الوطن

الأئمة الجزائريون في فرنسا يرعبون المخزن

انزعاج مغربي من التكفل الجزائري بالإسلام في أوروبا

 

نشرت صحف مغربية في حملة جديدة منظمة حول الجزائر تستهدف هذه المرة تجنيد الجاليات المغربية المقيمة في دول أوروبية ضد كل ما هو جزائري، حتى ولو كانوا أئمة مبعوثين من أجل إقامة الصلاة وتعليم الجاليات المسلمة تعاليم دينهم أمام الفراغ الكبير التي تعانيه الجاليات المسلمة، حيث كشف مهاجرون مغاربة بفرنسا مجندين عند المخزن، ما أسموه، إعلان الجزائر حربا خفية حول الزعامة الدينية للجاليات المسلمة في أوروبا.

واعتبروا لجوء الجزائر إلى إرسال 120 إماما إلى مساجد فرنسا في رمضان الجاري، بمثابة دق طبول الحرب، رغم الترحيب الواسع الذي يتلقاه الأئمة في فرنسا خاصة بعد خضوع الأئمة إلى شروط أساسية منها إيجاد اللغة الفرنسية وحسن الصوت في التلاوة مع وجود بعض الاستثناءات، وأن تحفظات موجودة عند بعض المجندين من المخزن والذين يحرصون على بناء المساجد بأموال الجالية وإبقاء تبعيتها إلى المغرب عبر تعيين أئمة يستفيدون من ميزانية لجان المساجد والهيئات الفرنسية الرسمية. وأبدى هؤلاء "المغاربة" تخوفا مما أسموه بسيطرة الجزائر على جل المساجد، و"منافسة" المغرب في مجال الزعامة الدينية للجاليات المسلمة في فرنسا وأوروبا عامة. 

وتأتي هذه الحملة ضمن سلسلة حملات إعلامية يشنها المغرب على الجهود الجزائرية في المرحلة الأخيرة في التكفل بالشأن الديني للجاليات المسلمة في فرنسا خصوصا، ومن خلال المساهمة في بناء المساجد ودعمها خاصة التي تعمل بالتوافق مع مسجد باريس الذي يعد أحد رموز الدين الإسلامي في فرنسا وما يمثله من ثقل للجاليات المسلمة هناك، رغم كل المحاولات المغربية في الاستيلاء على تسييره مستعملة كل الوسائل بما فيها لوبيات الضغط الفرنسية، بل وصل إلى حد تحريش الجهات الفرنسية الوصية على تسيير أماكن العبادة في فرنسا.

وقد حرصت بعض الأوساط المغربية على تصوير الخطوة الجزائرية خلال هذه السنة على أنها محاولة لـ "التضييق على الأئمة المغاربة"، في سياق حملتها للمنافسة على الزعامة الدينية والتي تجلت، خلال السنين الأخيرة في ميادين عديدة، كم تجدر الإشارة أنه سبق لعدد من الباحثين الموالين للمخزن اعتبار مبادرة الجزائر بإرسال أئمتها إلى مساجد فرنسا بـ"مثابة سعي إلى منافسة المغرب سياسيا على الزعامة الدينية في شمال إفريقيا"، مشيرين إلى نماذج منها "قضية الطريقة التيجانية، وإقامة الدروس المحمدية الدينية التي تشرف عليها الطريقة الهبرية، والتي تقام تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة، على غرار الدروس الحسنية التي ابتكرها الملك الراحل الحسن الثاني، ومازالت مستمرة في عهد الملك محمد السادس، دون نسيان توجه الجزائر إلى بناء مسجد ضخم في الجزائر العاصمة، والذي يعد من أكبر المساجد على المستوى العالمي لينافس مسجد الحسن الثاني بالبيضاء". 

وتجدر الإشارة أن المغرب الذي يحرص على تسمية ملكه بأمير المؤمنين يخشى كثيرا على تكفل الجزائر الرسمية بالشأن الديني عموما وعند الجاليات المسلمة بشكل خاص، ومن المتوقع أن يزيد اهتمام الجزائر بكل ما له علاقة بالدين لما للموضوع من أهمية قصوى للجزائريين المقيمين بالخارج أو لأهمية هذا الأمر، في ما أصبح يسمى بالدبلوماسية الدينية والتي نجحت فيها كثيرا من الدول كالسعودية وإيران والعودة المرتقبة لمصر عبر الأزهر الشريف.

بن عيسى. س

 

من نفس القسم الوطن