دولي

أهالي الضفة عقب معركة غزة: المقاومة خيار والمفاوضات الناجعة تحت النار

830 وحدة سكنية تضررت كليًّا وجزئيًّا جراء العدوان الأخير على غزة

شكلت معركة الـ 48 ساعة الأخيرة في قطاع غزة مساحة للتأكيد على أن المقاومة هي الحالة الوحيدة التي يتوحد خلفها الفلسطينيون، وأن كل البرامج الأخرى تكون سببًا لتعزيز الانقسام، واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس العامة أحاديث المواطنين عن اليد العليا للمقاومة في المعركة الأخيرة، وسط مقارنات مع حالة باتت غير منطقية تعيشها الحالة السياسية في الضفة الغربية.

علق الصحفي فادي البرغوثي: "هناك من الدلائل والإشارات ما يثبت أن شعبنا ما زال يملك الكثير من رأس المال البشري المقاوم سواء في الضفة أو غزة؛ فمثلا ما يحدث في هذه اللحظات في غزة العزة والكرامة والتضحية والصمود الأسطوري، من الرد على العدوان بعدوان مماثل.. ما حدث في الضفة من عمليات بطولية في الفترة الأخيرة؛ يؤكد أننا ما زلنا واقفين وفي جعبتنا الكثير. من هنا فإن الطرح المتمثل في البيع هو طرح لن يكتب له النجاح، وكما قبرنا المؤامرات السابقة سنقبر مشروع الصفقة.. عاشت غزة العزة.. عاشت المقاومة في الضفة الشوكة في حلق المؤامرات والصفقات".

بينما يقول الناشط في المجتمع المدني أشرف أبو عرام: "ظهرت في الأيام الماضية، بعض الأصوات التي حاولت التشكيك في المقاومة، وقدراتها، وجديتها، ونواياها، إلخ.. كما أزعجتنا وتحدثت عن صورتنا أمام المجتمع الدولي، والآن حين انتهت المعركة، وفرضت المقاومة شروطها، بحب أذكر أن هؤلاء الناس  ليسوا منا، وغريبون عنا.. مصالحنا لا تشبه مصالحهم.. وطموحاتنا لا تشبه طموحاتهم.. هذه الناس اختارت أن تكون هناك، وتنتمي لهناك.. هذه الناس هي التي أوصلتنا للقاع الذي نحن فيه بفسادها وبمصالحها الاقتصادية وبمفاوضاتها العبثية، وبتطبيعها اليومي وبانكسارها واستسلامها وانبطاحها وحسها الإنساني الكذاب".

بينما خاطب المسئول الأمني السابق محمد روحي، صائب عريقات: "القانون الدولي والشرعية الدولية، هو ما تكتبه الآن صواريخ المقاومة وبنادقها يا عريقات.. طاولة المفاوضات يجب أن لا تكون إلا في أرض المعركة"، وقال الإعلامي فارس صرفندي: "يملك الأعراب النفط والأموال، ونحن نملك غزة.. نحن الأكثر ثراء".

 

    • حماس: بيان المتحدث باسم الأمم المتحدة بشأن غزة صادم ومساند للاحتلال

 

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس": إن البيان الصادر عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حول العدوان الإسرائيلي على غزة، يعكس انحيازا للموقف الإسرائيلي، بل ومساندة لموقفه العدواني، وعبرت الحركة، عن صدمتها من إغفال البيان للجرائم التي ارتكبها الاحتلال الجمعة الثالث من مايو بقتل الأطفال المتظاهرين السلميين المشاركين في مسيرات العودة، ثم تبعها اغتيال اثنين آخرين، ما استدعى ردا لقوى المقاومة على العدوان، "ولم نبادر إليه بل دفاعًا عن النفس"، وأضافت الحركة أن البيان تغافل أيضا عن قتل الاحتلال 28 فلسطينيا أغلبهم من المدنيين وجرح أكثر من 200، وهدم أكثر من 500 منزل ومنشأة مدنية.

وأشارت الحركة إلى أن بيان المتحدث باسم الأمم المتحدة تغافل عن مماطلة الاحتلال طوال الشهور الماضية في تنفيذ ما التزم به من تفاهمات أخيرة بوساطة قطرية ومصرية وأممية، واستمر في فرض حصار ظالم لأكثر من 12 عاما على مليوني فلسطيني.

وأكدت الحركة أن هذه اللغة المنحازة للاحتلال وعدوانه لا تخدم الاستقرار ووقف الحرب، ولا تساعد في لعب دور الوسيط أو خلق البيئة المناسبة للهدوء، والتحرك قدما في هذا الوضع المعقد.

