دولي
ندوة بلندن تطالب بتجريم التطبيع واعتباره تهديداً للأمن القومي
إقدام العرب على التطبيع معها يعطيها دفعة قوية لتدعيم روايتها
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 31 مارس 2019
تدارس خبراء، في الساعات القليلة الماضية أسباب "الهرولة العربية إلى التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي"، ورصدوا تزامنا بين تنامي الظاهرة وصعود ما سموه "تيار قوى ودول الثورات المضادة" في المنطقة.
وفي ندوة متخصصة، بالتزامن مع إحياء ذكرى يوم الأرض نظمها مركز التفكير العربي شخّص خبراء ومحللون ظاهرة التطبيع العربي، ورأوا أن الأنظمة العربية تقاطعت مصالحها مع إسرائيل في إخماد الانتفاضات العربية التي طالبت بالديمقراطية، لأن تلك الانتفاضات شكلت خطرا على الطرفين، فـ"الأنظمة العربية حاربت تلك الثورات للحفاظ على كراسيها، وإسرائيل رأت في هذا المد الثوري مقدمة لولادة حكومات ديمقراطية تعبر عن تطلعات شعوبها، وبالتالي ستقف بالضرورة مع الشعب الفلسطيني ضدها".
وفي السياق، تحدث رئيس حملة التضامن مع فلسطين البروفيسور كامل حواش، عن الضرر الذي يلحق بالمؤسسات الأوروبية العاملة في بريطانيا وأوروبا عموما جراء هذه الهرولة العربية للتطبيع، واعتبر أن "إقدام العرب على التطبيع مع إسرائيل يعطيها دفعة قوية لتدعيم روايتها، كما أن إقناع الأوروبيين بمقاطعة البضائع الإسرائيلية في الوقت الذي تقوم الدول العربية ذاتها باستيراد بضائع إسرائيل وتسويقها هو أمر بالغ الصعوبة".
وانتهى حواش في ورقته إلى خلاصة أن "التطبيع العربي يقوض جهود حملات التضامن بالضغط على الدول الغربية لتغيير السياسة تجاه إسرائيل، لأنه يترك نشطاء التضامن وحدهم بمواجهة حكوماتهم واللوبي الداعم لإسرائيل، وبدلاً من الاعتماد على الضغط العربي على حكوماتهم، فإن مطالبهم تُرفض بسهولة أكبر بدافع أن مطالبهم أعلى من مطالب العرب والفلسطينيين أنفسهم".
وشهدت الندوة نقاشا معمقا حول مخاطر التطبيع سياسيا واقتصاديا. وعدد الباحث فراس أبو هلال، في ورقته، الأهداف الأميركية الإسرائيلية من التطبيع، ومنها "السعي لإنهاء حالة الرفض الشعبي العربي لدولة الاحتلال، بما يقلل المخاوف الأمنية والسياسية الناتجة عن حالة الرفض هذه، وفتح الأسواق العربية للمنتجات الإسرائيلية، وخصوصا في مجال التجسس والأمن السيبراني، بما يعود على الاحتلال بفوائد اقتصادية أولا، ثم بفوائد أمنية، من خلال سيطرة شركاته على مجال التجسس السيبراني في المنطقة".
وعبر أبو هلال عن اعتقاده بأن "الهدف الأكبر من التطبيع هو إيجاد تحالف عربي- إسرائيلي عسكري وسياسي يتم توجيهه ضد إيران تحديدا، وهو ما أطلق عليه في أكثر من مناسبة اسم "ناتو عربي إسرائيلي"، تسعى إدارة ترامب من محاولة تشكيله إلى إقامة تحالف عسكري لتبادل المعلومات الاستخباراتية بين العرب وإسرائيل للمساعدة في مواجهة "العدو المشترك إيران".
أما الباحث محمد عايش فركز في ورقته على الأهداف الاقتصادية التي تسعى إسرائيل لتحقيقها جراء التطبيع، حيث يشكل التطبيع العربي مع إسرائيل "فرصة سانحة للاقتصاد الإسرائيلي من أجل الاستفادة من المنطقة العربية وأسواقها، التي تشكل مراكز استهلاكية مهمة، خاصة دول الخليج التي تضم أكبر وأغنى وأهم الأسواق في منطقة الشرق الأوسط". وأضاف أن "إسرائيل ظلت تكافح طوال السنوات الماضية من أجل الاستفادة من الموقع الجغرافي المميز الذي تهيمن عليه بفضل موانئها المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وهنا نفهم أهمية اتفاقية مثل "معاهدة وادي عربة" بالنسبة لإسرائيل".
وعقبت عفاف الجابري، المحاضرة بجامعة شرق لندن، على الباحثين، معتبرة أن الصراع العربي الإسرائيلي هو "صراع تحرري ذو أبعاد إنسانية"، وأن إسرائيل "كيان عنصري وينبغي عدم الخوف في توصيفه بذلك عند الحديث لوسائل الإعلام الأجنبية". ورأت الجابري أنه "ينبغي التأكيد على أن الصراع ليس مع اليهود، بل مع المشروع الصهيوني الإحلالي العنصري".