الوطن

تقرير أمريكي يشيد بجهود الجزائر في مكافحة الإرهاب

دعاها لسن تشريع خاص لتجميد أموال الإرهابيين

 

قال تقرير جديد لكتابة الدولة الأمريكية حول الإرهاب أن الجزائر عززت جهودها من أجل مكافحة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي يبقى تواجده في منطقة الساحل مبعثا للانشغال، وأشار التقرير إلى ضرورة ذهاب الجزائر نحو سن تشريع خاص لتجميد أموال الإرهاب باعتبار أنها صادقت على الاتفاقيات الدولية حول تمويل الإرهاب. 

وأشادت كاتبة الدولة الأمريكية في تقريرها العالمي لـ 2011 حول الإرهاب بجهود قوات الأمن الجزائرية التي عزلت تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في شمال البلاد وقلصت من عدد الاعتداءات الإرهابية التي كان ينفذها هذا التنظيم، وقالت إن هذا التنظيم يشكل تهديدا للأمن ويستهدف أساسا قوات الأمن والمدنيين الجزائريين الذين جرحوا أيضا أو قتلوا بصفة غير مباشرة، ويشكل خطرا خاصة في المناطق الجبلية شرق الجزائر وفي المناطق الشاسعة الصحراوية للجنوب القريبة من البلدان الحدودية من الجنوب الجزائري، وأضاف التقرير أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يبقى تهديدا هاما على الأمن، خاصة وأنه قد واصل عملياته في تنفيذ الاعتداءات الانتحارية بمناطق الجنوب القريبة من البلدان الحدودية، وذلك باستعمال العبوات الناسفة عن بعد والكمائن في المناطق الريفية خارج العاصمة الجزائر، كما أشار التقرير إلى أن قوات الأمن الجزائرية سيما الدرك الوطني قد قامت بعمليات تمشيط دورية في منطقة القبائل قصد توقيف أعضاء تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

وأشارت كتابة الدولة من جهة أخرى إلى أن المحاولات المتكررة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بنقل الأسلحة من ليبيا نحو شمال مالي وجنوب الجزائر قد أفشلت جزئيا من طرف عمليات تأمين الحدود بين الجزائر والنيجر، وحول هذه النقطة، أكد التقرير أن الجزائر أغلقت حدودها مع ليبيا في شهر سبتمبر الماضي وأرسلت الآلاف من عناصر قوات الأمن من أجل تأمين هذه الحدود ومنع تهريب الأسلحة.

وجاء في التقرير أن المصالح الجزائرية المكلفة بمكافحة الإرهاب تعاونت مع الولايات المتحدة وحكومات أجنبية أخرى بغرض الوقاية من الاعتداءات الإرهابية ضد الأجانب، فيما استمرت الجزائر في المشاركة في برامج المساعدة في مكافحة الإرهاب التي أعدتها كتابة الدولة في وضع خطط لتوسيع التعاون القائم في تعزيز القدرات في مجال البحث القضائي وأمن الحدود.

وفي مجال تمويل الإرهاب، ذكرت كتابة الدولة الأمريكية بأن الجزائر بلد عضو في مجموعة العمل المكلفة بالمالية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ومجموعة العمل المالية التي احتضنت أحد دوراتها العلنية في 2011، وفي هذا الإطار أشار التقرير إلى أن الحكومة الجزائرية قامت بمراجعة قانونها الخاص بمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب لـ2005 لإدراج التعديلات الضرورية والتكيف مع توصيات دورة مجموعة العمل المكلفة بالمالية، كما أوضح أن الجزائر درست النقائص المسجلة في خلية الاستخبارات المالية وتعمل على تحسين القدرات التحليلية والموارد الخاصة بهذه الهيئة، داعيا الجزائر إلى سن تشريع خاص لتجميد أموال الإرهابيين.

وذكر التقرير بأن الجزائر أجرت مشاورات دورية حول محاربة الإرهاب مع الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وإيطاليا وألمانيا وهولندا من خلال مجموعات الاتصال الثنائية، مختلف الاجتماعات لدول الميدان والزيارات التي أجراها مسؤولو المنطقة للجزائر لدراسة المسائل الأمنية والاقتصادية، وجاء في التقرير حول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث أوضحت كتابة الدولة أن هذه المنطقة تبقى الأكثر نشاطا في مجال الأعمال الإرهابية سنة 2011، وأضاف أن العديد من الدول شهدت انعدام الاستقرار عقب الأحداث السياسية لـ 2011 وبعض الإرهابيين حاولوا استغلال هذا الوضع.

أما بخصوص الجهود المبذولة من طرف دول المنطقة لتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب، ذكرت كتابة الدولة الأمريكية بحالة الجزائر التي ضاعفت جهودها المعتبرة لاستهداف تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي أضحى معزولا في الجزائر، غير أن تواجده في الساحل يبقى مقلقا.

نسيمة. و

 

من نفس القسم الوطن