 

    • 830 وحدة سكنية تضررت كليًّا وجزئيًّا جراء العدوان على غزة

 

وقالت وزارة الأشغال العامة والإسكان بغزة: إن طواقمها حصرت تضرر 830 وحدة سكنية مبدئيًّا جراء العدوان "الإسرائيلي" الأخير على قطاع غزة، وذكر وكيل الوزارة ناجي سرحان لوكالة "الرأي" الحكومية، أن 130 وحدة سكنية تضررت تضررًا كليًّا، و700 وحدة جزئيًّا، وأشار سرحان إلى أن طواقم الوزارة لا تزال تواصل عمليات الحصر لإحصاء عدد الوحدات السكنية التي تضررت من العدوان.

وطالب الجهات المانحة وأحرار العالم بضرورة تقديم الدعم والإغاثة للمواطنين الذين فقدوا منازلهم وممتلكاتهم، كما  قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة إنها منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم على شعبنا مساء الجمعة الماضي، باشرت العمل وفق خطة الطوارئ، ورفعت الأجهزة الأمنية والشرطية والخدماتية مستوى أدائها وجاهزيتها؛ من أجل القيام بدورها في حماية وتمتين الجبهة الداخلية، وتعزيز صمود أبناء شعبنا.

وأوضحت الوزارة -في بيان- أن الأجهزة الشرطية انتشرت في الشوارع والأماكن العامة؛ لحفظ الأمن وتسهيل حركة المواطنين، كما استنفرت -وفق البيان- أطقم الدفاع المدني والخدمات الطبية -على مدار الأيام الثلاثة الماضية-، وقامت بواجبها في عمليات الإنقاذ وإخلاء الشهداء وإسعاف الجرحى، ومساعدة المواطنين، الذين تعرضوا للقصف والاستهداف من جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولفتت الوزارة إلى أن أجهزتها تواصل عملها بعد انتهاء العدوان، حيث تعمل أطقم الدفاع المدني وشرطة هندسة المتفجرات في تفقد المناطق التي تعرضت للقصف، وإزالة مخلفات العدوان وآثاره.

وبينت أن طائرات الاحتلال ومدفعيته وبوارجه الحربية استهدفت أكثر من 300 منشأة، شملت بيوتاً، ومباني، ومقراتٍ أمنية، ومؤسسات مدنية، وأراضي زراعية، وبنى تحتية، وحيت الداخلية أبناء شعبنا الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة، التي سطّرت ملحمة نضالية جديدة، جدّد فيها شعبنا تمسكه بنضاله المشروع؛ من أجل نيل حريته واستعاده حقوقه، وكسر الحصار المفروض عليه، وعاهدت أبناء شعبنا على الاستمرار في الوقوف إلى جانبهم في كل مرحلة، على طريق الانتصار على جبروت الاحتلال وصلفه، وإن استهداف مقراتنا الأمنية لن يثنينا عن القيام بواجبنا.

كما ترحمت على شهداء شعبنا الأبرار الذين ارتقوا خلال هذا العدوان السافر، "ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى الأبطال، والسلامة للأسر المكلومة".

إلى ذلك قالت الأمم المتحدة، إن التصعيد الأخير خلال نهاية الأسبوع في قطاع غزة "كان الأسوأ" منذ حرب 2014، معتبرة أن "تحسين الوضع في غزة مرهون باستمرار الهدوء"، وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، في مؤتمر صحافي عقده بالمقر الدائم للمنظمة الدولية بنيويورك: "لحسن الحظ، وبعد سلسلة من المشاورات مع مصر وقطر، وجميع الأطراف المعنية، تمكنا من احتواء التصعيد، استنادًا إلى تفاهمات بشأن الوضع الإنساني وسبل عيش الناس، وعدم العنف عند السياج الحدودي للقطاع". 

وأضاف "الأمر متروك الآن للأطراف لتنفيذ هذه التفاهمات، وإذا استمر الهدوء فإن الأمم المتحدة تعتقد أنه سيكون بإمكانها مناقشة الترتيبات طويلة الأجل لتحسين الوضع وتقديم الإغاثة لشعب غزة، من خلال تخفيف عمليات الإغلاق، ودعم عملية المصالحة، وهما أمران مهمان لإيجاد حل سياسي لمشاكل القطاع".

يذكر أن الاحتلال الإسرائيلي شنّ، خلال السنوات الماضية، ثلاث حروب على غزة، بدأت بأولها عام 2008، والثانية نهاية 2012، والثالثة في 7 يوليو/تموز 2014، نجم عنها مئات القتلى والجرحى، وتدمير آلاف الوحدات السكنية.

من نفس القسم دولي