محلي
أودية التاسيلي أزجر ...وجهة مفضلة للعائلات للاستمتاع بسحر الطبيعة
فضاءات طبيعية للراحة والترويح عن النفس
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 أوت 2018
تستقطب أودية منطقة التاسيلي أزجر (ولاية إيليزي) هذه الأيام موجات من العائلات التي تفضل الاستمتاع بمناظر سيلان تلك المجاري المائية التي تشكل لوحة فسيفسائية طبيعية خلابة تشتهر بها هذه المنطقة التي تعد أكبر متحف مفتوح على الهواء الطلق.
وتقصد عديد العائلات مختلف المواقع الطبيعية سيما التي تكثر فيها الأودية (ويسمى الوادي بأنجي بالتمهاق وهي اللغة المحلية لتوارق الطاسيلي)، حيث تشهد المنطقة في هذه الفترة من فصل الصيف تساقط كميات معتبرة من الأمطار سيما بالجهة الجنوبية لولاية إيليزي وخصوصا بأقاليم برج الحواس وجانت، فضلا عن الطريق الرابط بين عاصمة الولاية والولاية المنتدبة جانت مما تسبب في سيلان عديد الأودية على غرار أودية تاست (إيليزي) و إهرير (برج الحواس) وأفرا و إفديل، وغيرها من المواقع التي تتجمع فيها مياه الأمطار بجبال التاسيلي.
• فضاءات طبيعية للراحة والترويح عن النفس
يعتبر الشاب (ع-ف) من منطقة إهرير أن كميات الأمطار التي تتساقط بشكل مستمر على منطقة التاسيلي أزجر أصبحت متنفسا "حقيقيا" لسكان المنطقة، سيما الشباب منهم حيث يستغلون سيلان الأودية التي تحولت فيما بعد إلى برك مائية فضاءات لممارسة السباحة خاصة في ظل الإرتفاع المحسوس لدرجات الحرارة التي تشهدها الولايات الجنوبية بصفة عامة.
وأشار إلى أن هناك عديد الأودية المعروفة بمنطقة إهرير المصنفة من المناطق ذات الأهمية العالمية ضمن قائمة الاتفاقية العالمية الخاصة بالمناطق الرطبة "رامسار" سنة 2001 أصبحت ملاذا "خاصا" لهواة الطبيعة والسباحة على غرار أودية "إضران" و "أغرم" و "أجه" التي يقصدها السياح من مختلف بلديات الولاية ومناطق الوطن أيضا.
ومن جهته أوضح الشاب (س-ج) أنه تنقل رفقة أصدقائه على مسافة تزيد عن 120 كلم انطلاقا من مدينة إيليزي إلى إحدى البرك المائية المعروفة بالمنطقة، للاستمتاع بالسباحة فيها خاصة وأنه لم يتنقل هذه الصائفة إلى مدن الشمال للإصطياف.
واعتبر هذه الأمطار التي أدت إلى سيلان تلك الأودية "هبة ربانية للمنطقة والتي ساهمت في اعتدال المناخ ولطافته ي وتوفير فضاءات طبيعية للراحة والترفيه للعائلات" .
كما يفضل البعض الآخر من الشباب المكوث لأيام عديدة بالمناطق التي تكثر فيها الأودية بغرض الاستمتاع ليلا ونهارا بروعة مناظر منطقة التاسيلي أزجر الذي يمتزج فيها جمال جبالها الشامخة بسيلان الأدوية التي تشكل لوحة فنية تعكس سحر طبيعة الصحراء، سيما منها تلك الشلالات التي يتجمع بمحاذاتها عشاق الطبيعية لالتقاط صور فوتوغرافية.
وعادة ما تمزج تلك الصور التذكارية بين غروب الشمس والبرك المائية مشكلة بذلك منظرا طبيعيا في غاية الروعة، وهي الصور الفوتوغرافية التي قد ترقى لأن تنافس كبريات صور الطبيعة في العالم وأشهرها، فضلا على أنها تساهم في التعريف والترويج لسحر الطبيعة بهذه المنطقة من أقصى الجنوب الشرقي للبلاد، سيما عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
ويجمع سكان المنطقة، خاصة القاطنين بالمناطق النائية من البدو الرحل الذين يمارسون نشاط الرعي، أن الأمطار التي تهاطلت مؤخرا على المنطقة تبشر بموسم رعوي وفلاحي "متميز"، خصوصا ما تعلق منه بتوفر الكلأ لمواشيهم و أيضا زيادة في خصوبة التربة ووفرة مياه السقي.
هناك علاقة حميمية تربط بين سكان التاسيلي أزجر بالأودية، حيث أنها تحظى بمكانة خاصة لديهم لما توفره من كلأ للمواشي، علما أن نشاط الرعي يعد مصدر رزق لعديد عائلات البدو الرحل.
وتظل منطقة التاسيلي أزجر واحدة من أجمل مناطق العالم ومصدر إلهام لعديد السياح القادمين من شتى القارات، وأيضا من مختلف مناطق الوطن لما تزخر به من مناظر طبيعية ومواقع سياحية خلابة و التي تشهد على مدار أيام السنة إقبالا واسعا من قبل عشاق الطبيعية الصحراوية وعادات وتقاليد سكانها.
محمد الأمين. ب/ وأج