دولي

إخفاقات الاحتلال بالتصعيد الأخير... منظومة ليزر جديدة ضد صواريخ المقاومة

بعد انتهاء الجولة الأخيرة من العدوان على قطاع غزة

نقطة جديدة تسجل لمصلحة المقاومة الفلسطينية، بعد انتهاء الجولة الأخيرة من العدوان على قطاع غزة والتي جرت في الأيام الأوائل من أيار الجاري، وأسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين وإصابة قرابة 200 آخرين.

هذه النقطة تتمثل في اعتزام الاحتلال دفع تطوير منظومة ليزر مضادة للصواريخ، وذلك بعد 20 عاما تقريبا من تنازلها عن هذه الفكرة، لمصلحة تطوير منظومات "القبة الحديدية" و"عصا سحرية" التي تسمى "مقلاع داود" أيضا.

وخلال الجولة الأخيرة، أثبتت المقاومة نجاعة صواريخها، واستطاعت التحايل على القبة الحديدية، وإحداث دمار كبير في مستوطنات الاحتلال، محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، قال: إن التفكير مجددا في العودة إلى تطوير الليزر بدأ منذ عدة أشهر، لكن هذا التوجه أصبح قويا أكثر في أعقاب العدوان الأخير حيث برزت إخفاقات في أداء "القبة الحديدية".

وكتب ميلمان أنه "خلال 60 ساعة من القتال، أطلقت (المقاومة) قرابة 700 قذيفة صاروخية، وقُتل أربعة إسرائيليين، وأصيب بضع عشرات، وتضررت عشرات المباني"، وأضاف أنه "من أجل التوضيح، فإنه خلال 50 يوما من القتال في حرب 2014، أطلِق من غزة قرابة 4500 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون، بمعدل 90 في اليوم الواحد. وخلال اليومين ونصف اليوم من القتال الأخير، كان المعدل اليوم ثلاثة أضعاف، وحوالي 280 قذيفة في اليوم".

وتابع: لكن هذه ليست مسألة الكمية فقط وإنما النوعية أيضا. ففي الجولة الأخيرة أطلقت حماس والجهاد الإسلامي 117 قذيفة خلال ساعة واحدة، وهذا الأمر يدل على قدرة عملاتية مثيرة للإعجاب وقدرة على القيادة والسيطرة والتنسيق، قسم من القذائف أطلِقت نحو بطاريات القبة الحديدية، بهدف تشويشها.

وتوجد بحوزة "إسرائيل" عشر بطاريات "القبة الحديدية"، وفي كل واحدة توجد ما بين ست إلى ثماني منصات إطلاق، وفي كل منصة 20 فوهة إطلاق، ونقطة ضعف البطارية، وفقا لميلمان، هي مدة رد الفعل لاعتراض القذيفة الصاروخية، وتواجه صعوبة في اعتراض قذيفة صاروخية أو قذيفة هاون تكون مدة تحليقها قصيرة، وتابع ميلمان أن "المشكلة الكبرى للقبة الحديدية هو تكلفة تشغيلها، فكل صاروخ اعتراضي، من طراز تمير، يكلف قرابة 70 ألف دولار".

"في حين ثمن قذيفة المقاومة هو بضع مئات الدولارات وصاروخ غراد قرابة 1500 دولار، وتطلق منظومة الدفاع الجوي صواريخ تمير من أجل التأكد من تدمير القذيفة، خاصة إذا كانت متجهة نحو بلدة، التي تكون المناطق المفتوحة فيها ضئيلة"، وأردف أنه "في أيام القتال الأخيرة، تم اعتراض 240 قذيفة، وحتى لو كانت تكلفة صاروخ تمير واحد أقل وثمنه 50 ألف دولار، فإنه بالإمكان التقدير أن تكلفة اعتراض القذائف (بداية الشهر الحالي) كانت 25 مليون دولار"، وأشار ميلمان إلى أن حوالي 300 قذيفة صاروخية أطلِقت من قطاع غزة سقطت في مناطق مفتوحة، ولذلك لم تعترضها "القبة الحديدية". وفي المقابل، نجحت عشرات القذائف من اختراق "القبة الحديدية" وتسببت بسقوط القتلى والجرحى وإلحاق أضرار بالمباني.

وبحسب ميلمان؛ فإن التقديرات تشير إلى أنه بحوزة حماس والجهاد الإسلامي 15 ألف قذيفة صاروخية تقريبا، بينها عشرات يصل مداها إلى 160 كيلومترا، أي أنها يمكن أن تصل إلى مدينة الخضيرة، وليس بمقدور "القبة الحديدية" اعتراضها، وفق قوله، ورأى ميلمان أنه "حتى لو صنعوا، في السنوات القريبة المقبلة، أربع أو خمس قبب حديدية أخرى توفر انتشارا وتغطية أفضل لإسرائيل كلها، فإنه بكل تأكيد لن تصمد أمام رشقات عشرات آلاف القذائف، من طراز غراد، التي يصل مداها إلى 40 كيلومترا، إذا أطلقها حزب الله أثناء حرب من لبنان". 

من نفس القسم دولي