دولي
صلاح الدين العواودة
القلم الفلسطيني
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 ماي 2019
لماذا لا يذهب الرئيس الفلسطيني إلى خيار المصالحة والوحدة الوطنية ورص الصف الفلسطيني لمواجهة صفقة القرن!؟
1. قناعاته الشخصية بأن المرحلة مرحلة تصفية للتيار الإسلامي في العالم العربي، وهذا أهم في نظره من مواجهة صفقة القرن والاحتلال الإسرائيلي، لذلك فليس من المعقول أن يتصالح مع الإسلاميين في فلسطين ويعطيهم شرعية.
2. وهو كذلك يحاول مغازلة الأطراف العربية المعادية للإسلاميين رغم أنهم يعادونه هو أيضاً كالإمارات مثلاً، ويدعمون خصمه اللدود محمد دحلان.
2. تقديراته السياسية تقول بأن الوحدة مع حماس ستضعه في خانة واحدة معها في نظر "إسرائيل" والغرب باعتبار حركة حماس في نظر هؤلاء حركة إرهابية.
3. الوحدة من منظوره تعني إعادة تحمل أعباء قطاع غزة، ولا سيما المالية، وهو ما يسعى إلى التخفف منه في ظل الأزمة التي تعاني منها السلطة.
4. الوحدة في نظره تشكل خطراً سياسيًّا على حركة فتح، فالوحدة إن تمت فلا بد بأن تكون على برنامج سياسي جديد أو متطور عن برنامج حركة فتح وبرنامج الرئيس عباس شخصيًّا، المحصور بالمفاوضات والالتزام بالاتفاقيات من طرف واحد، بل ستطرح قضايا مثل المقاومة والتي إذا شملها البرنامج فمن المرجح أنها ستخدم حركة حماس؛ إذ ستشكل انتصاراً لبرنامجها، وإذا لم يشملها البرنامج فهذا سيفتح الباب أمام حماس للشرعيات الفلسطينية والإقليمية والدولية على حساب حركة فتح التي تعاني من الشيخوخة في ظل قوة حماس الصاعدة من وجهة نظره، لذلك فمن الأفضل له إبقاء حماس خارج النظام السياسي الفلسطيني ككل.
5. وحدة فلسطين خارجيًّا أهم من وحدتها داخليًّا فهو يخشى أن يتحدث العالم مع جهة فلسطينية أخرى وعلى حسابه وما يمثله من مؤسسات.
6. أبو مازن يرى أن "إسرائيل" (أقرب) له من حماس. فهو يثق بالمنظومة الأمنية الإسرائيلية ولا يثق بحماس، ويثق بالقضاء الإسرائيلي وسلطة القانون لدى "إسرائيل" ويخشى من حماس وسلطتها، فـ"إسرائيل" ممكن أن تحرض ضده أو تضيق عليه أو تطرده في أسوأ الظروف، لكن حماس من وجهة نظره ممكن أن تقتله وهو يزعم أنها حاولت قتله سابقا.
7. عباس ليس زعيماً ولم يكن كذلك يوماً، وضعفه هو ما أتى به إلى السلطة وليس قوته، لذلك هو لا يحتمل المنافسين ولا الخصوم لا داخل حركة فتح حيث يصفي منافسيه ولو في الساحة الفلسطينية حيث يحتكر السلطات بيده ويقصي المنافسين.
8. خلال سنوات رئاسته للسلطة الخمسة عشر بنى حوله عدة دوائر مستفيدة من أبناء وأقارب وأصدقاء ومقربين، وهذه الدوائر تزداد قوتها وسماكتها ويزداد (تسخيرها له) مما يجعلها حاجزاً يتزايد بحجمه بينه وبين المركبات السياسية الفلسطينية الأخرى، وتصعب عليه فكرة التنازل عن صلاحياته أو تقليصها في إطار أي اتفاق فلسطيني داخلي بالإضافة إلى تراكم ملفات فساد كبيرة من هؤلاء تحول بينه وبين الوصول إلى مرحلة تتم مساءلته فيها، لذا يجدر به البقاء على ما في يديه حتى آخر نفس.
9. مثله مثل حالات الجمهوريات الوراثية في أقطار عربية انتهى فيها جيل المؤسسين وكان هو آخرهم، فقرر التفرد والتوريث لأبنائه، لذلك نجده حريصا على تمكين أولاده خصوصاً ماليا واقتصاديا حتى أنه يقوم بزيارات لدول نظنها لخدمة القضية الفلسطينية ونكتشف أن هدفها كان فقط تنظيم صفقات تجارية لأولاده أو ترتيب أمور أخرى لهم مع هذه الدول.
10. في النهاية هو استخلص العبر مما جرى مع عرفات من حصار خارجي ومؤامرات داخلية مع الخارج أودت به في النهاية.
لذلك لا يؤمن بالشراكة ولا بتصعيد قادة من حوله لمناصب تقلل من تفرده على غرار فرضه رئيسا للوزراء في عهد الرئيس السابق ياسر عرفات عام 2003.
وعليه فمن المستبعد أن يفكر الرئيس الفلسطيني كأي فلسطيني آخر باتجاه الوحدة وتمتين الصف الفلسطيني الداخلي في مواجهة التحديات.
أحجية عباس