دولي

تحذير إسرائيلي من حرب دينية بسبب الانتهاكات في الأقصى

يعد سلوك الاحتلال تجاوزاً خطيراً للتفاهمات

    • "الهيئة الوطنية" بغزة تدعو لاجتماع عربي إسلامي عاجل لمجابهة التطبيع

 

حذر بحثٌ إسرائيلي من اندلاع حرب دينية على خلفية ممارسات شرطة الاحتلال في المسجد الأقصى. وعزا البحث، الذي أعده أفيف تترسكي، لصالح حركة "عير عميم"، هذه التوقعات، إلى تعمد شرطة الاحتلال استخدام عنف مفرط في مواجهة المصلين المسلمين الذين يؤمون الأقصى.

ولفت البحث، الذي نشر موقع صحيفة "معاريف" أهم خلاصاته، إلى أن ما يفاقم الأمور تعقيداً، أن قادة شرطة الاحتلال قد وثقوا علاقاتهم بنشطاء حركات "الهيكل" اليهودية المتطرفة التي تطالب بتدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه.

وأشار إلى أن طابع العلاقة بين قادة "الهيكل" وكبار ضباط شرطة الاحتلال، أفضى إلى تساهل هؤلاء الضباط وسماحهم لنشطاء "الهيكل" بأداء الصلوات اليهودية داخل المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن هؤلاء النشطاء ينطلقون من افتراض مفاده أن أداء الصلوات في الأقصى يمهد لتدشين الهيكل على أنقاضه.

ولفت البحث إلى أن قادة الشرطة يحرصون على التشاور مع قادة حركات "الهيكل"، وينسقون المواقف معهم، قائلا إن وزير الأمن الداخلي الليكودي جلعاد أردان وقائد شرطة الاحتلال السابق في القدس يورام هليفي، هما اللذان بادرا إلى بناء منظومة تنسيق مع نشطاء "الهيكل".

وأوضح البحث أن التقارب بين قيادة الشرطة ونشطاء "الهيكل"، أفضى إلى تقليص إجراءات البحث والمراقبة التي تفرضها الشرطة على حركة اليهود باتجاه الأقصى، مشيراً إلى أن الشرطة سمحت لنشطاء الهيكل بإدخال النبيذ إلى الأقصى واحتسائه هناك، مع إدراكها الحساسيةَ التي ينظر بها المسلمون إلى مثل هذا السلوك.

وتابع أن الأمور وصلت إلى حدّ أن الشرطة سمحت لنشطاء الهيكل بارتداء قمصان مكتوبة عليها شعارات تدعو إلى تدمير الأقصى.

وبحسب البحث، إن سلوك شرطة الاحتلال يعد تجاوزاً خطيراً للتفاهمات التي توصلت إليها إسرائيل والأردن بالحفاظ على الوضع القائم في المسجد الأقصى.

ولفت إلى أن "القبضة الحديدية" التي استخدمتها شرطة الاحتلال ضد المسلمين في المسجد الأقصى في أعقاب تفجر قضية مصلى "باب الرحمة"، أضافت صعوبات كبيرة إلى المفاوضات التي أجرتها إسرائيل والأردن بهدف التوصل لتسوية بشأن القضية.

 

    • "الهيئة الوطنية" بغزة تدعو لاجتماع عربي إسلامي عاجل لمجابهة التطبيع

 

على صعيد آخر دعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لعقد اجتماع "عاجل" لمواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي لعضو الهيئة محمود خلف، عقد في مخيم العودة شرقي مدينة غزة، في ختام مسيرات العودة التي حملت اسم "جمعة معا لمواجهة التطبيع".وقال خلف: "نؤكد رفضنا الكامل لأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال حيث إنه يشكل طعنة في ظهر القضية الوطنية ويدعم تطبيق صفقة القرن المشبوهة".

ودعا خلف أبناء الأمة إلى إفشال هذا المخطط وعدم فتح الطريق أمام دولة الاحتلال لدخول عواصم العرب والمسلمين.

وأعرب عن استنكار وإدانة الهيئة الشديدين لتصريحات وزير خارجية سلطنة عُمان يوسف بن علوي الذي دعا فيها إلى تبديد مخاوف دولة الاحتلال ومساعدتها للخروج من هذا الخوف، قائلا: "فالذي يحتاج الطمأنة هم أبناء القدس أن الأمة لن تطبع مع المحتل، ولن تترك مقدساتها للتهويد".

وأضاف: "إن محاولات الإدارة الأمريكية اليوم فرض دولة الاحتلال على المنطقة العربية وفرض التطبيع لإزالة الحواجز أمامها لتمرير مشاريع تصفية القضية الفلسطينية أمر مرفوض من جميع مكونات الأمة بشبابها ورجالها ومثقفيها وأحزابها الحية التي تقف بالمرصاد اليوم وتعلن تصديها لهذه المؤامرة".

وتابع حديثه: "التطبيع ليس فقط خطرا على القضية الفلسطينية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية بل خطرا يتهدد أمن الدول العربية والإسلامية برمتها. ويهدف لنهب الثروات وبث الفرقة بين مكوناتها والإبقاء على حالة الصراع المذهبي والطائفي لتأمين متطلبات استمرار هذا الاحتلال البغيض".

وجدد خلف تأكيده استمرار مسيرات العودة وكسر الحصار، والحفاظ على سلميتها، والمشاركة الجماهيرية الواسعة فيها لتحقيق أهدافها كاملة، محذرًا مما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال.

وحيّا "خلف" الأسرى داخل سجون الاحتلال وهم يخوضون معركة "الكرامة 2 " لانتزاع حقوقهم بالإضراب المفتوح عن الطعام ويتحدون آلة قمع الاحتلال ويفرضون إرادتهم على المحتل بأمعائهم الخاوية وجلدهم وصمودهم وتحديهم لسياسات مخابراته داخل السجون، محذرا من أي تداعيات بحق الأسرى، محملا الاحتلال وحده المسؤولية عنها.

ودعا المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان، في الأمم المتحدة للتدخل الفوري والعاجل للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه عن الأسرى وإلزامه باتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة المتعلقة بحقوق الأسرى الفلسطينيين في سجونه، داعيًا الراعي المصري لسرعة التدخل لوقف معاناة الأسرى.

وعدّت الهيئة نتائج الانتخابات الإسرائيلية ليست على أجندة اهتماماتها؛ "لأنها في اعتقادنا إنتاج نسخة مكررة لعصابة مجرمة تحتل أرضنا وتقتل شعبنا وتصادر حقوقنا التي لا سبيل لاسترجاعها بغير المقاومة بكل أشكالها والوحدة الوطنية القائمة على الشراكة وخيار الشعب"، حسب البيان.

ودعت الهيئة للمشاركة في فعاليات الجمعة القادمة (55)، والتي تحمل عنوان "جمعة يوم الأسير الفلسطيني"؛ تأكيداً على وقوف الشعب الفلسطيني إلى جانب الأسرى وهم يخوضون معركة "الكرامة -2"، والتحدي لهذا المحتل، محذرة الاحتلال من أي مكروه يصيبهم.

واستشهد – الجمعة الماضية- طفل فلسطيني، وأصيب عشرات الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال شرقي قطاع غزة، خلال مشاركتهم في جمعة "معا لمواجهة التطبيع" في إطار مسيرات العودة وكسر الحصار.

ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/ مارس 2018، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.

ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بشدّة وإجرام؛ حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة، ما أدى لاستشهاد 283 مواطنًا؛ منهم 11 شهيدا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصاب 31 ألفًا آخرين، منهم 500 في حالة الخطر الشديد.

من نفس القسم دولي