دولي

معبر رفح... أطول رحلة سفر شاقة للفلسطينيين

كان لا يأخذ مدة سفر أكثر من 8 ساعات، أما اليوم فهو يخضع للمزاج المصري

لم تعد طريق العودة من مصر إلى فلسطين عادية، فهي بالنسبة للمريضة ميرفت أبو خاطر (38 عاماً) رحلة محفوفة بالمخاطر والتعب والإرهاق المبالغ فيه، غير أنها مضطرة لتحملها قصد العلاج، فهي تعاني من ارتفاع نسبة المياه في المخ وبحاجة للسفر كل 6 أشهر إلى مصر من أجل المتابعة مع طبيبها في مستشفى فلسطين وهي التي تعاني منذ 15 عاماً.

في منتصف شهر رمضان الماضي، عادت أبو خاطر إلى غزة بعد ثلاثة أيام استغرقتها في طريق العودة، وتقول إنّ طريق العودة من القاهرة إلى حاجز المعدية استغرق يوماً كاملاً وبعدها تعرض المسافرون لتفتيشات عديدة وعمليات إذلال لا تليق، وكانوا يمرون من عذاب إلى عذاب آخر.

وأشارت إلى أنه بعد معاناة اليوم الثاني خرج المسافرون الساعة الواحدة فجراً حتى وصلوا الساعة الخامسة صباحاً إلى حاجز الريسة وهناك تعرضوا للتفتيش وبعض الإجراءات، وبعد ذلك بدأ المسافرون بالتحرك حتى وصلوا الساعة الثانية بعد الظهر إلى الصالة المصرية في معبر رفح البري.

وقالت أبو خاطر إنّ ما جرى يعد مغامرة من الصعب تحملها، لافتةً إلى أنها كانت مجبرة على السفر بسبب المتابعة والعلاج، وأوضحت أن كل العالم يدرك حجم المعاناة التي يعيشها الأهالي بغزة مع "كامل تقديرنا لما تعاني الأراضي المصرية من أحداث تؤثر بالسلب على المسافرين"، وعبرت عن أملها بأن تتغير الظروف وتكون أفضل من ذلك.

وتصف المريضة أبو خاطر رحلة سفرها بـ"رحلة موت"، بسبب طول المسافة كونها مريضة لا تتحمل التعب والمعاناة، مشيرةً إلى أنّها مضطرة للسفر كل 6 أشهر للمتابعة وكلما زاد ارتفاع المياه على المخ تزداد مضاعفات ذلك وتنتج عنها دوخة وإجهاد كبير.

وتذكر المريضة السنوات الأخيرة وكيف كانت تسافر لوحدها دون الحاجة إلى مرافق، مؤكدةً أنها كانت تغادر فجراً من القاهرة وتصل إلى بيتها بغزة الساعة 12 ظهراً .

والطريق بين القاهرة ومعبر رفح البري كان في أسوأ الأحوال لا يأخذ مدة سفر أكثر من6-8 ساعات، أما اليوم فهو يخضع للمزاج المصري، وربما تصل في بعض الأحيان فترة الوصول أو العودة إلى 3-4 أيام.

أما محمد خالد، الذي تمكن من أداء العمرة لأول مرة خارجاً من معبر رفح البري، فقال لـ"العربي الجديد"، إنّ رحلة العذاب والعودة من مصر إلى غزة عبر معبر رفح استغرفت 3 أيام كاملة، كانوا فيها في الشوارع.

وأوضح خالد أنّ حالة الإرهاق والتعب التي أصابتهم كانت كبيرة للغاية، مشيراً إلى أنّ أصعب الأشياء التي يمر بها المسافر هي التفتيش في كل حاجز والنوم على الحواجز وفي الشوارع.

وبين أن طريق رحلتهم كانت محفوفة بالمخاطر خاصة في ظل إطلاق النار الذي كانوا يسمعونه خلال مكوثهم في طريق العودة بين الحين والآخر. وتعرض محمد خالد للحجز لعدة ساعات دون أي سابق إنذار، وذكر أنّ بعض جنود الجيش المصري كانوا يطلقون النار قرب الباصات دون أن يصاب أحد بأذى معتمدين إرهاب الفلسطينيين.

ولفت إلى أنّ حملات التفتيش كانت دقيقة جداً حيث أنزلوهم من الباصات التي تنقلهم عدة مرات وقاموا بتفتيش الحقائب وهذا لم يحصل من قبل، فضلاً عن إطلاق كلاب التفتيش داخل باصات المسافرين.

ويأمل الفلسطينيون في حل ينهي هذه المعاناة، خاصة أنها تأتي تزامناً مع استمرار فتح السلطات المصرية معبر رفح بشكل منتظم، وتقاربها مع حركة "حماس" أخيراً، لكن ذلك لم يمنع من تعمد الإساءة للمسافرين الفلسطينيين.

من نفس القسم دولي