دولي
الجيش الإسرائيلي: الأوضاع الأمنية في الضفة مرشحة للانفجار
ما يثير القلق أن منفذي العمليات الفردية باتوا أكثر قدرة على التخطيط لعملياتهم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 24 مارس 2019
• مركز أبحاث صهيوني: استراتيجية الردع مع غزة انهارت
حذرت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من أن الضفة الغربية تعيش على صفيح ساخن، محذرة من أن الأوضاع الأمنية يمكن أن تنفجر في أي وقت، ونقل موقع صحيفة "معاريف" عن مصادر أمنية في تل أبيب قولها إن احتمالات التصعيد في الضفة الغربية تتعاظم على خلفية عمليات المقاومة التي شهدتها المنطقة مؤخرا ومع قرب حلول مناسبات وطنية فلسطينية يتم توظيفها عادة في تبرير التصعيد، مثل: يوم الأرض، وذكرى النكبة، وحلول شهر رمضان.
وأشار معلق الشؤون العسكرية في الصحيفة، طال ليفرام، إلى أنه على الرغم من أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غالبا ما تصدر تقديرات مماثلة في مثل هذا الوقت من السنة وعشية المناسبات الوطنية التي يحييها الفلسطينيون، إلا أنه لفت الأنظار إلى أن هذا العام شهد تحولا إضافيا تمثل في خسارة السلطة الفلسطينية 55% من موازنتها بسبب رفضها تسلم عوائد الضرائب من إسرائيل في أعقاب قرار تل أبيب اقتطاع رواتب الأسرى والشهداء منها.
وحسب لفرام، فإن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن تراجع مداخيل السلطة المالية لم يتأثر فقط بقرارها التوقف عن استلام عوائد الضرائب، بل أيضا نتاج قرار إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقف مساعداتها المالية المباشرة للسلطة والتوقف عن دفع حصتها في موازنة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".وأشار إلى أن قادة الأمن الإسرائيلي يرون أنه سيكون من الصعوبة على السلطة مواصلة العمل في حال لم يتم توفير مصادر مالية لتغطية العجز في الموازنة العامة.
وحسب المعلق الإسرائيلي، فإن تل أبيب ترى أن حصول الموظفين وضمنهم منتسبي الأجهزة الأمنية على 50% من الراتب يمكن في النهاية أن يؤثر سلبا على التعاون الأمني، عبر المس بدافعية عناصر أمن السلطة للانخراط في الأنشطة الهادفة إلى منع تنفيذ عمليات داخل أرجاء الضفة الغربية.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غير معني بإشعال الأوضاع "إلا أنه يكفي أن يقع حدث ما ويشعل المنطقة بشكل درامتيكي، مثل تطور يتعلق بالمسجد الأقصى، أو سلسلة عمليات تفضي إلى إشعال الضفة الغربية".ولفت إلى أن ما يثير قلق الأمن الإسرائيلي أن منفذي العمليات الفردية باتوا أكثر قدرة على التخطيط لعملياتهم إلى جانب أنهم أصبحوا أكثر جرأة، مما يستدعي التحول لمواجهة هذه العمليات واحتواء تأثيراتها.
ولفت إلى أن هناك إجماعا على أن تفجر الأوضاع الأمنية في الضفة ستترتب عليه أضرار استراتيجية هائلة لإسرائيل، معتبراً أن تحقيق هذا السيناريو يعني أن تكون معالجة الأوضاع في الضفة على رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية القادمة.ولفت إلى أن ما يثير القلق في أوساط قيادات الجيش أن تمكن منفذي عمليات المقاومة الفردية من مفاجأة الجنود تقلص من قدرة الجيش على مواجهتها، مشيراً إلى أن منفذ عملية سلفيت، الشهيد عمر أبو ليلي، تمكن من اختراق كل أحزمة الحماية في محيط مستوطنة "إرئيل".
وشدد على أن سلوك الجنود أثناء العملية التي نفذها أبو ليلي كانت إشكالية بشكل خاص، على اعتبار أنهم حرصوا على عدم المواجهة معه مما مكنه من مواصلة إطلاق النار والانسحاب من المكان.لفت إلى أن التحقيقات التي أجريت دللت على أن جنودا أصيبوا بحالة من الفزع عندما تمكن أبو ليلي من مباغتة موقعهم.
وأشار إلى أن قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، نداف فدان، أصبح يعتمد على "وحدة مكافحة الإرهاب" (يمام) في تنفيذ عمليات الاعتقال والاغتيال الهادفة إلى مواجهة عمليات المقاومة الفردية والمنظمة.
• مركز أبحاث صهيوني: استراتيجية الردع مع غزة انهارت
إلى ذلك دعا مركز أبحاث أمني إسرائيلي شهير الحكومة الإسرائيلية إلى انتهاج سياسة جديدة إزاء حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة؛ وذلك بعد تآكل قوة الردع واستنفادها ذاتها وانهيارها.
وجاء في تقرير أمني لمركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي الذي يديره رئيس شعبة الاستخبارات الأسبق في الجيش عاموس يدلين -ترجمته وكالة "صفا"- أن سياسة الردع التي انتهجتها "إسرائيل" إزاء حركة حماس والفصائل قد استنفدت ذاتها، وحان الوقت للبحث عن خيارات أخرى.
