دولي
الاستيطان يتغول في مدن الضفة في 2016
في ظل صمت عربي ودولي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 ديسمبر 2016
"سرطان الاستيطان يستعر في القدس، فهنا مخطط لبناء 770 وحدة، وهناك مخطط لإقامة 30 ألف وحدة، والكنيست تصادق بالقراءة الأولى على شرعنة المستوطنات"، هي عملية بحث بسيطة على محركات البحث، (يكفيك أن تكتب استيطان أو مخطط استيطاني)، عندها ستحتاج وقتا لاستيعاب الأمر من هول الصدمة وحجم السرقة، ولكنها عشرات العناوين تلخص واقع الأرض التي ابتلعها الاستيطان خلال العام 2016.
قد تتفاوت الإحصاءات في رصد "الغول" الاستيطاني، الذي يلتهم الأراضي الفلسطينية، لكنها تجمع على ارتفاع وتيرته وقضمه للأرض بلا هوادة، في ظل صمت عربي ودولي. وبحسب أحدث الإحصائيات الصادرة عن المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، فقد شهد النصف الأول من العام 2016 زيادة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات وشرعنة بؤر استيطانية جديدة، فقد صادقت سلطات الاحتلال، ومن خلال أذرعها المختلفة، على نحو (8849) وحدة استيطانية بعضها نفذ والآخر قيد التنفيذ.
وبلغت عدد البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية خلال النصف الأول من 2016 ما يقارب (200) بؤرة استيطانية، نالت مدينة الخليل النسبة الأكبر منها، بما نسبته 45 بؤرة، تلتها محافظة نابلس 40 بؤرة استيطانية، ثم بيت لحم 34 بؤرة، والباقي يتوزع على المحافظات الأخرى (سلفيت، وطوباس، وقلقيلية، والأغوار). وبحسب المعطيات فإن عطاءات الاستيطان في النصف الأول من 2016، سجلت ارتفاعاً بنسبة 40% مقارنة بالنصف الثاني من العام 2015.
وحول أعمال البناء في المستوطنات، أظهر المعطيات الإحصائية أن النصف الأول من 2016، شهد بدء العمل ببناء (1195) وحدة استيطانية في عدد من المستوطنات في الضفة الغربية، بما فيها القدس، مقارنة بـ(850) وحدة استيطانية في النصف الثاني من العام الماضي. وعلى صعيد مصادرة الأراضي، أقدمت سلطات الاحتلال خلال النصف الأول من العام الجاري على مصادرة أكثر من (10315) دونماً من أراضي المواطنين في كل من الضفة الغربية والقدس ومنطقة البحر الميت، فيما رسمت ومسحت أكثر من (62000) دونم من أراضي الضفة الغربية، لضمها لاحقاً لصالح المستوطنات. إلى جانب ذلك، قررت الحكومة "الإسرائيلية" مصادرة مئات الدونمات على الطريق الواقع بين مفرق (حوارة وجيت) على طريق يتسهار-نابلس، لإقامة ستة أبراج عسكرية لحماية طريق المستوطنين.
• اعتداءات المستوطنين تتزايد في 2016
ولا تقتصر جرائم الاستيطان على الأرض فحسب، بل تمتد إلى الاعتداء على المواطنين بالضفة الغربية من خلال أشكال مختلفة (حرق، وقتل، ومهاجمة، وقطع الأشجار)، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع وتيرتها بشكل لافت، ففي النصف الأول من 2016، سجل ما مجموعه 500 اعتداء، كان النصيب الأكبر لمحافظة نابلس، فالخليل، وبيت لحم، وسلفيت. أما فيما يتعلق بتعداد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، والذي تزامن مع إصدار العضو السابق في "الكنيست" (يعكوف كتسالاه) لواحدة من أكثر الحقائق المخفية للاحتلال، بلغ تعداد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ما يزيد عن (766) ألف مستوطن، بواقع (406302) في الضفة الغربية، و(360000) في القدس المحتلة. ويشير خبير الاستيطان ومدير مركز أبحاث الأراضي بنابلس محمود الصيفي، إلى التزايد الملحوظ في أعداد المستوطنين، تزامناً مع زيادة البناء الاستيطاني في 2016م، مؤكداً أن عدد المستوطنين زاد حتى النصف الأول من العام ما بين (15- 20) ألف مستوطن. وأوضح أن العام 2016، من أشد السنوات قسوة على الأراضي الفلسطينية، مؤكداً أن نسبة الزيادة في الاستيطان عن الأعوام السابقة، وصلت إلى15%، وبحسب الصيفي، فقد شهد العام 2016 مزيداً من قضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، وقد تركز في منطقة الأغوار، مقارنة مع عموم مناطق الضفة.
ويبدي الصيفي تشاؤما من الوضع الاستيطاني في الضفة، نظراً لتزايده بشكل ملحوظ، مؤكداً أن الخطورة تكمن بإصدار الاحتلال قرارات بمنع دخول المواطنين لأراضيهم، كما حدث في خربتي طانا والطويل شرق عقربا. بدوره، يرى مسؤول ملف الاستيطان في الضفة الغربية غسان دغلس، أن الاستيطان تضاعف بنسبة 600% منذ توقيع اتفاق أوسلو في 1993م، بين السلطة الفلسطينية والاحتلال "الإسرائيلي".
ونوه، إلى تضاعف عمليات الهدم والمصادرة في الضفة والقدس بنسبة 450% العام الجاري مقارنة بالعام 2015، وإلى تضاعف عدد المستوطنين والمستوطنات بنحو 600% منذ توقيع اتفاق أوسلو، وإلى تضاعف بيع وتسويق الوحدات الاستيطانية بنسبة 850% العام الجاري مقارنة بالعام 2015، مشيرا إلى أن "إسرائيل" تستغل بالكامل 63% من الضفة وهي المناطق (ج) للاستيطان ومعسكرات الجيش والمحميات.
أمال. ص/ الوكالات