دولي
تفاهمات غزة بانتظار تفعيلها: تحذيرات من استمرار المماطلة الإسرائيلية
توقعات بأن تبدأ المرحلة الثانية من ملف التسهيلات خلال الأشهر القليلة المقبلة
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 27 أفريل 2019
• القانوع: تفاهمات التهدئة مع الاحتلال قائمة ولا يوجد أي تراجع عما تم الاتفاق عليه
• هنية يدعو للقاء وطني برئاسة "عباس" لمواجهة صفقة القرن
ما زال الفلسطينيون في قطاع غزة بانتظار تحقيق نتائج على الأرض للتفاهمات التي أبرمتها الفصائل مع الاحتلال الإسرائيلي، برعاية مصرية وبضمانة قطرية وأممية، في ظل ما يبدو أنها مماطلة إسرائيلية في التنفيذ، ووسط تعويل على دور الوسيط المصري لتجاوزها، لا سيما بعدما انتهت الانتخابات الإسرائيلية، وبينما زادت مساحة الصيد المسموح العمل فيها للصيادين، واستمر تحسن التيار الكهربائي، وبدأت عملية بناء خزانات عملاقة لوقود محطة توليد الكهرباء، وتحسنت حركة الاستيراد والتصدير، إلا أنّ ذلك كان من ضمن تفاهمات المرحلة الأولى. وتمر مشاريع البنية التحتية والتشغيل ببطء شديد، ولم ينفذ منها إلا القليل، خصوصاً مع ارتباط هذه المشاريع بأطراف داعمة مختلفة، لكن هناك تطمينات باستمرار العمل في التفاهمات رغم الظروف المحيطة بها ونتائج الانتخابات الأخيرة في دولة الاحتلال.
تتوقع مصادر فلسطينية، تحدثت لـ"العربي الجديد"، أنّ تبدأ المرحلة الثانية من ملف التسهيلات، والتي تشمل تطوير وإنشاء المزيد من المدن الصناعية وتسهيل مرور المواد الخام "الممنوعة"، وهو الملف الأهم في التفاهمات، خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأكّدت المصادر أنّ تفاهمات التهدئة غير مرتبطة بوقف مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود، وإنما جزء منها مرتبط فقط بوقف الوسائل الخشنة التي يستخدمها المتظاهرون. وبالفعل توقفت هذه الفعاليات أخيراً، غير أنّ هناك تلويحاً غير رسمي بإعادة تفعيلها للرد على المماطلة الإسرائيلية والبطء الواضح في تنفيذ التفاهمات. ووفق الناطق باسم حركة "حماس" عبد اللطيف القانوع، فإنّ تفاهمات التهدئة مع الاحتلال، برعاية مصرية وقطرية وأممية، قائمة، ولا يوجد أي تراجع أو انتكاسة فيما تم الاتفاق عليه، إلا أن ما يجري حالياً بطء في التنفيذ ومماطلة في بعض التفاهمات.
ويضيف القانوع، لـ"العربي الجديد"، أنه لا خيار أمام الاحتلال الإسرائيلي إلا الالتزام بتفاهمات التهدئة التي جرت مع الفصائل في غزة خلال الأسابيع الأخيرة، إذ إنه في حال لم يلتزم الاحتلال بالتفاهمات، فإن مسيرات العودة وقدرات الشعب الفلسطيني قادرة على تثبيت كافة التفاهمات.
وهناك بنود من الاتفاقية تم تنفيذها مثل مساحة الصيد وكمية الكهرباء، وهناك بنود أخرى كالتشغيل المؤقت يوجد أمامها العديد من المعوقات، وهي بحاجة إلى جهد مضاعف من الأمم المتحدة وآليات أسرع للتنفيذ، خصوصاً أنها تهدف لتشغيل 20 ألف عامل، وفق القانوع. ويشير القانوع إلى أن هناك العديد من المشاريع الأخرى التي جرى التفاهم عليها بحاجة إلى تمويل، في الوقت الذي تحملت فيه قطر تنفيذ العبء الأكبر من المشاريع، وذلك واضح من خلال البصمة الكبيرة لها في تمويل العديد من المشاريع في غزة.
ويشدد الناطق باسم حركة "حماس" على أن تفاهمات التهدئة التي تمت لا تتعارض مع استمرار مسيرات العودة أو مع مخططات التصدي لخطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، وستبقى التفاهمات ماضية، إذ يترقب حالياً الإعلان عن تنفيذ المشاريع من قبل الدول التي وعدت بها.
