الوطن

سونلغاز تقطع الكهرباء لنصف ساعة يوميا عبر كل البلديات

بعد فشل سياستها في إقناع الجزائريين في ترشيد الطاقة

 

لجأت سونلغاز منذ أيام إلى تطبيق مخطط جديد لاستهلاك الطاقة الكهربائية، من خلال برمجة انقطاع آلي للكهرباء نصف ساعة يوميا عبر كامل بلديات الوطن، واتجهت الشركة إلى هذه الطريقة بهدف ترشيد الاستهلاك عقب فشل دعاواها في إقناع الجزائريين في التقليل من الإفراط في استعمال الكهرباء، وهو ما خلق موجة من الغضب وسط المواطنين جراء الانقطاع المبرمج يوميا.

شرعت سونلغاز بداية شهر رمضان في تطبيق مخططها الجديد في توزيع الكهرباء وترشيد استهلاكها، والمخطط يتضمن قطع التزويد بالطاقة الكهربائية لمدة تقارب نصف ساعة وتزيد في أحيان أخرى حسب أهمية البلديات عبر التراب الوطني، وحسب مصادر مقربة من الشركة الوطنية للكهرباء والغاز، فإن برنامج ترشيد الاستهلاك تم اعتماده بشكل استثنائي خلال فصل الصيف فقط، حيث يرتفع حجم استعمال الآلات التي تشتغل بالكهرباء على غرار المكيفات وآلات الغسيل، وأضافت المصادر بأن المجمع لجأ إلى هذه الطريقة بعد فشل السياسة التي اعتمدها منذ بداية الصيف، حيث كان قد وجه دعوات للمواطنين من خلال رسائل نصية عبر مختلف شبكات الهاتف النقال، مفادها مساهمة المواطنين في تأمين الشبكة الكهربائية من منتصف النهار إلى الرابعة مساء، ومن الثامنة مساء إلى الحادية عشرة ليلا، كما دعتهم إلى استخدام مكيف هوائي واحد بالنسبة للعائلات التي تملك أكثر من مكيف في البيت، واقترحت برمجة المكيفات في حدود الدرجة (23°) مع تجنب استعمال الغسالات الكهربائية والمكواة الكهربائية، وكانت الدعوة تهدف إلى ترشيد استهلاك الكهرباء، خاصة في الأيام التي تشهد ارتفاعا كبيرا للحرارة، حيث يكثر خلالها استعمال المكيفات، وتهدف الشركة الوطنية للكهرباء والغاز من خلال قطعها الكهرباء عبر بلديات الوطن لنصف ساعة يوميا، إلى الحد من الاستهلاك المفرط للطاقة، خاصة في ساعات الذروة قبل مواعيد الإفطار في بعض البلديات، وفي بلديات أخرى بعد الإفطار بساعة أو ساعتين، كما يسبب عدم التحكم ومراقبة البلديات للمصابيح العمومية في المدن وبقائها مشتغلة لساعات في الصباح دون إطفائها، وكذا المكيفات الهوائية في المديريات التي تشغل في المديريات والوزارات الحساسة، استهلاكا مفرطا للطاقة.

لكن بالمقابل، تسبب هذا الانقطاع المتكرر للكهرباء المبرمج من طرف سونلغاز في اندلاع موجة من الغضب وسط المواطنين في عدة بلديات عبر الوطن، حيث لجأ المتضررون إلى غلق الطرقات والتظاهر احتجاجا على القطع المبرمج للتيار الكهربائي، خاصة في القرى والمداشر والبلديات النائية، وامتد ذلك إلى المدن الكبرى وحتى بعض بلديات العاصمة، وهي احتجاجات شهدتها عدة مناطق عبر الوطن في صيف عام 2011، كما تسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء في تذبذب توزيع مادتي الخبز والحليب، خاصة خلال الأيام الأولى من بداية شهر رمضان، ونفس الشيء عرفه تجار اللحوم الذين رفضوا تبريرات سونلغاز في الحفاظ على التوازن في توزيع وإنتاج الطاقة الكهربائية، وكذا ترشيد الاستهلاك.

ويرجح أن تكون الشركة قد لجأت إلى برمجة هذا الانقطاع لمدة نصف ساعة بهدف التغطية على العجز الذي تشهده في الإنتاج، مع العلم أن خبراء في الطاقة قد فضحوا المجمع وطريقة تسييره للملف، حيث نشرت مؤخرا تقارير تحدث فيها خبراء في مجال الطاقة عن ما أسموه تناقضات في منظومة تسيير طاقة الكهرباء في الجزائر، خاصة وأن معدل قطع الكهرباء ارتفع على ما كان عليه في السنوات الأخيرة، ومن بين ما قاله الخبراء هو أن الإنتاج الوطني من الكهرباء متوفر بشكل يكفي لتغطية الطلب الوطني بشكل إجمالي، ويسجل فائضا في الطاقة بألفي ميغاواط، بينما تقدر طاقة العرض بـ 11 ألف ميغاواط، في وقت تقدر حاجة الجزائر من الكهرباء بـ 9 آلاف ميغاواط، ولم تكن تبريرات الشركة لتقنع الخبراء ولا حتى المواطنين، حيث أرجعت الانقطاع المتكرر للكهرباء إلى بعض المشاكل التقنية وكثرة استعمال المكيفات.

مصطفى. ح

 

من نفس القسم الوطن