وذكر أن "إطلاق حركة حماس للصاروخين قبل أيام باتجاه تل أبيب دليل إضافي على انتهاء قوة الردع، وأن الحركة هي من تحدد مستوى النار واللهب وتوقيتهما"، حسب زعمه.
ولفت إلى أنّ استراتيجية الردع القائمة على الاحتواء وتهدئة الوضع عبر تخفيف الحصار لا تلامس المشاكل الحقيقية للقطاع الذي يعاني من أزمة إنسانية متواصلة.
وحول الحلول المقترحة، رأى المركز أن هنالك خيارين للتعامل مع القطاع بعد انهيار قوة الردع والسياسة الحالية.
الخيار الأول -بحسب المركز الإسرائيلي- يتمثل في الاعتراف الرسمي بحكم حماس في قطاع غزة والانفصال عن الضفة الغربية المحتلة و"إسرائيل" ورفع الحصار البحري المفروض على القطاع وفتحه أمام العالم الخارجي.
كما يوصي المركز بدعم مصر عبر رزمة مشاريع لشمالي سيناء التي سيتم فتحها أمام حركة سكان القطاع، وفي حال رفضت مصر فيجب على "إسرائيل" -وفقاً للتقرير- السماح بإقامة ميناء لغزة يتم تشغيله عبر نظام دولي، ويكون مقره في قبرص أو العريش للتقليل من المخاطر الأمنية المتوقعة والمخاوف من إدخال الوسائل القتالية للقطاع.
وفيما يتعلق بالخيار الثاني فيرى التقرير أنه يتمثل في خوض معركة عسكرية واسعة النطاق في القطاع باشتراك القوات البرية سعيًا لنزع سلاح الجناح العسكري لحركة حماس وباقي الفصائل، وكذلك تدمير البنية التحتية العسكرية للفصائل المسلحة من أنفاق وأسلحة وغيرها وسلب حماس القوة التي تمارس حاليًّا الابتزاز أمام "إسرائيل"، ونزع السلاح وخلق الظروف المناسبة لعودة السلطة الفلسطينية للقطاع.
وذكر أنه في حال ترددت السلطة في المرحلة الأولى بالعودة للقطاع فيجب بلورة نظام دولي أو عربي لإدارة القطاع لتهيئة الظروف لعودة السلطة لحكم القطاع أو إقامة نظام حكم ذاتي خاص للسكان.
واختتم التقرير بالقول: إن خيارًا كهذا سيكون معبداً بدماء الكثير من الفلسطينيين والإسرائيليين، وأنه يجب الحصول على إجماع جماهيري إسرائيلي واسع لخطوة كهذه.
ونبه إلى أنه في أي سيناريو لا يجب على الجيش البقاء في القطاع حتى لو لم تتوفر جهة تتسلم أمور القطاع، وأن هكذا معركة ستتبعها معارك صغيرة، ويجب على الجيش حينها الاستعداد لهجمات في عمق القطاع وفقاً للحاجة كما يحصل في الضفة الغربية المحتلة.
• حصاد الأسبوع.. 6 شهداء و123 جريحًا في 109 نقاط تماس مع الاحتلال
هذا وأفادت معطيات نشرتها الدائرة الإعلامية لحركة "حماس" بالضفة الغربية، أن الأسبوع الماضي شهد 109 نقاط تماس مع قوات الاحتلال، أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة 123 آخرين، وأشارت في تقرير لها إلى مقتل إسرائيلييْن وجرح 11 آخرين، خلال ثلاث عمليات إطلاق نار ومحاولة طعن، إضافة لتفجير عبوات ناسفة محلية الصنع في مناطق مختلفة من الضفة والداخل المحتل.
وأوضح التقرير استشهد فلسطينيان في قطاع غزة خلال مشاركتهم في فعاليات مسيرات العودة السلمية، والأربعاء أعدمت قوات الاحتلال شابًّا جنوبي بيت لحم.وأعلنت قوات الاحتلال عن اغتيال المُطارد عمر أمين أبو ليلى؛ الثلاثاء الماضي، باشتباك مسلح في قرية عبوين شمالي رام الله، بالإضافة لإعدام شابيْن قرب مخيم بلاطة للاجئين شرقي نابلس.
ووثقت حماس، إصابة 123 فلسطينيًّا برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية وقطاع غزة؛ 62 منهم أمس الجمعة، 9 الخميس، 6 الأربعاء، و32 بمنتصف الأسبوع (الثلاثاء)، بالإضافة لأربعة -الاثنين-، وثمانية الأحد، وفلسطينيين السبت.
وألقى الشبان الفلسطينيون زجاجات حارقة تجاه 14 هدفًا للاحتلال في الضفة وغزة والداخل المحتل، إلى جانب تفجير عبوات ناسفة في سبع نقاط مواجهة مع الاحتلال.
واعتقلت قوات الاحتلال، خلال الأسبوع الماضي، الفتاة ولاء أكرم طلب غيث (16 عامًا) قرب المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل (جنوب القدس المحتلة)، بتهمة حيازة سكين.
ورصد تقرير "حماس" اندلاع المواجهات في 25 نقطة تماس الجمعة، 9 الخميس، 12 الأربعاء، ومثلها الثلاثاء، و14 الاثنين، و20 الأحد، إلى جانب 6 نقاط تماس -السبت-.