دولي

استشهاد شاب فلسطيني برصاص الاحتلال في مخيم قلنديا شمال القدس

دارت مواجهات عنيفة بين مجموعات كبيرة من الشبان وجنود الاحتلال في حاجز المخيم

شيعت حشود غفيرة من أبناء مخيم قلنديا، شمال القدس المحتلة، ومن محافظتي القدس ورام الله، ظهر الثلاثاء، جثمان الشهيد محمد علي دار عدوان، الذي اغتاله جنود الاحتلال فجر أمس خلال اقتحامهم للمخيم، وتركوه ينزف طويلاً قبل أن يُسلم جثمانه إلى سيارة إسعاف فلسطينية.

إثر التشييع، دارت مواجهات عنيفة بين مجموعات كبيرة من الشبان وجنود الاحتلال في محيط الحاجز العسكري المقام بالقرب من مخيم قلنديا، شمالي القدس المحتلة، وأفات مصادر محلية في المخيم لـ"العربي الجديد"، بأن شباناً غاضبين هاجموا جنود الحاجز بالحجارة والزجاجات الفارغة في أعقاب تشييع جثمان الشهيد عدوان، فيما رد الجنود بإطلاق الغاز المسيّل للدموع بكثافة وكذلك الرصاص المطاطي، ما أوقع عشرات حالات الاختناق في صفوف المواطنين، خاصة ركاب المركبات المحتجزين بالقرب من الحاجز وفي كلا الاتجاهين.

وأكد "الهلال الأحمر الفلسطيني" اندلاع مواجهات أمام مخيم قلنديا، وأن طواقمه موجودة في موقع المواجهات، وتم نقل طفل أصيب بالرصاص المطاطي بالرأس إلى المستشفى، كما أفاد "الهلال الأحمر" بوقوع إصابة بالرصاص المطاطي بالخد، تمّ نقلها للمستشفى.

وانطلق موكب التشييع من مجمع فلسطين الطبي في رام الله، حيث كان قد جرى نقل جثمان الشهيد إلى هناك، وجرى له وداع مؤثر من قبل والديه، ومنه انطلق مشيعوه رافعين الأعلام الفلسطينية إلى منزل ذويه في المخيم، حيث ألقى باقي أفراد عائلته نظرة الوداع الأخيرة عليه، ومن هناك توجه المشيعون إلى المسجد الكبير وسط المخيم، حيث أدوا الصلاة على روحه، ثم انطلق الموكب نحو مقبرة الشهداء وسط إطلاق الرصاص في الهواء تحية للشهيد ليوارى بعدها في الثرى.

وأعقب الدفن مهرجان تأبيني ندد فيه المتحدث بجريمة الاحتلال وإرهابه، مترحماً على شهداء المخيم والقدس والأقصى وفلسطين، وكان الشهيد قد أعدم من مسافة قصيرة جداً من قبل قوة من جيش الاحتلال، ثم احتجزه الجنود وساروا به مسافة طويلة في أزقة المخيم وهو ينزف بغزارة، في تعمد واضح لقتله.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد عدوان، ووقوع ثلاث إصابات، إحداها متوسطة، بالرصاص الحي في الفخذ، وأنه جرى إدخال المصابين إلى غرف العمليات، وكانت مصادر محلية من مخيم قلنديا قد قالت لـ"العربي الجديد"، إن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بناية سكنية في محيط مخيم قلنديا بهدف اعتقال ثلاثة أشقاء من عائلة مطير، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع شبان المخيم". فيما جرى اعتقال الأشقاء الثلاثة.

وأغلقت قوات الاحتلال حاجز قلنديا العسكري بالاتجاهين خلال المواجهات التي شهدها المكان، ويُظهر فيديو نشرته صفحة "مركز قلنديا الإعلامي"، وجود دماء غزيرة على الأرض لشاب أصيب بالرصاص وتمكن الاحتلال من اعتقاله بعد إصابته، حيث رصدت الكاميرا مسار دمه على الأرض لمسافات طويلة وبكميات كبيرة، ما يُرجح أن إصابته خطرة، وتفيد المصادر المحلية بأن "قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المكان، لكن أهالي المخيم تمكنوا من إنقاذ جريحين ونقلهما إلى المشفى، وُصفت إصابتهما بالمتوسطة".

في سياق آخر، أصيب عدد من الطلبة وأفراد الهيئة التدريسية في مدرسة الخليل الأساسية في مدينة الخليل بحالات اختناق بقنابل الغاز، وجرى علاجهم ميدانيا، وأوضح الناشط في تجمع المدافعين عن حقوق الإنسان عارف جابر لـ"العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال استهدفت المدرسة، صباح الثلاثاء بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وأطلقت الرصاص الحي في الهواء من أجل تخويف الطلبة، ووقعت إصابات بحالات اختناق من جراء استنشاق الغاز وجرى علاجها ميدانيا.

على صعيد آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، النائب السابق عن حركة "حماس" في المجلس التشريعي المنحل، الشيخ حسن يوسف، بعد اقتحام منزله في بلدة بيتونيا، غرب رام الله.

وكانت قوات الاحتلال قد أفرجت عن الشيخ يوسف (64 عاما)، في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعدما أمضى 11 شهرا في الاعتقال الإداري، وعادة ما يطلق الاحتلال سراح يوسف عدة أشهر قبل أن يعود لاعتقاله مجددا دون تهمة، حيث أمضى أكثر من 23 عاما من عمره في المعتقلات الإسرائيلية، ويسود التوتر باحات المسجد الأقصى، بعد اقتحام قوات الاحتلال بالقوة للمسجد القبلي رغم محاولات الحراس التصدي لهم وسط تكبيرات المرابطين هناك.

وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت، اثنين من حراس الأقصى، وهما الشابان بشار وتوفيق نجيب، بعد فتحهما مصلى باب الرحمة داخل الأقصى، وأفاد فراس الدبس، مسؤول العلاقات العامة والإعلام، بأن شرطة الاحتلال اقتحمت محيط مصلى باب الرحمة واعتقلت الحارسين بعد فتحهما باب المصلى، واقتادتهما إلى أحد مراكزها.

من نفس القسم دولي