الوطن
الجيش يمشط مناطق يتحصن بها إرهابيون شرق بومرداس
عناصر مسلحة تبتزّ ملاك مزارع العنب وتطلب "الجزية"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 29 جولية 2012
علم من مصادر ذات صلة بالشأن الأمني، أن وحدات تابعة للجيش الوطني الشعبي تقوم منذ الجمعة بعمليات تمشيط واسعة النطاق بغابات وأحراش المنطقة الشرقية من ولاية بومرداس. وأفادت مصادر ذات صلة بالملف الأمني ببومرداس أن الجيش تحرك بعد ورود معلومات عن تعرض ملاك مزارع الكروم إلى عمليات ابتزاز لأموالهم من طرف عناصر إرهابية تنشط بذات المنطقة.
وحسب ذات المصادر، فإن مجموعات إرهابية نفذت بين الخميس إلى الجمعة، عمليات متفرقة في مناطق فلاحية بالجهة الشرقية من الولاية، منها المزارع الواقعة في بلدية بن شود المعروفة بزراعة العنب، حيث أفادت مصادر من هناك، بأن ملاك مزارع العنب أجبروا تحت التهديد بالسلاح على دفع جزء من أرباحهم للإرهابيين الذي هددوا بتخريب المزراع إذا لم يحصلوا على مبالغ تتراوح بين 20 إلى 50 مليون سنتيم كضريبة "جزية" تفرضها الجماعات المسلحة على المواطنين لقاء تركهم بسلام، ونفس الشيء حدث بمنطقة بغلية، وهي بلدية تكثر فيها زراعة الكروم بمختلف أنواعها، حيث تعرض مزارعون إلى ابتزاز لأموالهم من قبل جماعات مسلحة يرجح أنها تنشط ضمن خلايا كتيبة الأنصار التابعة لما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وقام مسلحون آخرون حسب مصادرنا، بابتزاز مزارعين آخرين بسيدي داود ورأس جنات، ووقع مثل ذلك بمداشر وقى ولقاطة الواقعة على أطراف وادي يسر بين زموري وبرج منايل، واستفيد من مصادر من هناك، بأن تجارا ومزارعين تعرضوا لنفس الابتزاز دون ذكر حجم الأموال التي أخذها الإرهابيون. وقالت ذات المصادر، بأن عناصر تنتمي لسرية لقاطة وكذا سرية برج منايل، لا تزال تنشط عبر محور لقاطة عين الحمراء ورأس جنات، وهي مناطق كانت تشهد في السنوات الماضية نشاطا إرهابيا مكثفا لكون معظم العناصر الإرهابية تنحدر منها.
هذا وكانت قوات الجيش الوطني الشعبي قد تحركت منذ الجمعة بناء على معلومات تفيد بوجود تحركات لعناصر مسلحة تقوم بعمليات ابتزاز، حيث تم نصب بعض الكمائن وتمشيط غابات بحثا عن الإرهابيين، ولم تذكر مصادرنا حتى الساعة عن أية حصيلة لهذه العمليات.
بالمقابل، لاتزال قوات الأمن المشتركة تواصل عملية التمشيط التي باشرتها بداية الأسبوع المنصرم بضواحي غابة مزرانة على الحدود بين شرق بومرداس وغرب تيزي وزو، حيث كانت مصادر قد أفادت بتجمع لعشرات الإرهابيين بالمنطقة، وعددتهم مصادر أخرى بنحو 16 إرهابيا، غير أن العملية لم تسفر عن حصيلة بعد. وغير بعيد عن تيزي وزو، كانت مجموعة مسلحة مكونة من ثمانية عناصر قد أعلنت نيتها في ترك العمل المسلح وتسليم نفسها لمصالح الأمن وفقا لمعلومات نقلتها عائلات الإرهابيين، وهو ما يشير من جانب آخر، إلى ضعف في هياكل التنظيم الإرهابي بالمنطقة الذي يعاني من نقص المؤونة وتراجع عدد المجندين، وسجل مقابل ذلك، تراجع العمليات الإرهابية مقارنة بالسنوات الأخيرة، نتيجة للتضييق المفروض من طرف الجيش منذ نحو عام.
الياس. ح