دولي

بدء العد التنازلي لـ"إضراب الفدائي" بسجون الاحتلال... وهذه مطالب الأسرى

مئات الأسرى تجهزوا للمشاركة في الإضراب

    • جرحى مقطوعة رواتبهم يضربون عن الطعام في غزة

 

أكدت مصادر خاصة لـ"العربي الجديد"، أن الحوار بين ممثلين عن الأسرى الفلسطينيين ومصلحة السجون الإسرائيلية استمر لوقت متأخر من نهار أمس وأن مئات الأسرى الذين جهزوا أنفسهم للإضراب يترقبون ما سيسفر عنه الحوار من نتائج، إما إيجابية تجنبهم إضرابا مفتوحا عن الطعام أو سلبية يشرعون بناء عليها بالدخول بإضراب الفدائي المفتوح عن الطعام والمتدرج بانضمام الأسرى إليه حتى 17 من الشهر الجاري.

قالت المصادر التي اشترطت عدم ذكر اسمها، لـ"العربي الجديد": "ننتظر حتى الواحدة ظهرا ما سينتج عنه الحوار بين ممثلي الأسرى من حركتي حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية من جهة، وبين مصلحة السجون الإسرائيلية من جهة أخرى، وعلى ضوء ذلك إما سيكون أول أيام إضراب الكتيبة الفدائية أو لا، ونحن لا نتمنى الإضراب لكنه إن حصل سيكون مفروضا علينا بسبب تعنت إدارة مصلحة السجون بالاستجابة لمطالب الأسرى".

وحسب ما أكدته مصادر من الأسرى، فإنه في حال فشل الحوار مع مصلحة السجون، ستبدأ، المرحلة الأولى من إضراب الأسرى الفلسطينيين المفتوح عن الطعام، حيث سيشرع ثلاثون أسيرا من قيادات الحركة الأسيرة من حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" والجبهتين الشعبية والديمقراطية بإضراب مفتوح عن الطعام والماء.وأطلق القائمون على الإضراب اسم "كتيبة الفدائيين" على الأسرى الذين سيشرعون بالإضراب اليوم، الذي بدأ الإعلام بتداول عناوينه، مثل "إضراب الفدائي" و"إضراب الكرامة".

أما مطالب الأسرى الفلسطينيين فتتمثل بتمكينهم من التواصل مع أهلهم وذويهم كباقي الأسرى في سجون العالم، وتحديدا السجناء الجنائيين الإسرائيليين، ومن بينهم على سبيل المثال أكبر قاتل في إسرائيل وهو قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق رابين المدعو بـ(يغال عامير) وذلك من خلال تركيب الهاتف العمومي المنتشر في السجون الإسرائيلية.

كما يطالب الأسرى برفع أجهزة التشويش على الهواتف النقالة (المهربة) بسبب رفض الإدارة السماح للأسرى بهاتف عمومي، فأجهزة التشويش تمنع الاتصالات وهي تضر بالصحة وتلغي عمل أجهزة الراديو والتلفزيون داخل غرف الأسرى.

أما مطلبهم الثالث، فهو بإعادة زيارات الأهالي إلى طبيعتها، أي السماح لأهالي أسرى حماس من غزة بزيارة ذويهم كباقي الأسرى والسماح بزيارة أهالي الضفة الغربية جميعاً مرتين بالشهر، علما أن قرار منع زيارة أسرى غزة هو قرار المستوى السياسي في إسرائيل.

ويطالب الأسرى في مطلبهم الرابع بإلغاء كافة الإجراءات والعقوبات السابقة، وهي نوعان: عقوبات قديمة وعقوبات جديدة، أما العقوبات القديمة نسبياً فقد اتخذها المستوى السياسي الإسرائيلي ضد أسرى حماس، وهي أولا: زيارات الأهالي السالفة الذكر، ثانيا: إلغاء بث 7 محطات تلفزيونية من أصل 12 محطة مسموح بها لكل أقسام "فتح" والفصائل، ثالثا: عدم السماح لأسرى حماس بإدخال أموال للكانتينا كباقي الفصائل، أي السماح لهم بإدخال 800 شيكل (أي 220 دولارا) فقط بدلاً من 1200 شيكل (330 دولارا).

أما العقوبات الجديدة، فقد اتخذت بقرار من المستوى المهني أي مصلحة السجون الإسرائيلية، وأهمها: تقليص كل شروط الحياة إلى الصفر أو الحد الأدنى، فالأسرى يطالبون بإعادة نظام الفورات كما كان في بداية شهر فبراير/ شباط من هذه السنة، وكذلك نظام الغسيل ونظام الحلاقة ونظام الكانتينا (بقالة السجن)، إضافة إلى فرض الإدارة غرامات باهظة جداً، خاصة على قسم 1 في رامون وقسم 4 في النقب.

وأكد الأسرى مطالبتهم بعلاج الأسرى الذين تعرضوا للاعتداءات والضرب المبرح وإصابات خطيرة في قسم 4 بسجن النقب على أثر عمليات القمع الواسعة لهم بتاريخ 24-3-2019، وكذلك أسرى قسم رامون بعد القمع بتاريخ 18-3-2019، وبالمجمل علاج ما يقارب 160-180 أسيرا فلسطينيا جريحا.

