دولي

هيئة الأسرى: اعتقال 800 فلسطيني خلال الانتخابات الإسرائيلية

أوضاع سيئة للأسرى في سجون الاحتلال

    • إسناد إلكتروني لإضراب الأسرى الفلسطينيين

 

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، الأربعاء، أن قوات الاحتلال اعتقلت قرابة 800 مواطن ومواطنة فلسطينيين، خلال فترة الانتخابات الإسرائيلية، والتي امتدت من 22 فبراير/شباط إلى 9 إبريل/نيسان، واعتبرت الهيئة في بيان، أن "اعتقال هذا العدد من المواطنين الفلسطينيين يعد تصعيداً إسرائيلياً إضافيا خطيراً في سياق حملات الأحزاب الإسرائيلية وزعمائها المتطرفين للكراهية والانتقام والتضييق على الفلسطينيين بشكل يومي، إذ احتل ملف الأسرى حيزاً واسعاً في دعايتهم العنصرية، واستخدموا المعتقلين كورقة انتخابية".

أوضح البيان أن "فترة الحملات الانتخابية الإسرائيلية شهدت اقتحامات متتالية للسجون، وتضييق الخناق على الأسرى بشكل غير مسبوق، وجعلت الأوضاع في السجون الأخطر على الأسرى منذ سنوات، إذ اقتحمت سجون النقب وريمون ونفحة وإيشل وجلبوع، وداهمت قوات القمع غرف الأسرى مخلفة عشرات الإصابات من جراء الضرب الهمجي بالهراوات والعصي الكهربائية، والغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل وقنابل الصوت والرصاص المطاطي والمعدني".

وأضاف البيان أن بعض الأسرى جرى إخضاعهم لمحاكمات داخلية تضمنت فرض غرامات والعزل في زنازين انفرادية ومنع الأهالي من الزيارة، إضافة إلى تركيب أجهزة تشويش ضارة في السجون، الأمر الذي يساهم في انتشار الأمراض بينهم على المدى البعيد.

وزادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاج سياسة القتل البطيء بحق الأسرى المرضى والجرحى القابعين في مختلف المعتقلات، وخاصة في معتقل "عيادة الرملة" الذي يضم 13 أسيراً يعانون من ظروف صحية بالغة السوء، وغالبيتهم يتنقلون على مقاعد متحركة، وبعضهم مصابون بأمراض مزمنة أو أورام خبيثة، ويعتمدون على أسرى آخرين لقضاء احتياجاتهم اليومية.

وتتواصل الشكاوى من الظروف الحياتية والمعيشية السيئة التي تعاني منها 49 أسيرة في سجن الدامون بسبب افتقاره إلى مقومات الحياة الإنسانية، وعدم استجابة إدارة السجن لمطالب الأسيرات الأساسية.وأصدرت محاكم الاحتلال العسكرية خلال الحملة الانتخابية أحكاماً بالسجن على عدد من الأسرى الأطفال القابعين في معتقل "عوفر"، قرب رام الله، فضلا عن فرض غرامات مالية باهظة عليهم.

 

    • إسناد إلكتروني لإضراب الأسرى الفلسطينيين

 

هذا ويسعى الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لخلق حالة من التضامن مع الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد إعلانهم البدء التدريجي بالإضراب المفتوح عن الطعام، وذلك من خلال التغريد على وسمي "#معركة_الكرامة2" و"#معركة_الكرامة".

ويشارك في الإضراب المفتوح عن الطعام، والذي أعلن عنه الاثنين الماضي، عدد من قيادات الحركة الأسيرة كمقدمة لاحتجاج وإضراب أوسع بالسجون الإسرائيلية، احتجاجاً على سوء أوضاع أكثر من ستة آلاف أسير داخل السجون ورفضاً للممارسات الإسرائيلية العدائية المتواصلة بحقهم.

