دولي

مسيرات العودة .. تقييم الأداء وسيناريوهات المستقبل

عامٌ على المسيرات الكبرى

صدر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت تقدير استراتيجي حول مستقبل مسيرات العودة، وطرح التقدير في مقدمته تساؤلاً جوهريًّا وهو، هل ترقى مسيرات العودة إلى مستوى أن تشكّل تحوّلا استراتيجيا في مسار المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، أم أنها مجرد متغيّر نضالي وسياسي عابر؟ وهذا التقدير هو محاولة لتقييم الدور الذي لعبته مسيرات العودة بعد مرور عام على انطلاقتها في مشروع المقاومة والتحرير الفلسطيني، وقد أكد التقدير بأنه بالرغم من إمكانية أن الإجابات على السؤال قد تتباين، إلا أنه من المؤكد أن المسيرات مثّلت تطوّراً نوعيا، ومحطة فارقة في الصراع مع الاحتلال الصهيوني، وكان لها تداعياتها وانعكاساتها المهمّة فلسطينيًّا وإسرائيليًّا وإقليميًّا ودوليًّا.

وقد حاول هذا التقدير، الذي يتزامن صدوره مع إحياء يوم الأرض والذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة الكبرى، تقييم مدى نجاح المسيرات في تحقيق أهدافها، وقراءة السيناريوهات المتوقعة لمسارها المستقبلي.

وقد حاول التقدير قراءة نتائج وتأثيرات مسيرات العودة على المستويات الفلسطينية والإسرائيلية والإقليمية والدولية، حيث أسهمت فلسطينيا في تخفيف حدة الحصار عن قطاع غزة، وعززت مكانة المقاومة. أما إسرائيليا، فقد كشفت مسيرات العودة هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأحرجت المسيرات موقف سلطات الاحتلال دوليا. ومن ناحية إقليمية ودولية فقد أحرجت مسيرات العودة الدول العربية التي تورطت بالتطبيع مع الاحتلال، ونجحت في تحقيق تعاطف وتفاعل دولي متزايد مع نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

وبالرغم مما حققته مسيرات العودة؛ إلا أن التقدير الصادر عن مركز الزيتونة يضع بين يدي القارئ مجموعة من المعوقات والتحديات التي واجهت هذه المسيرات مثل: قوة الاستهداف العنيف من قوات الاحتلال لمسيرات العودة، واستمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني، وانحياز إدارة ترمب الصارخ لصالح الاحتلال الإسرائيلي، وضعف مستوى التفاعل والإسناد العربي الشعبي لمسيرات العودة، وضعف الموقف الرسمي العربي، والانقسامات العربية.

 

من نفس القسم دولي