دولي

تفاوض بالنار حول غزة: مفاوضات القاهرة تتعقد

رفضت الفصائل طلباً من المسؤولين المصريين بوقف إطلاق رشقات الصواريخ

    • ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 27... ونتنياهو: المعركة لم تنته بعد

 

انتشلت الطواقم الطبية الفلسطينية، الاثنين، جثماني شهيدين قضيا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في مدينة الشيخ زايد شمالي قطاع غزة، وباستشهادهما يرتفع عدد شهداء العدوان على قطاع غزة في اليومين الماضين إلى 27 شهيداً إلى جانب أكثر من مائتي جريح، من جانبه، اضطر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى الخروج عن صمته للدفاع عن نفسه وإدارته بخصوص العدوان، الذي انتهى باتفاق لوقف إطلاق النار، وصفه خصوم نتنياهو بأنه يزيد من تآكل قوة الدرع الإسرائيلية ولا يعطي حلا للأوضاع في مواجهة غزة، بانتظار جولة قادمة.

رد نتنياهو على الاتهامات التي وجهت له بالفشل في إخضاع "حماس" وفصائل المقاومة الأخرى ولا سيما "الجهاد الإسلامي" بالقول: "المعركة لم تنته وهي تتطلب نفسا طويلا وتحكيم العقل. نحن نستعد لما هو آت، لقد كان الهدف ولا يزال تأمين الهدوء والأمن لسكان الجنوب"، في المقابل نقل موقع "يديعوت أحرونوت" عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى ادعاء الأخير أن الفصائل الفلسطينية فوجئت من القوة التي استخدمتها إسرائيل، ولم تقدر جيدا الرد الإسرائيلي. وادعى أن "حماس والجهاد الإسلامي أدركتا جيدا أن قواعد اللعبة تغيرت، ولذلك أوقفتا إطلاق النار بمبادرة منهما، بعد طلبات متكررة منهما للتوصل لوقف إطلاق نار".

إلى ذلك قالت مصادر مصرية على صلة بمفاوضات حركتي المقاومة الفلسطينيتين، حماس والجهاد الإسلامي، في القاهرة بشأن تثبيت التهدئة في قطاع غزة، إن الأمور معقدة للغاية، مضيفة أن الأجنحة المسلحة للحركتين كتائب القسام وسرايا القدس متمسكة باتباع سياسة الرد على العدوان الإسرائيلي.

وبحسب المصادر، التي تحدثت مع "العربي الجديد"، فإن "قيادتي الحركتين أكدتا للمسؤولين في جهاز المخابرات المصري أنهما تفضلان التفاوض تحت النار، عن التوصل لهدنة وهمية، لا يلتزم بعدها الاحتلال بأي تعهدات أو تفاهمات".

وكشفت المصادر "أن قادة الأجنحة المسلحة بالتوافق مع المكاتب السياسية للحركتين أبلغوا الوسيط المصري بمهلة لن تتجاوز الـ48 ساعة، وبعدها سيتم تنفيذ ضربات نوعية، لن يكون فيها العمق الإسرائيلي ببعيد".

وأوضحت المصادر نفسها أن المسؤولين المصريين طالبوا الفصائل بوقف إطلاق رشقات الصواريخ، قائلين لهم إنها تشعل الأوضاع أكثر مما توصل رسائل إلى الجانب الإسرائيلي، وهو ما رفضته الفصائل، مفضّلة "التفاوض تحت النار".

ورجحت المصادر "أن تشهد الساعات المقبلة تصعيداً عسكرياً من الجانبين، وفقاً لمسار المفاوضات المعقد". وفيما لفتت إلى أن "إسرائيل لا ترغب في حرب شاملة في هذا التوقيت، وهذا أمر مؤكد بالنسبة للوسيط المصري"، أعربت عن اعتقادها بأن "نتنياهو يسعى فقط، في ظل نشوة فوزه بانتخابات الكنيست، إلى توجيه ضربة قوية فقط". وأضافت: "إلا أن الفصائل هذه المرة ضاقت ذرعاً بعدم تنفيذ التفاهمات المتفق عليها في جولات سابقة من جانب إسرائيل، وهو ما جعلها لا تتجاوب حتى الآن مع جهود الوساطة الدولية والمصرية".

وبحسب المصادر، "فإن مسؤولاً مصرياً رفيع المستوى أبلغ قيادتي حماس والجهاد بأن كل مستوطن يسقط في الضربات يبعد خط الرجعة نحو التهدئة، وهو ما ردت عليه قيادة الحركتين بأن المسؤولية مشتركة، وأن على إسرائيل أن تدرك جيداً هذه المرة أن سياسة الهدوء مقابل الهدوء لم تعد قابلة للتجديد، وأنه يستوجب اتخاذ خطوات عملية وجادة نحو رفع الحصار عن القطاع".

وقالت المصادر إن القاهرة حذرت إسرائيل من الإقدام على خطوة اغتيال أيّ من القيادات السياسية للفصائل، تحت أي ظرف، لما لذلك من تأثيرات سلبية سينتهي معها دور الوساطة. ويأتي ذلك في الوقت الذي اغتال فيه الاحتلال الشهيد حامد الخضري، عبر قصف صاروخي استهدف سيارته، بعد ادعائه أنه كان مسؤولاً عن نقل الأموال بمبالغ كبيرة بين إيران والجهاد الإسلامي عبر شركة صرافة كان يملكها، ما ينذر بمزيد من التصعيد.

من جهته، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، أن العودة إلى حالة الهدوء (في غزة) أمر ممكن، والمحافظة عليه مرهونة بالتزام الاحتلال بوقف تام لإطلاق النار بشكل كامل، وخاصة ضد المشاركين في المسيرات الشعبية السلمية.

وقال هنية، في تصريح صادر عن مكتبه الاعلامي، إن الهدوء يأتي مع البدء الفوري بتنفيذ التفاهمات التي تتعلق بالحياة الكريمة لأهل غزة على طريق إنهاء الحصار والاحتلال.

وحذّر هنية أنه "من دون ذلك، سوف تكون الساحة مرشحة للعديد من جولات المواجهة"،ولفت رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إلى أن "المقاومة هبت بكافة أجنحتها لتدافع عن شعبنا ومقدراته، حيث بدا أن العدو يخطط للتصعيد وإيصال الأمور نحو حافة الهاوية، من خلال قصف البيوت والمنازل والمقرات الحكومية وارتكاب المجازر ضد العائلات، ما دفع المقاومة الى توسيع دائرة الرد وتطويره"، وأوضح هنية أن "المقاومة ذهبت لذلك من أجل لجم العدوان وحماية شعبنا وإلزام المحتل بالتفاهمات، وليس لأجل الذهاب للحرب"، مؤكداً أن "رد المقاومة مرتبط بمستوى العدوان والاستهداف".

من نفس القسم دولي