دولي
أبرز عمليات القمع الإسرائيلية بحق الأسرى منذ بداية 2019
دعوات تضامن مع الأسرى الفلسطينيين ضد موجة الاعتداءات
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 مارس 2019
• حراكٌ مصري وأممي لاحتواء التصعيد في غزة
وثق نادي الأسير الفلسطيني عشرات عمليات القمع التي نفذتها قوات الاحتلال بحق الأسرى في مختلف المعتقلات منذ بداية 2019، والتي تعد الأشد منذ سنوات من حيث مستوى العنف، وقال نادي الأسير في تقرير توثيقي، إنه "في 20 و21 يناير/كانون الثاني، شهد معتقل عوفر عملية قمع استخدمت خلالها قوات القمع غاز الفلفل، والقنابل الصوتية، والرصاص المطاطي، والهراوات، بالإضافة إلى الكلاب البوليسية، وأُصيب على إثرها ما يزيد على 150 أسيراً، فيما واجهها الأسرى بحرق بعض الغرف وإعلان حالة عصيان".
أفاد التقرير بأنه "في 21 يناير، جرى اقتحام قسم (2) في معتقل مجدو، وهو من الأقسام الأولى التي نصبت فيها إدارة معتقلات الاحتلال أجهزة التشويش، وتلا ذلك مجموعة من الاقتحامات في معتقلي ريمون والنقب الصحراوي، والتي بدأت ذروتها في 19 فبراير/شباط، حين بدأت معركة جديدة في مواجهة أجهزة التشويش".
وأوضح النادي أن "المواجهة بين الأسرى وإدارة معتقلات الاحتلال تصاعدت في معتقل ريمون بتاريخ 18 مارس، بعد أن اقتحمت قسم (7) ونقلت الأسرى إلى قسم (1) وهو أحد الأقسام الذي نصبت داخله أجهزة التشويش، حيث واجه الأسرى عملية القمع بحرق مجموعة من الغرف".
وذكر أن "تصعيد إدارة معتقلات الاحتلال في معتقلي ريمون والنقب بلغت ذروتها الليلة الماضية، عقب اقتحام قوات القمع لقسم (4) مستخدمة الرصاص وقنابل الصوت والغاز بحق الأسرى، والذين واجهوا القمع بطعن اثنين من السّجانين".
ومنذ صباح أمس نفذت قوات القمع في معتقلات "النقب" و"نفحة" و"عوفر" و"ايشل" و"مجدو" اقتحامات لأقسام الأسرى ولم يتسن بعد التأكد من عدد المصابين، ونوعية الإصابات في صفوف الأسرى.
وفي المقابل، نفذ الأسرى سلسلة من الخطوات النضالية منذ بداية العام الحالي، تمثلت بحل التمثيل التنظيمي في عدد من المعتقلات، وإعلان حالة العصيان على طبيعة الحياة التي تفرضها إدارة معتقلات الاحتلال عليهم، وإعلان حالة استنفار.
وأقيم معتقل "النقب الصحراوي" مع بدء انتفاضة الحجارة، ويعتبر من أكبر المعتقلات التي تضم أسرى فلسطينيين، وشهد أحداثا مشابهة كانت الأعنف في تاريخ الحركة الأسيرة، ففي عام 1988، قتل الأسيران أسعد الشوا، وبسام السمودي بعد إطلاق النار عليهما بشكل مباشر. وتكرر هذا المشهد في معتقل "النقب" عام 2007، حين أن أطلقت قوات القمع النار على الأسير محمد الأشقر.
ويبلغ عدد الأسرى في معتقلات الاحتلال قرابة 6000 أسير، منهم 230 طفلا، و46 أسيرة، وعدد الأسرى في معتقل "النقب" وحده يبلغ 1300 أسير.
وحولت إدارة معتقلات الاحتلال عدد من الأقسام في مختلف المعتقلات إلى أقسام عزل، إذ قطعت الكهرباء عن الأقسام، وسحبت منهم الأجهزة الكهربائية، إضافة إلى منعهم من التنقل داخل القسم.
• حراكٌ مصري وأممي لاحتواء التصعيد في غزة
هذا وتقود مصر، إلى جانب المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، حراكاً مكثفاً لاحتواء الوضع في قطاع غزة، بعد التهديدات الإسرائيلية بـ"ردٍّ قوي" على إطلاق صاروخ قطع مسافة نحو 120 كليومتراً، قبل أن يسقط في بلدة شمال تل أبيب.
وفيما أعلن ميلادينوف أن الأمم المتحدة "تبذل جهوداً مع مصر وجميع الأطراف" لاحتواء الوضع المتوتر، أكدت مصادر مصرية تحدثت لـ"العربي الجديد" وجود تحركات مصرية لتدارك التصعيد في غزة، مشيرة إلى أن "القطاع يعيش على برميل بارود على وشك الانفجار في أي لحظة خلال الساعات القليلة المقبلة، ما لم يتم نزع فتيل الأزمة في أعقاب إطلاق الصاروخ".