 

    • جرحى مقطوعة رواتبهم يضربون عن الطعام في غزة

 

ويرفض الجريح الفلسطيني ظريف الغرة كل المحاولات لإقناعه بوقف إضرابه عن الطعام المتواصل للأسبوع الرابع على التوالي، في أعقاب قطع السلطة الفلسطينية المخصصات المالية التي كان يتقاضاها شهرياً منذ إصابته برصاص الاحتلال عام 2000.

يواصل الغرة إضرابه مع عدد من الجرحى الفلسطينيين في غزة، في خطوةٍ رافضة لقطع الرواتب، إذ لم يتلقِ راتبه هو ومئات غيره للشهر الثالث على التوالي، في حين يشكل الراتب مصدراً لإعالة مئات الأسر، لا سيما وأن شريحة واسعة من الجرحى المقطوعة رواتبهم غير قادرين عن العمل نتيجة لإصاباتهم التي أفقدتهم أطرافهم أو قدرتهم على الحركة.

وقال الغرة لـ"العربي الجديد" إنه اتخذ قرار الإضراب عن الطعام في أعقاب قطع راتبه دون سابق إنذار أو توضيح للأسباب التي دفعت السلطة الفلسطينية إلى قطع رواتب نحو 1100 جريح فلسطيني من القطاع. "شعرت بإهانة وعدم تقدير لنا كجرحى شاركنا في العمل النضالي والمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، والأصل أن يتم تحييد الشهداء والجرحى والأسرى عن المناكفات السياسية بين حركتي فتح وحماس".

وتسبب الإضراب المتواصل عن الطعام الذي يخوضه الغرة في فقدانه أكثر من 13 كيلوغراماً من وزنه، فضلاً عن الشعور بالتعب والإرهاق نتيجة الاقتصار على تناول السوائل وعدم تناول الملح في كثير من المرات إلى جانب الماء.ويشير الجريح الغزي إلى أن إضرابه جاء كخطوة تهدف للفت الأنظار تجاه قضية الجرحى المقطوعة رواتبهم، إلى جانب المطالبة بإعادة صرفها مجدداً كما في السابق، كونها تشكل مصدر دخله الوحيد الذي يمكنه من إعالة أفراد أسرته.

وبين الغرة أن إجمالي الراتب الذي كان يتقاضاه من السلطة الفلسطينية يبلغ 2400 شيقل إسرائيلي، يتحمل من خلال مسؤولية زوجته وأبنائه الثلاثة، فضلاً عن تكلفة دفع بديل إيجار المنزل الذي يقطنه مع عائلته وأبنائه. (الدولار= 3.62 شيقل).قرر الجريح منصور القرم الذي بترت قدمه اليمنى وبعض أصابع يده هو الآخر الالتحاق بالإضراب منذ أكثر من 10 أيام، معتمداً على الماء وبعض السوائل كالقهوة إلى جانب أدويته الخاصة مع الامتناع الكلي عن الطعام.

وقال القرم لـ"العربي الجديد" إن السلطة قطعت راتبه البالغ 2200 شيقل إسرائيلي، والذي كان يشكل مصدراً أساسياً لإعالة أفراد أسرته البالغ عددهم 12 شخصا، فضلا عن قطع راتب شقيقه الجريح أيضا. "قررت الإضراب عن اقتناع كامل في ظل عدم وجود أية بوادر على إعادة صرف الرواتب، وعدم تحرك أي من الفصائل أو المؤسسات لتوفير بدائل للجرحى الذين قطعت رواتبهم".

 

    • "كتيبة الفدائيين" تشرع بـ "#معركة_الكرامة"... والفلسطينيون يدعمون أسراهم

 

هذا ويبدأ قياديو الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي والذين أطلق عليهم "كتيبة الفدائيين"، الأحد، بإضراب مفتوح عن الطعام، من أجل انتزاع مطالبهم وحقوقهم الحياتية، وسط دعوات لنصرتهم، إذ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعوات لنصرة الأسرى ومساندتهم، تحت وسم "#معركة_الكرامة".

ويأتي إضراب الأسرى والذي بدأت به قيادات الحركة الأسيرة على ثلاثة مراحل ينضم في المرحلة الثالثة منه في يوم الأسير الفلسطيني في 17 من الشهر الجاري نحو 1500 أسير، وذلك من أجل الضغط على الاحتلال لإزالة أجهزة التشويش التي نصبتها إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية وكذلك إلغاء العقوبات عن الأسرى بعد الاعتداء عليهم قبل نحو أسبوعين.

وحظي وسم الحملة بانتشارٍ كبير في وسائل التواصل، حيث عبر المشاركون فيه عن دعمهم الكامل لتحركات الأسرى الأخيرة وإجراءاتهم المتصاعدة الهادفة لانتزاع حريتهم من مصلحة سجون الاحتلال التي صعدت من انتهاكاتها خلال العام الأخير.

وتنوعت المنشورات والتغريدات التي بثها الناشطون عبر صفحاتهم وحساباتهم الشخصية حيث استعرضوا خلالها طرق وأساليب التعذيب المتبعة من قبل الاحتلال بحق الأسرى من أجل انتزاع الاعترافات منهم إلى جانب استعراض الانتهاكات الأخرى بحقهم ومدى مخالفتها للقوانين والأعراف الدولية التي كفلت حقوقهم.

من نفس القسم دولي