دولي

تقديرات صهيونية: مؤتمر البحرين يتبنى بالمطلق تصور نتنياهو لـ"السلام الاقتصادي"

توقّع ميلمان أن تنتهي "صفقة القرن" إلى الفشل الذي انتهت إليه كل خطط التسوية

أكد معلقان إسرائيليان أن إقدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تنظيم مؤتمر المنامة، المزمع عقده في البحرين الشهر المقبل؛ يعكس تبنياً مطلقاً لفكرة "السلام الاقتصادي"، التي يتشبث بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كبديل لحل القضايا السياسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

قال المعلق يوسي ميلمان، في تحليل نشره موقع "معاريف" السبت، إنّ تنظيم مؤتمر المنامة يعكس خضوع ترامب لتأثير مستشاريه اليهود، الذين يعدّون الأكثر حماسة في دعم اليمين المتطرف في إسرائيل والمشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية، وأشار ميلمان إلى أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي، صهره جاريد كوشنير، والمبعوث الأميركي للسلام في المنطقة جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان، جعلوا "السلام الاقتصادي" هو المستند الرئيس الذي تقوم عليه "صفقة القرن"، الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن المشكلة التي يمثلها مستشارو ترامب اليهود، لا تكمن فقط في تبنّيهم مواقف اليمين والمشروع الاستيطاني اليهودي في الضفة، بل إنهم جميعاً تنقصهم الخبرة في إدارة ومعالجة نزاعات دولية، ما يجعلهم غير مؤهلين لإدارة التفاوض بين إسرائيل والفلسطينيين.

وتوقّع ميلمان أن تنتهي "صفقة القرن" إلى الفشل، الذي انتهت إليه كل خطط التسوية التي اقترحتها الإدارات الأميركية المتعاقبة، مشيراً إلى التناقضات الفجة في الموقف الأميركي من تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إذ إن إدارة ترامب التي تفرض العقوبات الاقتصادية على الفلسطينيين تبادر إلى تنظيم مؤتمر المنامة بهدف تجنيد الدعم المالي لهم.

ولفت إلى أن نتنياهو، الذي طرح لأول مرة فكرة "السلام الاقتصادي" في مؤتمر هرتسيليا عام 2008، عندما كان زعيماً للمعارضة، لم يقدم على أي خطوة يمكن أن تسهم في تحسين الأوضاع الاقتصادية بعد عودته للحكم عام 2009 وحتى الآن، مشيراً إلى أن نتنياهو حرص على فعل العكس من خلال زيادة وطأة الحصار على قطاع غزة، إلى جانب تطبيق سياسات أفضت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق.

بدوره، قال الكاتب عكيفا إلدار، في تحليل نشرته النسخة العبرية لموقع "المونيتور"، إن الدعوة لتنظيم مؤتمر المنامة تستند إلى موقف عنصري تجاه العرب والفلسطينيين، وأشار إلدار إلى أن "الانطلاق من افتراض مفاده أن المال يمكن أن يكون بديلاً عن الحقوق الوطنية، يمثل استخفافاً عنصرياً بالعرب وتحديداً الشعب الفلسطيني".

ولفت إلى أنه، على مدى عامين، يواصل ترامب فرض العقوبات الاقتصادية على الفلسطينيين، بهدف إجبارهم على قبول خطواته الأحادية الجانب، التي تصبّ في مصلحة إسرائيل فقط، وعلى رأسها اعترافه بالقدس عاصمة لها ونقل السفارة الأميركية إليها.

ولم يستبعد المعلق الإسرائيلي، أن يكون الرئيس الأميركي قد قرر بعد التشاور مع نتنياهو، أن ينظم مؤتمر المنامة بهدف استنزاف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

واقتبس إلدار ما قاله أهارون ميلر، اليهودي الأميركي الذي عمل مسؤولاً في عدد من الإدارات الجمهورية والديموقراطية، قوله: "سلوك ترامب تجاه الفلسطينيين بربري ومهين وغبي". ولفت إلى أن نتنياهو يراهن على توظيف الرفض الفلسطيني لـ"صفقة القرن"، في صياغة خطوط حمراء أمام أي رئيس ديمقراطي يمكن أن يتم انتخابه بعد ترامب، ونقل عن المتحدث باسم نتنياهو، نتان أوريخ، قوله: "الرفض الفلسطيني لصفقة القرن يساعدنا على لفت أنظار الإدارة الديمقراطية المقبلة، بأن الفلسطينيين هم من رفضوا خطة تسوية عرضتها الولايات المتحدة ووافقنا عليها".

ولفت إلدار إلى أن نتنياهو ومساعديه، ينطلقون من افتراض مفاده أن تسوية الصراع مع الفلسطينيين مستحيلة، مشيراً إلى أن يعكوف عامي درور، مستشار الأمن القومي الأسبق لرئيس الحكومة وأحد أوثق مقربيه، قد عزا الرفض الفلسطيني لـ"صفقة القرن" إلى "خلل وراثي"، يجعلهم يتملصون من أي فرصة للتسوية.

ورأى أن كتاب "25 عاماً على أوسلو"، الذي ألفه الجنرال أفرايم لبيا، الذي كان مسؤول الملف الفلسطيني في لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، والبروفسور ياعل فيشمان، خلص إلى أن المساعدات المالية لا يمكن أن تكون بديلاً عن حل شامل لكل القضايا السياسية للصراع. وأشار إلدار إلى أن تماهي ترامب مع اليمين في إسرائيل، وصل إلى درجة قبول موقفه الرافض لتنظيم نشاطات تهدف إلى تطبيع العلاقة بين الشباب الفلسطيني والإسرائيلي.

 

من نفس القسم دولي