وقالت المصادر إن "وفداً مصرياً بقيادة وكيل جهاز الاستخبارات العامة اللواء أيمن بديع، يرافقه مسؤول ملف فلسطين في الجهاز، اللواء أحمد عبد الخالق، سيتوجه للقاء مسؤولين إسرائيليين أمنيين وسياسيين في تل أبيب، خلال الساعات المقبلة، بعد اجتماع مع القيادة المصرية".
في موازاة ذلك، ذكرت المصادر أن مسؤولين في الجهاز "أجروا اتصالات تخللها استخدام لهجةٍ حادة" مع قيادة حركة "حماس" عقب إطلاق الصاروخ، إذ "حمل المسؤولون المصريون حماس المسؤولية كاملة عن أي تدهور قد يحدث".
ووفقاً للمصادر، فإن المسؤولين المصريين دعوا الحركة إلى "تقديم كافة التنازلات خلال الساعات المقبلة، لتدارك تداعيات الموقف، في ظلّ تصاعُد المطالبات داخل الحكومة والجيش الإسرائيلي لشنّ حرب موسعة على القطاع".
وكان مسؤولاً في "حماس" تحدث لوكالة "فرانس برس" وطلب عدم ذكر اسمه، أكد أن "لا أحد من حركات المقاومة، بما في ذلك حماس، مهتم بإطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه العدو". وأضاف أن الرسالة نفسها سلّمت إلى مصر التي تصرفت كوسيط بين إسرائيل والحركة.
وفيما أشارت المصادر التي تحدثت مع "العربي الجديد" إلى أن الوفد الأمني المصري سيحاول إقناع المسؤولين الإسرائيليين بمواصلة التهدئة، والقيام فقط بـ"ضربات انتخابية"، على حد توصيفها، بهدف "تهدئة الجبهة الداخلية في إسرائيل"، مع تعهدات مصرية بفتح تحقيقات يشرف عليها جهاز الاستخبارات العامة" بشأن إطلاق الصاروخ، أوضحت أن إسرائيل أبلغت الجانب المصري، أنها بصدد توجيه ضربة موسعة لغزة، مع تأكيدها أن الضربات ستركز على بنك الأهداف الخاص بمواقع "حماس" العسكرية، والمناطق المتوقع تواجد مصانع صواريخ "القسام" بها.
وبحسب المصادر، فإن الضربات قد تتوقف عند هذا الحد، لكن احتمال توسعها لتشمل حرباً شاملة يبقى قائماً، في حال أقدمت الفصائل على التصعيد.
وبحسب المصادر، يتركز الجهد المصري في الوقت الراهن على إقناع حركة "الجهاد الإسلامي"، بعدم الرد على الضربات التي يرجح أن جيش الاحتلال سيبدأ بتوجيهها للقطاع مساء اليوم الاثنين، كما رجحت المصادر التزام "حماس" بعدم الرد على الضربات الإسرائيلية.
• الشارع الفلسطيني يتجه نحو التصعيد مساندة للأسرى
إلى ذلك شهدت العديد من محافظات الضفة الغربية، مسيرات وتظاهرات مساندة للأسرى الفلسطينين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، الذين يتعرضون لقمع من قبل إدارة مصلحة سجون الاحتلال، وسط دعوات للتصعيد والتوجه نحو نقاط التماس لمساندة الأسرى في ظل ما يتعرضون له.
وخرج المئات من الفلسطينيين، في مسيرة غاضبة بمشاركة قيادات من الفصائل ونشطاء وأهالي الأسرى، جابت شوارع مدينة رام الله انطلاقًا من ميدان المنارة، على وقع الهتافات المنددة بما يتعرض له الأسرى والدعوة لمساندتهم.وهتف المشاركون بهتافات "وحدة وحدة وطنية وع أسس كفاحية"، و"فشرت عينك يا أردان والأسرى هم العنوان"، و"هي يلا هي يلا أسرانا مش حيا الله"، و"يا متسادا ويا يمام جوا النقب عنا زلام"، و"اصرخ اصرخ علي الصوت واللي بيصرخ ما بيموت"، و "بالروح بالدم نفديك يا أسير"، و"يا محلا خطف الجنود ضباط وحرس حدود"، و"يلي بتسألني شو صار سجن النقب ولع نار".
والدة الأسيرين مراد البرغوثي، المحكوم بالسجن المؤبد، وأصيل، الذي يقبع رهن الاعتقال الإداري، قالت لـ"العربي الجديد"، على هامش مسيرة رام الله، "الليلة لم ننم ونحن نتابع الأخبار. أولادنا يموتون وطيلة الليلة ونحن ندعو لهم ونصلي لأجلهم، أولادنا في خطر، وأي شيء قد يحدث ربما نخسرهم بسببه، في ظل تركيب أجهزة التشويش التي تؤثر عليهم، ثم يقوم الاحتلال باقتحام غرفهم بالأسلحة وباستخدام الكلاب البوليسية ويتم قمعهم بالعصي ويرشونهم بالغاز المسيل للدموع، ألا يكفي أنهم مسجونون ثم تأتي هذه العقوبات؟".