دولي
ورشة البحرين.. جدول أعمال هزيل ولا ذكر للفلسطينيين!
تشكل الخطوات المبدئية لـ"صفقة القرن" الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 21 جوان 2019
• حماس تدعو شعبنا بالضفة لمواجهة صفقة القرن
انطلقت عقب صلاة الجمعة أمس مسيرة جماهيرية بالأردن دعت لها فعاليات رسمية وشعبية وشبابية؛ رفضًا لما يسمى صفقة القرن وورشة البحرين التطبيعية، وهتف المشاركون لإسقاط اتفاقية وادي عربة، ورفضًا لما يسمى "صفقة القرن وورشة البحرين التطبيعية"، كما هتفوا لنصرة لفلسطين ودفاعًا عن الأردن.
أظهرت مراجعات لجدول أعمال ورشة البحرين المزمع عقدها في 25 و26 يونيو/ حزيران الجاري في العاصمة المنامة، والتي تشكل الخطوات المبدئية لـ"صفقة القرن" الأمريكية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية أنه "هزيل وضعيف وغير مترابط"، وقال أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا إبراهيم فريحات حول الجدول: "لم أرَ بحياتي مهزلة كهذه، ولا أدري هل هو حقاً غباء أم استغباء أم جهل وقلة خبرة لدى (مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد) كوشنر وفريقه، أم استهتار بهذه الأمة"، وفق صفا.
وكشف البيت الأبيض في 19 مايو/أيار الماضي أنه سيعلن عن القسم الأول مما يعرف بـ"صفقة القرن"، والتي ستتضمن ما يُطلق عليه المسؤولون الأمريكيون "ورشة عمل" اقتصادية لجذب الاستثمارات إلى الضفة الغربية وغزة والمنطقة.وذكر فريحات في منشور على حسابه في فيسبوك أن ورشة عمل حول مستقبل الفلسطينيين لم ترد في جدول أعمالها كلمة فلسطينيين!.
وأوضح أن الصفحة الأولى في الجدول كُتب: (Middle East Prosperity) وهذا يعيد تعريف الموضوع برمته "أي تطبيع اقتصادي في المنطقة ككل، وليس حصرًا حل المسألة الفلسطينية".ورغم هذا العنوان الصارخ، ادعى السفير الأمريكي في "إسرائيل" ديفيد فريدمان أن "ورشة البحرين" لن تتضمن مقايضة الجانب السياسي لعملية السلام بحوافز اقتصادية، لافتًا إلى أن عدم مشاركة إسرائيل رسميا جاءت بعد رفض السلطة الفلسطينية الحضور.
وقال فريحات: التوقيع على الصفحة الأولى تقول: "استضافة" (hosted) فـ"إذا كان هذا (أمريكا) هو المستضيف فمن المنظم؟ (organizer)، وأضاف: "للمرة الأولى أرى ورشة بدون منظم".وأشار إلى ذكر اسم الدولة الصغيرة في البداية (البحرين) ثم الكبيرة لاحقاً (الولايات المتحدة)، ولفت إلى أن يشير إلى فشل وتراجع الموضوع كله.وأوضح فريحات أن كوشنر يريد أن يتنصل ويصدّر الفشل إلى البحرين، خصوصًا أنه لا أحد يتبنى "التنظيم فقط الاستضافة".وأضاف "في الصفحة الأولى وردَ "لقاء كوكتيل"، وهو عادة يوحي بلقاءات يتخللها "كحوليات" (خمور)، وهذا يظهر مدى احترامهم لثقافة عربية مسلمة وللمدعوين فيها!!".
وأشار إلى أن "معظم جدول الأعمال يركز على التشبيك "Networking" أي تطبيع علاقات. والسؤال تطبيع مع من؟ إذا لم يحضر الفلسطينيون ولم تتم دعوة "إسرائيل" رسميًّا، فهل الهدف هو تشبيك علاقات بين العرب؟!".وقال فريحات ساخرًا: "كل هذا الإعداد والتخطيط والضجة على يوم واحد! كان بإمكانهم يعملوها (تنظيمها) على سكايب (برنامج للتواصل المرئي) ويريحونا!".وأضاف: "هالأوقات العرس يأخذ ثلاث أيام!، مهزلة وإفلاس وفريق ثلاثي جاهل (كوشنر، جرينبلات، فريدمان) يتحكم في مصير أمم! ولكن غيابنا فتح المجال لهم ليعملوا أكثر من ذلك!".
أما المحلل الاقتصادي عمر شعبان، فأشار في مراجعة لجدول الأعمال أن برنامجه ضعيف، وغير مترابط، وغير ذي علاقة.وقال: إن من يتحدث فيه أثرياء من الخليج وأساتذة جامعات ومدراء شركات أمريكية ضخمة عن منطقة لا يعرفون عنها سوى القليل، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين نجحوا في إضعاف المؤتمر ومحاصرته وتخفيض نجاحه.
وتعدّ "صفقة القرن" مجموعة سياسات تعمل الإدارة الأمريكية الحالية على تطبيقها -رغم عدم الإعلان عنها حتى اللحظة-، وهي تتطابق مع الرؤية اليمينية الإسرائيلية في حسم الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.و"صفقة القرن" هي خطة سلام أعدتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، لم يكشف عن تفاصيلها، ويتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة الاحتلال الصهيوني، بما فيها وضع شرق القدس المحتلة وحق عودة اللاجئين.
• حماس تدعو شعبنا بالضفة لمواجهة صفقة القرن
إلى ذلك دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية، جماهير شعبنا الفلسطيني للمشاركة الفاعلة في جميع الفعاليات والمسيرات الجماهيرية الرافضة لصفقة القرن.وأكدت حماس في بيانٍ لها أن المساعي الأمريكية لتمرير صفقة القرن، وتجاهل حقوق شعبنا الفلسطيني عبر مؤتمرات التطبيع؛ لن تحقق أهدافها، فشعبنا الفلسطيني لن يسمح لأيٍّ كان أن يدوس على حقه في الحرية والاستقلال واستعادة أرضه ومقدساته ودحر الاحتلال الفاشي.وأهابت الحركة بأبناء شعبنا بالمشاركة الفاعلة في جميع الفعاليات التي دعت إليها الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية من أجل إسقاط الصفقة المشؤومة.وقالت: "لنوصل رسالة للعالم أجمع بأن تقرير مصير شعبنا هو أمر يخصنا نحن الفلسطينيين، ولن نسمح لأحد أن يملي علينا الحلول التي تنتقص من إرادتنا الحرة". و"صفقة القرن" هي خطة تعتزم الولايات المتحدة الكشف عنها في يونيو/حزيران المقبل.