دولي
الاحتلال يغلق المسجد الإبراهيمي أمام المسلمين وآلاف المستوطنين يقتحمونه
وزير إسرائيلي و200 مستوطن يقتحمون باحات الأقصى
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 أفريل 2019
• حماس: المقاومة الشاملة الخيار الأمثل لمواجهة اعتداءات الاحتلال بالقدس
اقتحم آلاف المستوطنين، المسجد الإبراهيمي، في مدينة الخليل، صباح الإثنين، لإحياء ما يُعرف بعيد الفصح اليهودي، بعد أن تم إغلاقه بالكامل أمام المسلمين، وقال مدير وإمام وخطيب المسجد الإبراهيمي، الشيخ حفظي أبو سنينة، لـ"العربي الجديد"، إن "إجراءات الاحتلال بدأت في الساعة العاشرة من مساء الأحد بإدخال أدوات موسيقية وشاشات عرض ولافتات من أجل الطقوس التلمودية، كما أقام الاحتلال منصات في باحات المسجد الخارجية من أجل إقامة حفلات صاخبة"، واصفا ما يحصل بأنه "تعدٍ صارخ على حرية العبادة، واستفزاز لمشاعر المسلمين".
أوضح أبو سنينة: "هذا الإغلاق لمدة يومين يعد من ضمن عشرة أيام في العام يغلق فيها المسجد، بناء على توصيات لجنة (شمغار) التي شكلها الاحتلال بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994. وفي المقابل، يفتح المسجد بالكامل أمام المسلمين لعشرة أيام أخرى في العام".
وأضاف: "الاحتلال يروج أن أعداد المستوطنين الذين سيقتحمون المسجد خلال هذين اليومين ستصل إلى 25 ألفا، لكن ذلك تهويل ومحاولة لإظهار أن العدد كبير، فيما لا يتسع المسجد لهؤلاء".
هذا وأمّنت شرطة الاحتلال الإسرائيلي والقوات الخاصة التابعة لها، صباح الاثنين (22-4)، الحماية لقرابة 200 مستوطن؛ خلال اقتحامهم باحات المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.وقالت مصادر مقدسية، إن شرطة الاحتلال فتحت "باب المغاربة"، الذي يخضع لسيطرتها منذ عام 1967، وسمحت لعشرات المستوطنين باقتحام الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى.
وأفادت مصادر في دائرة أوقاف القدس، بأن وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري أرئيل اقتحم الأقصى رفقة 170 متطرفًا.
وأشارت إلى أن شرطة الاحتلال سمحت لعدد من المستوطنين بأداء طقوس "تلمودية" في باحات الأقصى.وأوضحت أن شرطة الاحتلال رافقت المستوطنين منذ بداية الاقتحام من جهة "باب المغاربة" حتى خروجهم من "باب السلسلة".
وكانت منظمات "الهيكل" المزعوم، قد وجهت دعوات للمستوطنين وأنصارها لاقتحام ساحات الأقصى والاحتفال بـ "الفصح العبري" في القدس القديمة، خلال أيام العيد، والذي بدأ الأحد ويستمر حتى الخميس.وطالبت "منظمات الهيكل" من خلال منشوراتها، الشرطة بإخلاء المسجد الأقصى من الفلسطينيين والسماح لها بتقديم "قرابين الفصح" بداخله.
• حماس: المقاومة الشاملة الخيار الأمثل لمواجهة اعتداءات الاحتلال بالقدس
وقال القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد: إن تصاعد اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى، وقرار الاحتلال إغلاق المسجد الإبراهيمي في وجه المصلين يومين متتالين يؤكد أن حماية المقدسات الإسلامية والرباط فيها أولوية وطنية ودينية للحفاظ على هويتها الإسلامية.
وقال شديد، في تصريح له الاثنين: إن المحاولات المتكررة من بعض وزراء حكومة العدو اقتحام المسجد الأقصى بمرافقة عشرات المستوطنين، دليل واضح أن هذه الحكومة راعية للتطرف بجميع أشكاله، وأن الخيار الأمثل لمواجهة محاولاتها فرضَ وقائع جديدة في المسجد الأقصى لا يكون إلا عبر المقاومة الشاملة.
ودعا أبناء شعبنا في مدينة القدس المحتلة، لمواصلة الرباط في داخل ساحات المسجد الأقصى؛ "فهم أهل البشرى النبوية بالدفاع عن الأقصى، وقد أثبتت الوقائع في "انتفاضة البوابات"، وهبة " باب الرحمة" أن إرادة أهلنا في القدس دائما تنتصر".
وطالب المملكة الأردنية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتدخل العاجل لوضع حد لانتهاكات الاحتلال لحرمة المقدسات الإسلامية في مدينتي القدس والخليل، وسط ما تعانيه من حالة تغول وإغلاق متكرر ومنع للأذان في المسجد الإبراهيمي في خليل الرحمن.
ويُعتبر المسجد الإبراهيمي من أقدم دور العبادة المستخدمة من دون انقطاع تقريباً في العالم، وهو رابع الأماكن المُقدّسة عند المسلمين، وثاني الأماكن المقدّسة عند اليهود، ويقع في البلدة القديمة لمدينة الخليل، ويشبه في بنائه المسجد الأقصى، ويحيط بالمسجد سور مبني من حجارة ضخمة يصل طول بعضها إلى 7 أمتار.
ويرجع تاريخ البناء إلى عهد هيرودس الأدومي (37 ق.م - 7 ق.م)، وبعدها قام الرومان ببناء كنيسة في مكانه، ثمّ هُدمت بعد أقل من 100 عام على يد الفرس، لتتحوّل بعدها إلى مسجد في العصور الإسلامية الأولى، ومع احتلال الصليبيين للمنطقة، بُنيت مكان المسجد كاتدرائية، ما لبثت أن تحوّلت مرة أخرى إلى مسجد، بعد تحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس عام 1187 ميلادية.