دولي
إسرائيل تخشى التصعيد في غزة وتتحسّب لرد فصائل المقاومة
أغلق جيش الاحتلال المناطق المحيطة بالقطاع
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 04 ماي 2019
في ظل تصعيد الحرب الدعائية ضد حركة "الجهاد الإسلامي"، وتحميلها مسؤولية التصعيد في غزة، استعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الليلة الماضية، لمواجهة أي رد محتمل من المقاومة الفلسطينية، على قصف، عبر إغلاق المناطق المحيطة بالقطاع، وأسفر القصف الإسرائيلي، عن استشهاد 4 فلسطينيين؛ بينهم عنصران من "كتائب عز الدين القسام"؛ الجناح العسكري لحركة "حماس".
ذكر موقع "والاه" الإسرائيلي، السبت، أنّ الجيش أغلق، الليلة الماضية، منطقة الساحل التي تقع شمال قطاع غزة؛ والمتاخمة لقاعدة "زيكيم" البحرية، وسدّ كل الطرق المؤدية إلى منطقة "غلاف غزة"، التي تضم المستوطنات المحيطة بالقطاع.
ونقل الموقع عن مصادر عسكرية، قولها إنّ "الجيش حظر على المستوطنين في المنطقة التواجد في المناطق المفتوحة التي تقع غرب مدينة سديروت، خشية التعرض لإطلاق نار من قبل قناصة المقاومة".
من ناحية ثانية، ادّعى الجيش أنّ النار التي أطلقها قناصة فلسطينيون، عصر الجمعة، باتجاه الحدود مع القطاع، وأسفرت عن إصابة ضابط ومجندة إسرائيلية، هدفت إلى إصابة قائد عسكري رفيع المستوى؛ كان يتواجد في المنطقة في ذلك الوقت".
وعلى صعيد آخر، نقل "والاه" عن مصادر عسكرية إسرائيلية، قولها إنّ زياد النخالة الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" أصدر تعليمات للذراع العسكرية للحركة، بتكثيف عمليات إطلاق النار على جيش الاحتلال.
كما أوضح يوآف ليمور المعلّق العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، تعمّد اتهام بهاء أبو العطا، الذي وصفه بـ"القائد العسكري لمنطقة الشمال في الجهاد الإسلامي"، بالمسؤولية عن إطلاق الصواريخ على المستوطنات في محيط غزة، في محاولة لردعه.
وفي تقرير نشره موقع الصحيفة، زعم ليمور أنّ تحديد أسم أبو العطا، جاء لتحذيره من مغبة إقدام إسرائيل على اغتياله، في حال تواصل إطلاق الصواريخ.
ولفت إلى أنّ "إسرائيل تواصل الالتزام بسياستها القائمة على تحميل حماس المسؤولية عن عمليات إطلاق النار والصواريخ التي تتم داخل غزة، من خلال الرد باستهداف مواقع الحركة وأهدافها"، مستدركاً بالقول إنّه "لا يوجد ما يدلّل على أنّ إسرائيل ستواصل هذا النمط من السلوك، لفترة طويلة".
ولفت إلى أنّ قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي، طرحت في إطار النقاشات الداخلية بشأن سبل مواجهة الأوضاع في قطاع غزة، إمكانية استهداف حركة "الجهاد الإسلامي".
وأشار إلى أنّ كلاً من القيادة السياسية والعسكرية في تل أبيب، غير معنيتين حتى الآن بمواجهة شاملة في قطاع غزة، موضحاً أنّه حتى لو عاد أفيغدور ليبرمان إلى منصب وزير الأمن في الحكومة المقبلة، فإنّه لن يحدث تحوّل على هذا التوجه، على الرغم من أنّ ليبرمان يطالب دوماً بشنّ "عدوان حاسم" على غزة.
وذكر ليمور أنّ رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، حدّد المعايير التي تلزم إسرائيل بالتصعيد ضد غزة، إلا أنّه في الوقت ذاته "يؤمن بالحلول الاقتصادية والمدنية والإنسانية بهدف إحداث تحوّل على الواقع المعيشي في القطاع".
وبحسب ليمور، فإنّ "الفصائل الفلسطينية تعي حساسية الظروف التي تمرّ بها إسرائيل، والتي تقلّص من دافعيتها للرد بشكل موسّع على عمليات إطلاق الصواريخ"، مشيراً إلى أنّ إسرائيل ستحتفل بعدد من المناسبات، منها انطلاق مسابقة "يوروفيجن" في تل أبيب، وهو الحدث الذي من المنتظر أن يجذب تغطية إعلامية أجنبية واسعة.
من ناحيته، قال المعلق العسكري بن كاسبيت، إنّ إقدام الجيش على نشر صورة أبو العطا، "جاء من أجل توجيه إنذار له"، مشيراً إلى أنّ هناك إجماعا في الجيش على أنّه هو الذي يعطي التعليمات لإطلاق الصواريخ على العمق الإسرائيلي.
وفي تقرير نشرته، السبت، النسخة العبرية لموقع "المونتور"، أوضح كاسبيت أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، معني بالتهدئة مع قطاع غزة، من أجل إتاحة الفرصة أمامه لإنجاز مهمة تشكيل الحكومة الجديدة، إلى جانب تنظيم "يوروفيجن" بهدوء.
وحذر من أنّ إسرائيل تواجه أزمة خيارات كبرى، في حال ردت على أي عملية إطلاق صواريخ عشية "يوروفيجن"، على اعتبار أنّ الرد يمكن أن يفضي إلى اندلاع مواجهة تؤدي إلى سقوط عشرات الصواريخ على تل أبيب، وإغلاق المجال الجوي وتعطيل مطار "غوريون"، وهو ما سيفضي إلى إلحاق "ضرر هائل بإسرائيل ومصالحها"، بحسب قوله.