دولي
الاحتلال يشن حملة اعتقالات تطاول وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية
تشهد بلدة العيسوية وأحياء عدّة من مدينة القدس مواجهات عنيفة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 جوان 2019
• نتنياهو يهدد باتخاذ "خطوات أشد" ضد حماس
نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلية، الأحد، حملة اعتقالات واسعة في مناطقة متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلة، طاولت أكثر من 20 فلسطينياً، بينهم وزير شؤون القدس في الحكومة الفلسطينية، فادي الهدمي، الذي اقتيد إلى مركز تحقيق في سجن المسكوبية في القطاع الغربي من القدس المحتلة.
قال أحد مرافقي الهدمي، فضّل عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوة مشتركة من المخابرات وشرطة الاحتلال اقتحمت منزل الوزير وفتشته، قبل أن تصادر أجهزة الهاتف النقالة الخاصة به".ووصف محافظ القدس، عدنان غيث، في حديث لـ"العربي الجديد"، اعتقال الوزير الهدمي بأنه "يمثل ذروة" التصعيد الاحتلالي ضد كل مظاهر الوجود الفلسطيني في المدينة، مترافقا مع جرائم يقترفها الاحتلال بحق المواطنين في العيسوية وسلوان، وانتهاكه حرمة المستشفيات، كما حدث الليلة الماضية باقتحام مستشفى المقاصد، والاعتداء على المرضى ومرافقيهم هناك.
وبيّنت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أنّ اعتقال وزير القدس تم على خلفية مرافقته للرئيس التشيلي خلال زيارة الأخير للمسجد الأقصى، وهي الزيارة التي أثارت غضباً لدى حكومة الاحتلال، واعتبرت مرافقة وزير فلسطيني في هذه الزيارة ومن دون تنسيق معها مساً بما ادعته سيادة الاحتلال على القدس، وانتهاكاً لما يسمى بـ"اتفاق الوسط".
وفي السياق، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، في تصريحات صحافية، الاحتلال الإسرائيلي، بالإفراج الفوري عن الوزير الهدمي، مؤكداً أن "الهدمي منذ تسلّمه مهامه، عمل بكل إيمان وعزيمة لخدمة مدينته وأهلها، وسعى إلى تنفيذ مشاريع لمواجهة التحديات التي يعيشها المقدسيون والحفاظ على هوية المدينة".
وشدد اشتية على أن "الاحتلال يستهدف أي فلسطيني يعمل من أجل القدس وأهلها، لكن الحكومة ستبقى ملتزمة بواجبها تجاه المدينة المقدسة، وسيستمر نشاطها التنموي فيها، وكذلك متابعة شؤون أهلها اليومية"، مطالباً "المجتمع الدولي ودول الاتحاد الأوروبي، بالضغط على إسرائيل للإفراج عن الوزير المعتقل".
من جهة أخرى، استنكر رئيس الوزراء الفلسطيني حملة التنكيل الجماعي التي تنفذها قوات الاحتلال بشكل يومي تجاه سكان العيسوية شرقي القدس، والتي أدت أمس الأول إلى استشهاد شاب مقدسي وإصابة آخرين.
بدوره، قال المحامي مهند جبارة، محامي وزير القدس، إنّ "الوزير الهدمي رفض التجاوب، بأي شكل من الأشكال، مع محققي المخابرات الإسرائيلية في مركز شرطة المسكوبية، وأصر على حقه في اللقاء بمحاميه قبيل البدء في التحقيقات".
وكشف جبارة، في بيان صحافي، أنه "بعد حضور محامي الوزير، تبيّن أن التحقيق يدور حول ادعاء الشرطة الإسرائيلية أن الهدمي قام بالمسّ بالسيادة الإسرائيلية في القدس، في الأسبوع الأخير، وعلى رأسها الجولة التي قام بها الوزير الهدمي في المسجد الأقصى مع رئيس تشيلي".
ووصف المحامي جبارة اعتقال الوزير الهدمي بـ"الاعتقال السياسي"، موضحاً أن الهدف "إسكات أصوات اليمين المتطرف التي هاجمت الشرطة، واعترضت على زيارة الرئيس التشيلي للأقصى ومرافقته كبار المسؤولين من السلطة الفلسطينية".
