دولي

هل يكفي رهان القيادة الفلسطينية على "الإجماع الدولي"؟

ضرورة عقد مؤتمر دولي لرفض النهج الأميركي

تعوّل السلطة الفلسطينية على الإجماع الدولي الرسمي على "حل الدولتين"، لمواجهة المخاطر التي تهدد القضية الفلسطينية، ولا سيما مسعى الإدارة الأميركية لفرض تصوّرها الهادف لتصفية ما تبقّى من هذه القضية، والمسمى "صفقة القرن". غير أن تساؤلات كثيرة تُطرح حول قدرة هذا الإجماع على خلق حراك على الأرض لمواجهة المخطط الأميركي، عبر سياسات تدعم صمود الفلسطينيين وتواجه مساعي إسقاط قضايا الحل النهائي، كعودة اللاجئين والحدود وغيرها.

وأعاد السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، التعبير عن الموقف الرسمي، بالتأكيد أن مجابهة "صفقة القرن" يجب أن تركز في الوقت الحالي على هذا الإجماع. بل إنه ذهب أبعد من ذلك خلال لقاء في نيويورك مع عدد من الصحافيين المعتمدين في الأمم المتحدة، من بينهم مراسلة "العربي الجديد"، حين قال إن على الاتحاد الأوروبي وروسيا والصين الوقوف بوجه الأميركيين وضد الخطة الأميركية، إن لم تنص وبشكل صريح على مبدأ حل الدولتين بموجب الشرعية الدولية والإجماع الدولي، الممثل بقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن وخطة الطريق التي تمخضت عنها اللجنة الرباعية والقرارات ذات الصلة.

وكان وزير الخارجية رياض المالكي قال إنه لا يمكن تسمية الخطة الأميركية بخطة سلام، لأنها تهدف إلى استسلام الفلسطينيين، وذلك في كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن، الذي عقد اجتماعاً بطلب من إندونيسيا والكويت وجنوب أفريقيا، بصيغة "أريا" (ذات طابع غير رسمي)، لنقاش قضية المستوطنات. وكان مفاجئاً أن ترسل الإدارة الأميركية مبعوثها إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، لحضور الاجتماع، وهو كرر خلاله الادعاءات الأميركية حول انحياز الأمم المتحدة ومجلس الأمن للجانب الفلسطيني. ولم يكشف غرينبلات، الذي تحدث لعشر دقائق، عن جديد بخصوص "خطة القرن" التي حاكها مع صهر الرئيس الأميركي ومستشاره جاريد كوشنر. ورفض غرينبلات الحديث للصحافيين الذين كانوا ينتظرون خارج قاعة الاجتماع. لكنه خرج في منتصف الجلسة ليذهب إلى غرفة جانبية مع أحد مساعديه، ويجتمع بالسفيرة البريطانية، كارين بيرس، لأكثر من نصف ساعة.

وبالنسبة لموقف القيادة الفلسطينية، قال المالكي، بعد خروجه من الجلسة، إن "الاجتماع ساعد كثيراً في تحديد مواقف العديد من الدول، خصوصاً الدول الأعضاء في مجلس الأمن، واستمعنا إلى 14 دولة تؤيد عملية السلام وحل الدولتين وترفض أي خطوة أحادية الجانب تبتعد عن مسار السلام وعن مرجعية عملية السلام وكل هذه القضايا. ونحن نخرج من هذا الاجتماع بقناعة كبيرة بأن هناك إجماعاً دولياً، باستثناء موقف الولايات المتحدة، حول القضايا الأساسية المرتبطة بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني ومرجعيات السلام المطلوبة. وتشجعنا مما سمعناه من الدول الأعضاء".

من نفس القسم دولي