دولي
مدى: إغلاق فيسبوك صفحات فلسطينية مساسا خطيرًا بالحريات الإعلامية
تنوعت الانتهاكات بين حذف الحسابات بشكلٍ نهائي إلى جانب تعطيلها ووقف المنشورات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 ماي 2019
ندد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" بالحملة الواسعة التي نفذتها شركة "فيسبوك" وأغلقت فيها عشرات الصفحات الشخصية لصحافيين ونشطاء فلسطينيين خلال الأيام القليلة الماضية، وعدَّ المركز في بيان، الإثنين، ذلك مساساً جسيماً وخطيراً بالحريات الإعلامية، لا سيما وإن معظم الصفحات التي أُغلقت تحظى بمتابعات واسعة، ولم يتلق أصحابها أي إنذارات مسبقة أو تفسيرات تبرر إقدام شركة "فيسبوك" على مثل هذه الخطوة.
وبحسب تحقيقات ومتابعات باحثي وباحثات مركز "مدى" الميدانية، فإن حملة الإغلاقات التي نفذتها إدارة شركة فيسبوك ليلة الخميس وصباح الجمعة الماضيين (23 و24/ أيار/2019) طالت ما لا يقل عن 69 صفحة، من بينها صفحات خاصة لـ 58 صحافيا وكاتبا، في الضفة الغربية وقطاع غزة، فيما تعود بقية الصفحات لمجموعة من النشطاء والمواطنين الصحافيين.
وحسب متابعات باحثي وباحثات "مدى"، فإن جميع من أغلقت صفحاتهم الشخصية، وصلهم نفس الإشعار من فيسبوك، وهو كالآتي: "مرحبا، شكرا على ردك، سنطالبك بالرد مع إرفاق صورة لنفسك مع أحد عناصر قائمة بطاقتك الشخصية" إلى الرابط، وبعد قيامهم بإرسال صور هوياتهم الشخصية، كانوا يتلقون ذات الردّ بأنه هناك خطأ غير معروف حدث.
وتؤشر عمليات الإغلاق التي تمت دون إنذار مسبق أو تفسير لاحق بأنها جاءت في قسم منها على الأقل، امتدادا وترجمة لتفاهمات كانت توصلت لها الحكومة الإسرائيلية مع شركة فيسبوك بشأن ما يعدّه الاحتلال "تحريضا" ضده أو ضد سياساته وجيشه، وطالب "مدى" شركة فيسبوك بإعادة إطلاق الصفحات المغلقة والتوقف عن مثل هذه الممارسات التي باتت تنفذ بعيدا عن أي تمحيص أو مبرر منطقي.
وعلى الرغم من تحجج "فيسبوك" بأن ملايين الحسابات المحذوفة "وهمية"، إلا أن الفلسطينيين قالوا إن هذه الخطوة تتساوى مع محاولات الاحتلال الإسرائيلي إخراس الصوت الفلسطيني على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة أن عددًا كبيرًا من هذه الحسابات تعود إلى سنوات تأسيس الموقع الأولى وتضم عدداً كبيراً من المتابعين.
وقد رصد مركز "صدى سوشال" 24 انتهاكاً ضد الصفحات والحسابات الفلسطينية خلال شهر إبريل/نيسان الماضي، وتركزت تلك الانتهاكات على موقعي "فيسبوك" و"إنستغرام"، وشملت الحذف والحظر وإلغاء النشر، وقالت أبو حصيرة لـ "العربي الجديد" إنها فوجئت بحذف حسابها الذي يتابعه أكثر من 18 ألف شخص، بطريقة مفاجئة ومن دون أي أسباب، فضلاً عن عدم تقديم أية تفاصيل أو إيضاحات متعلقة بدوافع الحذف.
من جهة ثانية، رصدت إحصائية صادرة عن "حملة المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي" وجود منشور تحريضي إسرائيلي كل 66 ثانية عبر "فيسبوك" خلال 2018، مقارنة بمنشور كل 71 ثانية خلال 2017، ووفقاً للإحصائية، فإن عدد المنشورات التي تضمّنت دعوة لممارسة العنف وتعميم عنصريّ وشتائم ضد الفلسطينيّين في 2018 كان 474250 منشورا مقارنة بـ 445 ألفا خلال 2017، إلى جانب أن 1 من أصل 10 منشورات عن العرب تحتوي على شتيمة أو دعوة لممارسة العنف ضد الفلسطينيّين.