وكانت سلطات الاحتلال قد قمعت، في وقت سابق، فعاليات فنية وثقافية وإعلامية للذريعة ذاتها، حيث تدّعي أن جميع تلك النشاطات موجهة من قبل السلطة الفلسطينية، ما يعتبر انتهاكاً لاتفاق أوسلو.
• تشهد بلدة العيسوية وأحياء عدّة من مدينة القدس مواجهات عنيفة
في غضون ذلك، نفّذت قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات اعتقال واسعة في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، طاولت حوالي أكثر من عشرين فلسطينياً، في وقت ارتفع فيه عدد المعتقلين من أبناء بلدة العيسوية شمال القدس، خلال الـ24 ساعة الماضية، إلى نحو 30، بينهم امرأة وزوجها.
وقال "نادي الأسير" الفلسطيني، في بيان له، إن "قوّات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 24 مواطناً فلسطينياً من محافظات الضّفة الغربية، منذ مساء أمس وحتّى فجر الأحد، بينهم 10 من القدس، خمسة منهم من بلدة العيسوية".
وتشهد بلدة العيسوية وأحياء عدّة من مدينة القدس مواجهات عنيفة، منذ مساء الخميس الماضي، بالتزامن مع استشهاد الشاب محمد عبيد، الذي تواصل قوات الاحتلال احتجاز جثمانه.كما اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد في القدس، الليلة الماضية، ونكلت بمرافقي المرضى، وفتشت المستشفى، بدعوى البحث عن شاب مصاب، فيما اعتقلت شابين من المستشفى خلال اقتحامه.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطيني علاء جوهر ونجله محمد، عقب دهم منزله في بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس، إضافة إلى اعتقال شاب من بلدة عناتا شمال شرق القدس.
وفي سياق الاعتقالات في بقية مناطق الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال، فجراً، فلسطينياً من مدينة الخليل (جنوباً)، وشاباً آخر من بلدة إذنا غرب الخليل، وطالبا جامعيا من بلدة يطا جنوب الخليل.كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً من بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم (جنوباً)، واعتقلت شابا آخر من قرية حوسان غرب الخليل، وكانت قد اعتقلت الليلة الماضية، شابا قرب قرية الفرديس شرق بيت لحم، بعدما أوقفت مركبة كان يستقلها.إلى ذلك، استدعت قوات الاحتلال القيادي في حركة "حماس"، شاكر حسن عمارة، من مخيم عقبة جبر في أريحا (شرقاً) لمقابلة مخابراتها.
• نتنياهو يهدد باتخاذ "خطوات أشد" ضد حماس
هذا وهدد رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في مستهل الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية، الأحد، باتخاذ "خطوات أشد" ضد حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
وقال نتنياهو خلال الجلسة: "لأننا ندرك الضائقة التي يعيشها سكان مستوطنات "غلاف غزة"، فقد اتخذنا عقوبات شديدة ضد "حماس"، بما في ذلك وقف إدخال الوقود. وإذا اقتضت الحاجة فسنتخذ خطوات أشد ضد حركة "حماس"".
وجاء تصريح نتنياهو في سياق رده على الانتقادات والهجوم الذي تعرض له في اليومين الأخيرين من جهات في المعارضة الإسرائيية، أبرزها الوزير الأسبق أفيغدور ليبرمان، وقادة حزب "كاحول لفان"، بسبب العودة إلى تفاهمات التهدئة مع حماس ليل الجمعة الماضي.وأضاف نتنياهو أن كل من يقدمون النصائح ما كانوا ليطبقوها عندما كانوا في مناصبهم، مضيفا أن "الخطوات التي تتخذها حكومته تتم بالتنسيق التام والتشار مع الأجهزة والأذرع الأمنية المختلفة".
وكانت حكومة الاحتلال وافقت ليل الجمعة الماضي على العودة لتفاهمات التهدئة مع حركة حماس، بما في ذلك إدخال الوقود لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، وتوسيع مساحة الصيد حتى 15 ميلاً في البحر لصيادي قطاع غزة.
وكانت تقارير فلسطينية كشفت صباح الجمعة أمر العودة لتفاهمات التهدئة بوساطة أممية ومصرية، فيما زعمت "يديعوت أحرونوت"، أن إسرائيل هددت عبر الوسيط الدولي ومندوبي المخابرات المصرية بتوجيه ضربة شديدة لـ"حماس" إذا لم توقف الحركة إطلاق "البالونات الحارقة".