محلي

الشاطئ الصخري سيدي مروان بالشلف ... ملتقى لعشاق المجازفة

رغم حملات التحسيس بخطورة السباحة في الأماكن غير المسموحة

يعد الشاطئ الصخري سيدي مروان بتنس (55 كم شمال  الشلف) من المناطق الطبيعية الخلاّبة التي تلتقي فيها زرقة البحر باخضرار  الغطاء النباتي ونقوش صخرية شامخة مشكلة لوحة طبيعية عذراء تحاكي عظمة الخالق  وتدعوك لزيارتها واكتشافها رغم صعوبة المسالك المؤدية لها.

أضحى شاطئ سيدي مروان قبلة ووجهة سياحية لكثير من عشاق المخاطرة والمجازفة  وكذا الفضوليين لاكتشاف جمالية الموقع خاصة في ظل الفيديوهات المروّجة له عبر  مواقع التواصل الاجتماعي والتي ساهمت في إماطة اللثام عن جنّة طبيعية بحاجة  للاهتمام والتثمين مستقبلا.

و يبقى الولوج للشاطئ صعبا في ظل الطبيعة الصخرية التي تميز المكان فضلا عن  انعدام مراكز مراقبة الحماية المدنية كونه شاطئا غير مسموح للسباحة وكذا  انعدام تغطيات شبكات الاتصال به وهو ما يرفع درجات الخطر بالنسبة للسباحة في  هكذا مناطق يقول المكلف بالإعلام على مستوى جهاز الحماية المدنية, الملازم أول  محمد مساعدية, الذي أكّد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر وتفادي السباحة في  الشواطئ الصخرية الممنوعة.

وبعين المكان حاولت وأج استقاء وجهات نظر المصطافين القادمين بقوة من ولايات  الوسط (العاصمة, البليدة وبومرداس) حول وعيهم بالمخاطر التي تهدد سلامتهم  وصعوبة التدخل لإنقاذهم في حالات الغرق خاصة أن منطقة سيدي مروان معروفة  -استنادا للحماية المدنية- بتياراتها البحرية القوية فكانت الردود بأن جمالية  المكان وفضول اكتشاف المنطقة التي تحتوي على مغارات ولوحات طبيعية نادرة تدفعك  للمغامرة وزيارتها.

و بنبرة تمزج بين الفضول والمجازفة يعترف حمزة (مصطاف من العاصمة) بخطورة  السباحة بمنطقة سيدي مروان التي اكتشفها عن طريق الفايسبووك فأبى إلا أن  يزورها بمعية أصدقائه محذرا في ذات الوقت من لا يجيد السباحة بعدم المغامرة  نظرا لعمق المنطقة البحرية.

ويعتبر إبراهيم (البليدة) المرفوق بعائلته أن تخييمه بشاطئ سيدي مروان رغم  نقص الخدمات واجراءات الحماية مردّه إلى عذرية الطبيعة وجمالها بالإضافة إلى  نقص المصطافين مما يوفر جوا من الهدوء والسكينة بما يساهم في ارتياح النفس  والتأمل في عظمة الخالق داعيا بالمناسبة السلطات المحلية إلى تثمين هذا الموقع  والاستثمار به ليكون وجهة سياحية بامتياز.

وعبر أفواج ومجموعات من مختلف الولايات يرتاد هواة المغامرة والمجازفة على  شاطئ سيدي مروان الذي انتصبت صخوره في أشكال هندسية تجذب نظرك ولا تزال  مغاراته تروي أساطير القراصنة الذين مروا من هنا فيما يبقى مشهد صفاء مياهه و  مختلف أنواع السمك التي تسبح بالقرب منك محطة للتأمل في عظمة الخالق.

وبين خطورة السباحة في الشواطئ الصخرية الممنوعة وجمالية موقع سيدي مروان  يبقى على المصطاف التحلي بالوعي وعدم المجازفة بحياته حيث سجّلت مصالح الحماية  المدنية الموسم الفارط خمس حالات غرق منها اثنين بالشواطئ غير المسموحة  للسباحة.

و تقوم مصالح الحماية المدنية بالشلف منذ انطلاق موسم الاصطياف الجاري بحملة  تحسيسية واسعة النطاق عبر مختلف سواحل الولاية وهذا لتوعية المصطافين بضرورة  تفادي السباحة والتخييم بالشواطئ الصخرية والبرك المائية وخاصة بالمواقع التي  تنعدم بها مراكز المراقبة.

وعن شاطئ سيدي مروان الذي يستهوي عديد المصطافين أبرز الملازم أول, محمد  مساعدية, أن مصالحه تقوم بجولات دورية إلى هكذا أماكن لتحسيس المصطافين بخطر  الغرق الذي يهدد حياتهم وكذا صعوبة تدخل وحدات الانقاذ أو تأخر وصول النجدة  إلى عين المكان.

و أردف ذات المتحدّث بأن القفز من أعالي الصخور وعدم القدرة على مجابهة  التيارات البحرية القوية تعد من أهم الأسباب المؤدية للغرق والموت كما أن  صعوبة الوصول إلى الشاطئ تعرقل وصول المساعدة وتدخل أعوان الحماية المدنية في  الوقت المطلوب.

وكشف مساعدية عن احصاء منذ بداية موسم الاصطياف زهاء 156 تدخل عبر  مختلف الشواطئ من ضمنها بعض الشواطئ الصخرية غير المحروسة والممنوعة من  السباحة, فيما لم تسجل أي حالة غرق منذ بداية الموسم كما لفت المتحدث.

و يبقى على المصطاف مراعاة شروط الأمان والسلامة والالتزام بتوجيهات الحماية  المدنية ضمانا لحياته وعائلته فيما لابد أن يحظى شاطئ سيدي مروان بالاهتمام  والاستغلال الأمثل أملا في تحويله مستقبلا لمنطقة و وجهة سياحية بمقاييس  عالمية خاصة في ظل المشاهد الخلاّبة التي يضمنها الموقع لمرتاديه.

محمد الأمين. ب/وأج

 

من نفس القسم محلي