دولي
تعهدات إسرائيلية بتنفيذ تفاهمات غزة ومساعي الوسطاء أثمرت هدوءاً
نقلت الفصائل عبر ملادينوف للاحتلال التزامها بالهدوء وتثبيته
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 19 جوان 2019
في الأيام الماضية كادت الأوضاع في قطاع غزة تنفجر، ممهّدة الطريقة لعودة المنطقة إلى دائرة التصعيد الذي لا تُضمن توابعه، لكن التدخلات والوساطات في الساعات الأخيرة بدت وكأنها آتت ثمارها في الهدوء الذي ساد في مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود، يوم الجمعة الماضي مردّ التصعيد هو المماطلة الإسرائيلية، التي تمادت في التعامل السلبي مع التفاهمات التي أُبرمت أخيراً لتخفيف حصار غزة، وإدخال أموال المساعدات القطرية إلى الأسر الفقيرة، غير أنّ الحراك الدبلوماسي الذي قاده ملادينوف، وعبر الاتصالات، الوسيطان المصري والقطري، أدى إلى حلحلة محدودة على الأرض، مع تعهّد إسرائيلي بالسماح للأموال القطرية بالوصول إلى فقراء القطاع في وقت قريب.
هذا التعهّد الإسرائيلي جاء بعد أيام من تسريب معلومات إسرائيلية، عن رفض حكومة بنيامين نتنياهو السماح بتحويل الأموال القطرية لمساعدة الأسر الفقيرة وذوي الحالات الإنسانية، غير أنّ الاحتلال تراجع عن ذلك، وأُبلغت الأطراف الفلسطينية موافقة على تمرير الأموال في وقت قريب، وفق مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد"، وقالت المصادر، إنّ الاحتلال قدم التزاماً بإعادة فتح بحر غزة أمام الصيادين، بعد إغلاقه بشكل كامل بدءاً من يوم الخميس الماضي، ومنع الصيادين من العمل فيه تحت طائلة التهديد بالاعتداء والاستهداف.
ونقلت الفصائل، عبر ملادينوف، للاحتلال التزامها بالهدوء وتثبيته واستمرار العمل بتفاهمات تخفيف الحصار من دون مماطلة أو مراوغة، على قاعدة تبادل الالتزام. وهو ما أكده رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية خلال لقائه بملادينوف أول أمس الجمعة، وفق المصادر. وأُبلغ الوسطاء أيضاً، أنّ حوادث إطلاق الصواريخ يومي الأربعاء والخميس الماضيين أفعال فردية وليست بقرارات تنظيمية.
غير أنّ ذلك يأتي متزامناً مع تحذيرات نقلتها وسائل إعلام الاحتلال، بأنّ الجيش الإسرائيلي قدّم تقديرات بشأن احتمالية انفجار الأوضاع في القطاع بشكل أكثر من أي وقت مضى، مع الحثّ على استعداد الحكومة الإسرائيلية لتعامل أكثر صرامة مع القطاع. ووفق ما نقلت وسائل إعلام الاحتلال، فإنّ مسؤولين في الجيش الإسرائيلي يعتقدون أنه يجب التوقف عن التحذيرات قبل مهاجمة مبانٍ واستهدافها، حتى لو أسفر ذلك عن قتلى في الجانب الفلسطيني.
وإذا ما طُبّقت هذه السياسة وعاد جيش الاحتلال إلى استهداف المواقع والمباني السكنية من دون تحذير مسبق، فإنّ الأوضاع مرشحة لتصعيد كبير على الأرض، وربما الدخول في مواجهة كبرى جديدة على غرار الحروب الثلاثة التي شُنّت ضد غزة، وليس موجة تصعيد محدودة أياماً عدة.
في السياق، أشار المتحدث باسم حركة "حماس" حازم قاسم، إلى أنّ حركته أكدت للوسطاء أنّ على الاحتلال أن يلتزم بما تم الاتفاق عليه من دون تلكؤ، ومن دون التحجج بحوادث هنا أو هناك لوقف تنفيذ التفاهمات. وأوضح قاسم في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "حماس" ملتزمة بهذه التفاهمات متى ما التزم بها الاحتلال، وستلتزم بالمقدار الذي يلتزم به الاحتلال ولن يكون هناك التزام من طرف واحد، ما يعني أنّ على الوسطاء إلزام الاحتلال بهذه التفاهمات.
وذكر قاسم أنّ الفصائل الفلسطينية ملتزمة بخط مسيرات العودة وكسر الحصار ضمن فلسفتها الشعبية والسلمية، وملتزمة بإبعاد الأدوات المصاحبة لها (الأدوات الخشنة) ما دام هناك التزام من الاحتلال بالتفاهمات، غير أنه حذّر من أنّ صبر الشعب الفلسطيني نفد ولن يقبل أن يعيش تحت الحصار لفترة أطول.