• القانوع: تفاهمات التهدئة مع الاحتلال قائمة ولا يوجد أي تراجع عما تم الاتفاق عليه
أما عضو المكتب السياسي لحركة "الجهاد الإسلامي" وليد القططي فيؤكد، لـ"العربي الجديد"، أنّ التفاهمات حتى اللحظة لم يشعر بها المواطن الفلسطيني في القطاع كما كان مأمولاً، في الوقت الذي ينتظر أن يجري تنفيذ بعض الخطوات خلال الأسابيع المقبلة. ويوضح أن المماطلة في عملية تنفيذ الاتفاق من قبل الاحتلال لن يُسمح لها بالاستمرار كثيراً، خصوصاً أن الضامن للاتفاق هو الوسيط المصري إلى جانب سلاح المقاومة الفلسطينية بغزة والجماهير المشاركة في مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار.
وهناك بعض النقاط الخاصة بملفات الكهرباء والمساعدات المتعلقة بالأسر والرواتب بانتظار أن يجري تنفيذها خلال الفترة المقبلة، حيث يواصل الوسيط المصري اتصالاته مع الاحتلال ومعنا كفصائل، إلى جانب الأمم المتحدة، التي تعتبر جزءً من هذه التفاهمات، وفق القططي.
وفي حال لم يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بالجدول الزمني المتفق عليه مع الوسيط المصري لتنفيذ التفاهمات فإنه ستتم العودة لتصعيد كافة الأدوات الخشنة الخاصة بتفاهمات التهدئة الأخيرة، وستكون كل الخيارات مفتوحة، بحسب القططي.
• هنية يدعو للقاء وطني برئاسة "عباس" لمواجهة صفقة القرن
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لاستعادة وحدتنا الوطنية، حتى وإن تطلّب لقاء مباشرا وعاجلا وسريعا بين قيادة حماس وقيادة فتح برئاسة الرئيس محمود عباس، وفق قوله.
وقال هنية، السبت، خلال لقاء للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة،: "ليس لدينا فيتو على أي لقاء وبأي شكل، طالما أنه سيعمل على استعادة الوحدة الوطنية، وتوفير كل عوامل الصمود والقوة لشعبنا الفلسطيني"ويرى هنية أن الفلسطينيين لن يستطيعوا مواجهة صفقة القرن إلا بصف موحد، مجددا استعداد حركته للمشاركة في لقاءات عاجلة وسريعة مع الكل الوطني بدون استثناء، وخاصة مع حركة فتح.
وأكد على التزام حركته بكل الاتفاقيات التي وقعتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية سياسية بامتياز، وقال إن المرحلة تحتاج إلى حكومة مسنودة لكل القوى الوطنية، تحضر لمهمتين سريعتين؛ المهمة الأولى: انتخابات شاملة نبدؤها بانتخابات رئاسية وتشريعية، ثم انتخابات مجلس وطني، والمهمة الثانية: العمل على توحيد مؤسسات السلطة في الضفة وغزة".
ودعا هنية لمبادرة وطنية تستند إلى إلغاء اوسلو واستعادة الوحدة وإطلاق العنان للحراك الشعبي والتعاون مع الإقليم العربي ورفض التطبيع والوصول الى ميثاق شرف فلسطيني.وشدد رئيس حماس على وجوب وقف التعاون الأمني مع الاحتلال بكل أشكاله وألوانه ووقف كل أشكال التطبيع مع الاحتلال، والتعاهد على ميثاق شرف وطني تتوافق عليه القوى والفصائل الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن.
وحول صفقة القرن قال هنية إنها تسير في مسارين "الفلسطيني والإقليمي" في محاولة جدية لإعادة رسم الجغرافيا السياسية في المنطقة، والمشهد الخطير في الساحة محاولات التطبيع واختراق الاحتلال للجسم العربي من البوابة الرسمية.وشدد هنية على أنه لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة ولا تمدد لغزة إلا في إطار الجغرافيا السياسية، وقال: "الدول العربية والإسلامية ليست أعدائنا، فعدونا هو الاحتلال الإسرائيلي".
وأشاد هنية بكل المواقف التي ترفض صفقة القرن، وخاصة في الدول المحيطة، معبرا عن ارتياح حماس لموقفي الأردن ومصر ولبنان. وقال: "نحن مرتاحون لكل ما نسمعه من أشقائنا في مصر بأن الموقف المصري واضح، وأنها ما زالت ترى أن دولة فلسطينية على كامل فلسطين وحق العودة، ونعبر عن تقديرنا للموقف الأردني، وموقف لبنان الذي ما زال يتمسك برفض التوطين".
وأوضح أن حماس سوف تسخر كل إمكاناتها وكل مقدراتها من أجل دعم الموقف الوطني القوي المتماسك في رفض صفقة القرن، وفلسطين المعروفة بحدودها التاريخية.وقال هنية: "كل ما يقال عن أننا نأخذ من سيناء هي خزعبلات لا أساس لها من الصحة، ولا للوطن البديل، لا للتعويض عن حق العودة، ولا للتنازل عن حق العودة، ولا تنازل عن أي شبر بالقدس".