دولي

صحيفة أمريكية: لا دولة فلسطينية في "صفقة القرن"

مسؤولون أوروبيون سابقون يطالبون برفض صفقة القرن

    • حماس تبحث مع "الشعبية" و"الديمقراطية" مواجهة صفقة القرن

 

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، الاثنين، النقاب عن أن خطة التسوية المنتظر أن تطرحها الإدارة الأمريكية قريبا، والمعروفة بتسميتها الإعلامية "صفقة القرن"، "لا تعتمد حل الدولتين كأساس لها"، على عكس جولات المفاوضات التي دارت على مدار الأعوام العشرين الماضية، وتبقى تفاصيل الصفقة محاطة بسرية تامة حتى الآن، غير أنه من المتوقع أن يتم الكشف عنها وعرضها على الأطراف المعنية مع انتهاء تشكيل الحكومة الإسرائيلية، وفق الصحيفة.

أوضحت الصحيفة، أن "خطة السلام التي أعدتها إدارة ترمب تتضمن مقترحات لتحسين مستوى حياة الفلسطينيين من خلال ضخ استثمارات لهذا الغرض، ولكنها ستمنع، على الأرجح، إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة إلى جانب إسرائيل".

ومن المتوقع، وفق الصحيفة "أن يتم نشر تفاصيل صفقة القرن، بعد انتهاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من تشكيل حكومته الجديدة، ولكن هناك من يقول إن الإدارة الأمريكية ستتروى حتى نهاية شهر رمضان المقبل".

ومن المعروف أن تفاصيل "الخطة" بقيت طي الكتمان حتى الآن، لكن مصادر أمريكية ترى أنها تخلت عن حل الدولتين الذي استندت إليه جولات المفاوضات بين "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية على مدار العشرين عامًا الماضية، وتمحورت حول أمن دولة "إسرائيل"، من ناحية، وعلى تحسين مستوى معيشة الفلسطينيين، من ناحية أخرى.

وكانت عملية التسوية قد تجمدت بعد وقف السلطة الفلسطينية للاتصالات مع إدارة ترمب العام الماضي، احتجاجا على قراره الاعتراف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل".

وتدهورت علاقة السلطة الفلسطينية مع الولايات المتحدة، خلال الأشهر الماضية، بعد وقف واشنطن للتمويل الذي كانت تدفعه لوكالة غوث وتشغيل ملايين اللاجئين، المعروفة اختصارا بـ(أونروا).ولكن ترمب عبر عن تفاؤله بأن السلطة ستعود قريبا إلى طاولة المفاوضات، قائلا: "أؤكد أنهم سوف يعودون، 100 في المائة".

 

    • مسؤولون أوروبيون سابقون يطالبون برفض صفقة القرن

 

هذا وطالب مسؤولون أوروبيون سابقون، الاتحاد الأوروبي تجديد المصادقة على دعمه لحل الدولتين في النزاع "الإسرائيلي الفلسطيني"، قبل نشر ما تسمى "خطة السلام" التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب.

وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية في عددها الصادر الإثنين، إن المسؤولين دعوا الاتحاد إلى الامتناع عن دعم الخطة (صفقة القرن) إذا لم تحترم مبدأ حل الدولتين والقانون الدولي.وأفادت الصحيفة العبرية أن 37 شخصية أوروبية وقعت على "النداء"؛ جلهم رؤساء دول ووزراء سابقين وشغلوا مناصب عليا في الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.

ونبهت رسالة تلك الشخصيات إلى أن "الإدارة الأمريكية الحالية تخلت عن السياسة الأمريكية القديمة ونأت بنفسها عن القواعد القانونية الدولية".وأضافت: "اعترفت (إدارة ترمب) فقط بادعاءات جانب واحد بشأن القدس، وأظهرت لامبالاة مزعجة إزاء توسيع المستوطنات الإسرائيلية. الولايات المتحدة علقت التمويل للأونروا وبرامج أخرى تعود بالفائدة على الفلسطينيين".

ودعت الرسالة، الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون في حالة تأهب ويتصرف بشكل استراتيجي إزاء خطة ترمب لـ "السلام".وأردفت: "نعتقد أنه يجب على أوروبا اعتماد وتعزيز برنامج يحترم المبادئ الأساسية للقانون الدولي".

 

    • حماس تبحث مع "الشعبية" و"الديمقراطية" مواجهة صفقة القرن

 

إلى ذلك بحث قيادات في حركة حماس، خلال لقاءين منفصلين مع قادة الجبهتين الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين آخر مستجدات القضية الفلسطينية وسبل التصدي لصفقة القرن.

واستقبلت حماس بمكتبها في بيروت وفدين منفصلين من قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام أبو أحمد فؤاد وعضوية مسؤول العلاقات السياسية في الجبهة ماهر الطاهر، وعبد الله الدنان، ونضال عبد العال، وقيادة الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين برئاسة نائب الأمين العام فهد سليمان وعضوية مسؤول الجبهة في لبنان علي فيصل وإبراهيم النمر، وعدنان يوسف.

وكان في استقبال الوفدين عضو المكتب السياسي ومسؤول مكتب العلاقات الوطنية للحركة حسام بدران، وعضو مكتب العلاقات الوطنية غازي حمد، وممثل الحركة في لبنان أحمد عبد الهادي، ونائب المسؤول السياسي في لبنان جهاد طه، وأعضاء القيادة السياسية في لبنان أيمن شناعة، ومشهور عبد الحليم، وعبد المجيد العوض.

وناقش المجتمعون آخر المستجدات السياسية للقضية الفلسطينية، خصوصاً صفقة القرن وأثرها على القضية، وتداعيات الانتخابات الصهيونية، والاعتداءات الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، والهجمة الشرسة على الأسرى في سجون الاحتلال، والآثار الكارثية للحصار المفروض على قطاع غزة.

ورفض المجتمعون صفقة القرن الأمريكية جملةً وتفصيلاً، مستنكرين التطبيع مع الاحتلال الذي يعتدي على مقدسات الأمة، مؤكدين أن مواجهة هذه الصفقة يكون من خلال توحيد الموقف الوطني الفلسطيني وإجراء حوار شامل يناقش المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية.

كما استعرض المجتمعون الأوضاع في قطاع غزة، من حيث تداعيات الحصار المفروض عليه، والتفاهمات مع الاحتلال الغاصب وفقاً لتفاهمات 2014، وأكدوا ضرورة العمل الجاد من أجل التخفيف من معاناة شعبنا وتعزيز صموده، لا سيما في مسيرات العودة الكبرى التي حققت إنجازات نوعية ينبغي تطويرها والمحافظة عليها.

بدوره شدد وفد حركة حماس على تمسكه بتحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة الوطنية، وبالتالي مواجهة صفقة القرن والمشاريع التي تنتقص من حقوق شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، والعمل سوياً من أجل رفع الحصار عن غزة ودعم المقاومة وحماية قضية اللاجئين من الشطب والإنهاء.

وعن الوضع الفلسطيني في لبنان، أكدت حماس حرصها على تفعيل هيئة العمل الفلسطيني المشترك، واستعدادها للمشاركة في أول لقاء للهيئة حرصاً منها على ملامسة احتياجات شعبنا والعمل على رفع معاناته، مؤكدين حرصهم التام على تجنيب الساحة اللبنانية عن الخلافات الداخلية لأن في ذلك مصلحة للشعبين الفلسطيني واللبناني.

من نفس القسم دولي