وتركزت منشورات الناشطين على "فيسبوك" و"تويتر" على نشر صور الأسرى، والتصاميم والعبارات المؤيدة لإضرابهم، إسناداً لهم في معركة الأمعاء الخاوية ضد مصلحة السجون الإسرائيلية.

ونشر الصحافي محسن الإفرنجي صورة لعدد من الأسرى الفلسطينيين، وأرفقها بتغريدة قال فيها "أعانكم وحفظكم الله أيها الأبطال، وأنتم تواجهون المحتل الغاصب متجاوزين حدود الزمان والمكان، تواجهون صلفه واستكباره حتى وأنتم في القيد خلف أسوار السجن، تواجهون محتلا اعتقد أنه نال منكم بعد أسركم وتعلمونه أن الحرية والكرامة لا توهب بل تنتزع، #معركة_الكرامة2".

أما الناشط مازن شبير، فقد نشر تصميماً للأسرى الفلسطينيين، مرفقاً بخبر بدء قيادات الحركة الأسيرة بالإضراب المفتوح عن الطعام، وقال في منشور عبر فيسبوك: "الأسرى يرتدون ملابس السجن (الشاباص) بعد إعلان حالة النفير في كافة السجون استعدادا للالتحاق بالفوج الأول من المضربين".

ولم تقتصر المشاركات على الناشطين فحسب، إذ نشرت عبر وسم #معركة_الكرامة2 عدد من الصفحات مقاطع فيديو لفعاليات تضامنية، وصوراً لتصاميم تضامنية مع الأسرى، كان منها صور للأغلال التي تقيد أيدي الأسرى، وأخرى لأدوات طعام "ملاعق وشوك" تم تقييدها بسلاسل، وكتب عليها "معركة الكرامة 2".

وضمت الصور كذلك تصميماً لقبضة على الأسلاك الشائكة كتب عليها "لأنك حر كن مع حريتهم"، وأخرى لأمعاء صُورت وكأنها يد ترفع شارة النصر، في دلالة على رقم 2، وهو الإضراب الثاني للأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

أما الناشطة نور البنا، فقد أرفقت بتغريدتها أسماء وتفاصيل تتعلق بقيادات #معركة_الكرامة2 الذين بدأوا الإضراب عن الطعام، وهم الأسير محمد عرمان (40 عاما)، من رام الله، محكوم 36 مؤبدا، ممثل أسرى حماس، سجن ريمون، الأسير زيد بسيسي (41 عاما)، من طولكرم، محكوم مؤبد و55 عاما، ممثل أسرى الجهاد الإسلامي، سجن ريمون، الأسير أكرم أبو بكر (41 عاما)، من طولكرم، محكوم مؤبد، ممثل عن أسرى فتح، سجن نفحة، الأسير وائل الجاغوب (43 عاما)، من نابلس، محكوم مؤبد، وهو ممثل أسرى الجبهة الشعبية/ سجن ريمون، الأسير حسين درباس (37 عاما)، من القدس، محكوم 25 عاما، ممثل أسرى الجبهة الديمقراطية، سجن ريمون.

بينما كتب الناشط محمد صبري عبر "تويتر": 30 أسيرا كتبوا وصاياهم وأودعوها لدى قيادة السجون، وهم فرسان كتيبة الفدائيين الذين سيخوضون الإضراب عن الماء، #معركة_الكرامة2. أما الناشط محمود أبو رجب، فقد نشر صورة لقضبان السجن التي كُسرت بالملعقة والشوكة، مرفقاً التصميم بالقول: "معدتك الخاوية تلك مليئة بالوطن، والوطن لا يهزم ولا يجوع".

بدوره، غرد الناشط علي فروانة عبر وسم #معركة_الكرامة2 على تويتر، قائلاً: "إلى الذين ضحوا بأعمارهم من أجلنا، أنتم الأحَرار ونحن السجناء، ما ذلّكم قيد، ولا همّكم سجان وبإِضرابكم أشبَعتم العالم".

