح مصر لهنية بالسفر إلى الخارج، إذ كان مقرراً أن يقودها بنفسه.
إلى ذلك أكد الوفد الأمني المصري استمرار جهود مصر على كافة الصعد الإقليمية والدولية من أجل استئناف جهود عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، وذلك خلال استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس للوفد المصري في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
ووفق ما نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية، فإن تلك الجهود لاستئناف المفاوضات "تأتي وفق حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة"، واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله ظهر السبت الماضي، الوفد الأمني المصري برئاسة وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء أيمن بديع، فيما حضر اللقاء أعضاء اللجنة المركزية في حركة "فتح": عزام الأحمد وحسين الشيخ وروحي فتوح، والوزير اللواء ماجد فرج– رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية.
وعقد الوفد الأمني المصري بعد ذلك اجتماعا مع وفد حركة "فتح"، حيث استعرض نتائج اجتماعاته في قطاع غزة مع قادة حركة "حماس" حول الجهود التي تقوم بها مصر بشأن إنهاء الانقسام والمصالحة وتثبيت تفاهمات التهدئة مع الجانب الإسرائيلي.
وأطلع بديع، الرئيس عباس، على "التحرك الذي تقوم به مصر حول الأوضاع والتطورات في الساحة العربية والفلسطينية بشكل خاص، في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، سواء ما يتعلق منها وما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة والقدس بشكل خاص نتيجة استمرار سياسة التوسع الاستيطاني، واستمرار الحفريات في القدس المحتلة، وهدم ومصادرة منازل المواطنين، واستمرار المجابهات مع مسيرات العودة السلمية والجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة من أجل تثبيت تفاهمات التهدئة".