دولي
تهديدات لغزة بعدوان جديد.. هل يهرب نتنياهو إلى الأمام؟!
خيارات غزة السياسية محدودة ما يمنح "إسرائيل" أوراق قوّة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 02 جولية 2019
في تصعيد لنبرة التهديد، قال رئيس حكومة الاحتلال عبر صفحته على تويتر: "قد نضطر إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزة وما يرشدني هو شيء واحد فقط وهو أمن دولة إسرائيل".تلعق غزة جراحها وحدها وليس أمامها إلا الصمود، الاحتلال متنكّر لكل تفاهمات التهدئة وبين حين وآخر يشن عدوانا رافضاً الاعتراف بحقها في الحياة.
ويرى جورج جقمان المحلل السياسي أن عودة التهديد بحرب على غزة مرتبط برفضه هو ذاته تطبيق تفاهمات تلت عدوان 2014م وجديد تفاهمات العام الماضي.ويضيف: "اقتربت انتخابات الاحتلال الجديدة ولم تنفذ إسرائيل وعودها في فك الحصار، وتكتفي بين حين وآخر بتوسعة مساحة الصيد وفتح جزئي للمعابر والكهرباء، وتتذرع بالبالونات في مسيرة العودة لترفض وتهدد من جديد".
ولا يزال بازار المزايدات الإسرائيلية السياسية منعقدا من قبل انتخابات الاحتلال الأخيرة، وتصاعد بعد فشل تشكيل حكومته، ما أغرى خصومه بتصعيد دعايتهم ضده، فيما تشجّع آخرون في العودة للحياة السياسية وآخرهم باراك رئيس وزراء الاحتلال السابق.
وكلما تصاعدت أزمات غزة اقترب ميدانها من تدحرج عسكري يعود فيه الاحتلال للحديث عن وعود بتطبيق التزامات مرحلية ما تلبث أن تزول حين يكسب مزيداً من الوقت لمواصلة برنامج التهويد العام ورفض تطبيق التزاماته.
ويقول يوسف شرقاوي المحلل السياسي، إن التهديد بحرب يعزز موقف نتنياهو، فهو بحاجة لإجماع إسرائيلي، لأن الاحتلال مؤمن بالتطهير العرقي ويرفض تقديم أي تنازل.
خيارات غزة السياسية محدودة، والدعم الأمريكي للاحتلال بمساندة بعض الأنظمة العربية في ظل الانقسام الفلسطيني يمنح "إسرائيل" أوراق قوّة لمواصلة العدوان على الأرض والإنسان الفلسطيني.
ولا يمكن فصل ميدان غزة بالكلية عن تطورات الجبهة الشمالية وتعزيز تحالفات "إسرائيل" وبعض الدول العربية تجاه إيران، ورفض أي شكل للعمل المقاوم داخل وخارج حدود فلسطين المحتلة.ويشير المحلل جقمان إلى أن غزة بعد تشكيل حكومة الاحتلال المرتقبة ستكون أمام طرح أمريكي-إسرائيلي وحيد تطرحه "صفقة القرن" وهو حكم ذاتي محدود بغزة وجزء من الضفة.ويتابع: "بدا واضحاً استراتيجية الرفض الإسرائيلي في زمن اليمين لمنح الفلسطينيين أي بند من حقوقهم وهو ما يزيد أزمة الضفة وغزة ويضع غزة فوق فوهة المدفع بسبب التعنّت الإسرائيلي".
أما المحلل شرقاوي فيؤكد أن الاحتلال استفاد من حالة الدعم الأمريكي، وأن توتر جبهة الشمال مع لبنان من شأنه الوصول بها لحالة مواجهة إن ترجمت التهديدات مع احتمال تناغم المقاومة ميدانيًّا في غزة وجنوب لبنان.ولا يمكن فصل الحديث عن حرب بغزة عن المشهد السياسي الفلسطيني أو خطة "صفقة القرن" التي ذهبت نحو تصفية القضية الفلسطينية وشطب ربع قرن من تفاهمات مع السلطة الفلسطينية.