الطفل رمضان محمود كذلك عبر عن تضامنه مع الأسرى، عبر تغريدة له على تويتر، قال فيها بلغته العامية: "أسرانا البواسل في سجون الاحتلال الإسرائيلي بدأوا إضرابا عن الطعام، آخر وسيلة بيملكوها للدفاع عن كرامتهم والمطالبة بحقوقهم، احكوا عن إخوانكم الأسرى.. اكتبوا عنهم.. اذكروهم بدعواتكم".

 

    • الاحتلال يشدد إجراءات عزل الأسير مروان البرغوثي

 

في حين أبلغت إدارة السجون الإسرائيلية عائلة القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي  بقرار عدم السماح له بلقاء أي من أفراد عائلته أو محاميه في سياق تشديد إجراءات عزله على خلفية "إضراب الحرية والكرامة 2" المفتوح عن الطعام الذي بدأه الأسرى، ودعت الحملة الشعبية لإطلاق سراح البرغوثي المجتمع الدولي للتدخل لحماية الأسرى من مختلف أشكال وأساليب القمع والعقوبات والانتهاكات المتصاعدة بحقهم باعتبارهم مقاتلي حرية وأسرى حرب.

ودعت الحملة إلى العمل على تحقيق الوحدة الوطنية داخل السجون وخارجها، وإنهاء حالة الانقسام الوطني الكارثية لمواجهة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

ويتنقل البرغوثي منذ اعتقاله في 15 إبريل/نيسان 2002، بين زنازين العزل الانفرادي وأقسام العزل الجماعي، وكان يقود إضراب "الحرية والكرامة" الأول في إبريل 2017، وهو الإضراب الأطول في تاريخ الحركة الأسيرة والذي استمر لمدة 42 يوماً.وتم عزل البرغوثي في زنازين العزل الانفرادي طوال أسابيع الإضراب، وعُزل زملاؤه من قادة الإضراب وعدد كبير من الأسرى المضربين، كما اتخذت وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية قراراً بمنع زوجته المحامية فدوى البرغوثي من زيارته لمدة عامين.

وفي سياق آخر، قال "مركز حنظلة للأسرى والمحررين" في بيان، إن الجبهة الشعبية أعلنت التعبئة العامة داخل سجون الاحتلال، وكشفت عن الدفعة الأولى التي ستخوض إضراب الحرية والكرامة بعد تنصل إدارة السجون للاتفاقات المبرمة.

وأكدت الجبهة الشعبية أنها ستلتزم بما تقرره الحركة الأسيرة، وخصوصاً اللجان التي تفاوض من أجل انتزاع المطالب العادلة من إدارة السجون، إذ قرر الأسرى من كل الفصائل الفلسطينية الانخراط في الإضراب بصورة متدرجة إلى حين انتزاع المطالب. "خوض هذه المعركة، والتحام رفاقنا فيها بشكل متدرج مهمة رئيسية، ونعد جماهير شعبنا بأننا سنكون دائماً في قلب المعركة ونتقدم الصفوف".

وأعلنت الجبهة عن انخراط الأسرى كميل أبوحنيش، وحكمت عبد الجليل، وهشام كعبي، ونضال دغلس، ومارسيل شتية، وخالد الحلبي، ومحمود أبو اصبع، وسامر القيسي في المرحلة والأولى من الإضراب، وهم نفس المجموعة التي جرى قمعها قبل أيام في سجن ريمون على خلفية حرق القسم، كما أعلن مسؤول الجبهة الشعبية بالسجون، وائل الجاغوب، خوض الإضراب قبل يومين.وتابع البيان: "هذه المعركة يجب أن تكون معركة الكل الوطني، وأن يخرج الجميع إلى ميادين المواجهة والغضب والاشتباك مع الاحتلال تأكيداً على وحدة الخيارات والساحات، وانخراطاً مع معركة الكرامة".

من نفس القسم دولي