محلي

بعد القضاء على وباء الكوليرا بالبليدة: رهان على كسب معركة تنظيف المحيط

الولاية شهدت مشاركة 17 ولاية في تطهير وادي بني عزة

 تراهن السلطات المحلية بالبليدة في الآونة  الأخيرة على كسب معركة تنظيف المحيط التي شنتها في أعقاب ظهور وباء الكوليرا  الذي له علاقة مباشرة بغياب النظافة سيما بعد اتضاح أن تلوث مياه الوادي بني  عزة المتواجد بإقليمها وراء انتشار هذا الداء الذي تسبب في حالة ذعر و هلع  للمواطنين. 

و دخلت منذ ذلك الوقت السلطات المحلية و المديريات التنفيذية و المؤسسات التي  لها صلة مباشرة بتنظيف المحيط و كذا الجمعيات البيئية و حتى المجتمع المدني في  صراع مع الزمن لكسب رهان تنظيف المحيط من خلال عقدها لسلسلة اجتماعات دورية مع  المسؤولين المباشرين و رصدها لمبالغ مالية معتبرة و برمجتها لعمليات تنظيف  استدراكية لرفع "أطنان" النفايات المتراكمة بالأسواق و الأحياء السكنية و  الشوارع الكبرى لا تزال متواصلة إلى غاية اليوم . 

و تناقلت العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المهتمة بالشأن المحلي هذا  الوضع "المتعفن" بالولاية كما التقطت عدسات القنوات التلفزيونية تلك الصور  "الصادمة" للقاطنين بمحاذاة الوادي حيث تنعدم أدنى شروط النظافة و العيش  الكريم في خطوة لحمل السلطات المحلية على التدخل العاجل. 

و تعالت أصوات هؤلاء السكان الذين شيدوا منذ ثمانينات القرن الماضي و بداية  التسعينات بيوت هشة على ضفاف الوادي سيما بمنطقتي بن عاشور و خزرونة من أجل  ترحيلهم و انقاذ فلذات اكبادهم من خطر وباء الكوليرا الذي يهدد حياتهم و هو  الامر الذي دفع بالسلطات المحلية الى تقديم طلب للسلطات العليا يقضي بتخصيصها  لبرامج سكنية لفائدة هذه الفئة باعتبار أن البرامج السكنية الحالية التي تحوز  عليها الولاية غير قادرة على تلبية هذه الطلبات خاصة عند العلم أن عددها يقارب  ال14 ألف بيت هش حسب مصادر ولائية. 

 

في سابقة ... الولاية تشهد مشاركة 17 ولاية في تطهير وادي بني عزة   

 

و دفعت هذه الوضعية السلطات المحلية إلى الاستنجاد و لأول مرة في عملية "استعجالية" تشهدها الولاية بدواوين التطهير ل17 ولاية من الوطن على غرار  قسنطينة و بسكرة و الجزائر العاصمة و المدية و الشلف في عملية تطهير وادي بني  عزة الذي أضحى خطرا على الصحة العمومية, حسبما أعلنته وزارة الصحة و السكان و  إصلاح المستشفيات. 

و كانت السلطات المحلية قد رصدت لا نجاح هذه العملية التي لا تزال متواصلة  أكثر من 300 عامل و 29 شاحنة هيدروميكانيكية و عشر شاحنات أخرى تتوفر على فرق  ميكانيكية, حسبما أوضحه أنذاك مدير ديوان التطهير بالبليدة, حسين بن معطار. 

و بالموازاة مع هذه الحملة التي تشمل كذلك تغطية أجزاء من وادي بني عزة خاصة  تلك المحاذية للتجمعات السكنية فقد رصدت السلطات المحلية مبالغ مالية معتبرة  لا نجاح هذه العملية على غرار مبلغ 60 مليون دج لحماية هذا الوادي من شتى  الانتهاكات المرتكبة في حقه بعدما أضحى في الآونة الأخيرة مكانا للتخلص من شتى  النفايات المنزلية و الصناعية و الهامدة منها. 

كما رصدت ذات المصالح أغلفة مالية أخرى وجهت لتسوية الوضعية المالية لمؤسسة  "متيجة نظافة" التي تعرف حسب مسؤوليها "ضائقة مالية" قدرت بعشرة مليون دج لاقتناء وسائل العمل التي يحتاجها عمال النظافة و خاصة تلك التي تضمن لهم  الحماية على غرار القفازات التي شكل نقصها سببا في إلحاق العديد منهم بإصابات  و جروح خلال أدائهم لعملهم. 

و بغية منها سد العجز المسجل الذي تعانيه هذه المؤسسة في مجال رفع النفايات  طالبت السلطات المحلية في سلسلة الاجتماعات التي عقدتها مع المسؤولين المحليين  رؤساء البلديات ال25 بعقد صفقات مع الخواص للتكفل بهذه العملية التي تتأزم  بالخصوص على مستوى بلديتي البليدة و اولاد يعيش. 

كما تقرر في اعقاب القضاء على عدد من النقاط السوداء التي لا طالما شوهت  المنظر العام للولاية تحويل هذه الأخيرة إلى فضاءات للراحة و مساحات خضراء يجد  من خلالها المواطن متنفسا له. 

و تواصل السلطات المحلية عقدها للقاءات ماراطونية و برمجتها لعمليات تنظيف  واسعة للمحيط على غرار تلك المقررة اطلاقها اليوم الاثنين من طرف وزيرة القطاع  في مسعى ارجاع لمدينة البليدة لقبها المفقود "مدينة الورود" الذي اكتسبته منذ  مجيئ الولي الصالح سيد احمد الكبير و استقراره بها منذ القرن السادس عشر.

القسم المحلي

 

من نفس القسم محلي