الوطن
حمس بين استنزاف قياداتها وتحديات ترميم البيت قبل المؤتمر
الاستقالات تنخر هياكل الحركة وبوادر انشقاقات أخرى في الأفق
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 30 جولية 2012
تقف حركة حمس في مفترق الطرق بعد الأزمة التي شهدتها بعد التشريعيات الأخيرة، التي لا تزال تلقي بظلالها حتى الساعة، حيث اضطرت لإحداث تغييرات في مكتبها الوطني على خلفية استقالة قياديين من قدماء الحركة، عقب إعلان الوزير الأسبق عمار غول عن مشروعه السياسي الجديد، وهي كلها مؤشرات تؤكد أن الأمور في بيت حمس تسير نحو استنزاف حقيقي لها، وتؤكد من جهة أخرى ضعف القيادة الحالية عن إدارة الأزمة، بدليل تأجيلها لمؤتمرها الخامس إلى السداسي الأول من 2013 المقبلة.
جاءت التغييرات التي أحدثتها قيادة حمس في ختام دورة مجلس الشورى أول أمس، والتي تضمنت تعيين قياديين جدد في المكتب الوطني للحركة، عقب الاستقالات التي قدمها بشكل رسمي قياديون مهمون، على رأسهم الوزير الأسبق للأشغال العمومية عمار غول الذي انشق ليؤسس مشروعه السياسي بعيدا عن الحركة الأم، ويوجد ضمن هؤلاء أيضا، الحاج حمو مغارية، وهو من قدماء الحركة، حيث قدم استقالته نهائيا من الحزب، وفيما يبدو بحسب مصادر مقربة من حمس، فإن هذا الأخير يكون قد استجاب لدعوة غول بعد إصرار من هذا الأخير، لكن تشير المصادر من زاوية أخرى، أن مغارية لم يتمكن من إقناع أبناء منطقته بالانضمام إلى الحزب الجديد لغول، خاصة من إطارات الحركة من ولايات الشلف، عين الدفلى، وتيسمسيلت، حيث خرج من الحركة خاوي الوفاض، كما أن أعضاء مجلس الشورى من ولايته، لم يستجيبوا إلى دعواته، أما وجوده مع غول فسوف يضفي على الحزب الجديد نوعا من "الإسلامية".
ومن ضمن الاستقالات التي شهدتها الحركة في صفوفها بشكل نهائي، استقالة القيادي أحمد لطيفي مسؤول الإدارة والمالية سابقا، حيث تقول أوساط مقربة من حمس، بأن تأثيره داخل قواعد الحزب ضعيف، لكن بالمقابل، له تأثير لدى القيادات داخل المكتب الوطني، ويسجل أيضا استقالة أسماء أخرى داخل حمس على غرار الحاج طاهر الذي كان معينا في مجلس الشورى، وكذا القيادي محمد جمعة المسؤول عن أمانة الاقتصاد داخل الحزب، لكن بالمقابل، هناك آخرون اكتفوا بتقديم استقالاتهم من هياكل الحزب، في انتظار ما يحدث من تطورات قد تفرزها حركة عمار غول الجديدة، ومن بين هؤلاء، عبد الوهاب عبد الحليم، وكمال ميدة الأمين الوطني للإعلام في الحركة، وتشير بعض المصادر المقربة من حمس، بأن استقالتهم من الحركة ستكون قريبة، وأن إقناعهم على هذه الخطوة جاء متقدما لخطوات سابقة.
وتأتي هذه الاستقالات لتؤكد ما ذهبت إليه جريدة "الرائد" في عدد سابق بأن الأمور فعلا تتجه نحو استقالات ستسجل في صفوف قيادات الحركة، وهو ما حدث فعلا، وما شهدته الحركة من استقالات سيحقق استنزافا حقيقيا في هياكلها، حيث يظهر بشكل آخر عجز القيادة الحالية وتخبطها في معالجة الأزمة، حتى أنها أعلنت عن نيتها في تأجيل المؤتمر الوطني الخامس إلىى تاريخ لاحق في السداسي الأول من 2013، حيث بالرغم من محاولتها التعجيل في عقده لاحتواء الأزمة، غير أنه يقرأ من بعض المتتبعين على أنه اعتراف من القيادة على أنها تعاني فعلا من أزمة تستدعي التعجيل، كما أن القيادة الحالية يشار إليها على أنها سبب الأزمة، لكن تبقى خياراتها محدودة في التعاطي مع المستقبل، في انتظار ما سيسفر عنه هذا المخاض.