الثقافي

باحثون يدونون ألفاظ الأمازيغية

في ندوة أدبية خصص لهذه اللغة ضمن البرنامج الأدبي لـ" سيلا 21 "

 

تناول عدد من الباحثين٬ موضوع تدوين الألفاظ الأمازيغية٬ من خلال عدد من الأعمال والمشاريع البحثية هدفها الحفاظ على التراث الأمازيغي٬ هذا النشاط الذي نظمته المحافظة

السامية للغة الأمازيغية، وجاء تسليط الضوء على هذه المسألة أمس أول ضمن البرنامج المسطر لصالون الدولي للكتاب الـ21.

وفي هذا الصدد أكدت الفنانة نورة آث إبراهيم أن السبب الذي دفعها لانجاز قرص مضغوط وكتاب يحوي الأغاني التي كانت تؤديها المرأة القبائلية للأطفال قبل النوم تسمى "أشويق "٬ وقالت أن تسجيلها٬ لم يتطلب منها الكثير من العناء٬ ذلك بعد أن أبدى الهاشمي عصاد الأمين العام للمحافظة السامية للغة الأمازيغية موافقته على المشروع.

وأشارت الفنانة أن هذا المشروع تطلب منها أن تتذكر كل تلك الأغاني التي كانت والدتها تغنيها لها وهي طفلة قبل أن تخلد إلى النوم٬ وقالت أنها تنقلت أيضا إلى بعض المناطق في القبائل من أجل كتابة تلك الأغاني التي تحتل أهمية كبيرة في حياة سكان منطقة القبائل٬ وأكدت أن هذه الأغاني تحوي الكثير من الحكمة ويمكن استخلاص العبرة منها٬ وأن تدوينها في كتيب وتسجيلها في قرص هو محاولة لإعادة الاعتبار للنسوة٬ وقالت " السبب أيضا في تسجيل هذه الأغاني هو أيضا محاولة مني لأعيد هذه "الأمانة "وأن تكون في متناول

الجميع٬ حتى نحافظ عليها ولا نتركها تندثر ".

وأضافت" من الأغاني التي حرصت كثيرا على تدوينها وتسجيلها "جليمان غلاث " و"تشجرة تمعلايث غجبل كوكو"٬ وكشفت الفنانة نورة اث ابراهيم أن هذا العمل تطلب منها أيضا لقاء الباحث في علم الاجتماع يوسف نسيب وكذا ونورة تغزيري المختصة في اللغة الأمازيغية بجامعة تيزي وزو ٬ ونصر الدين دالي٬ مؤكدة انه بحث علمي واعتمدت في انجازه على المنهجية.

وتمحورت محاضرة الباحثة جوهر امحيص اكسول حول الحديث عن الكاتبة الجزائرية طاوس عمروش وعائلتها التي عانت كثيرا بعد اضطرارها لترك الوطن  واختيارها العيش في الغربة٬  وأكدت  جوهر امحيص أن  والدة طاوس  عمروش قد  عانت كثيرا من آلام الغربة٬  ولم تتقبل أيضا زواج ابنها الموهوب من امرأة أجنبية٬  وتحدثت جوهر امحيص عن السيرة الذاتية للكاتبة  والفنانة طاوس عمروش٬ كما تناولت في مداخلتها السيرة الذاتية لأخيها الموهوب عمروش الذي اختاره الجنرال دوغول كوسيط للتواصل مع الحكومة الجزائرية المؤقتة٬ وختمت امحيص محاضرتها بالتأكيد على أن عائلة طاوس عمروش بقيت رغم هموم الاغتراب٬ ورغم اختيارها المسيحية٬ بقيت مرتبطة بأرضها الجزائر٬ وقالت أن والدة طاوس قد تحدثت عن مسالة التحول إلى المسحية واعتبرته مأساة حلت بالعائلات  الجزائرية  في  القرى٬ مع  وصول  رجال  الدين  المسحيين  الذين  قسموا  المجتمع  القروي  القبائلي  إلى  قسمين٬ كما  تناولت امحيص مسألة الشهرة الواسعة التي نالتها طاوس عمروش بعد سفرها للعيش في فرنسا٬ إلى درجة أن الرئيس السينغالي ليوبولد سنغور دعاها للمشاركة في مهرجان إفريقي بدكار٬ كما كشفت الباحثة أن طاوس ظلت مرتبطة ببلدها .

من جهته٬ تحدث الباحث محمد سالم عن أهمية اللغة الزناتية٬ وقال انه أعد قاموسا يحوي ألفاظ الزناتية٬ مشيرا إلى أن ذلك مهم من أجل جمع اللغة الليبية القديمة والتي أصبحت اليوم تتكون من مختلف اللهجات المنتشرة في كامل الجزائر من قبائلية وشلحية والمزابية والشاوية ... والتي تعد جزء ومكون أساسي في الهوية الوطنية الجزائرية٬ وأشار الباحث محمد سالم إلى انه جمع تلك الألفاظ مع زوجته٬ من فواه أهل الحكمة في المجتمع القوراري  وقال "أخذنا منهم تزنايت ثم عرضناها على كبار المختصين في الزناتية٬ ثم عرض المشروع على المحافظة السامية للغة الأمازيغية والتي قبلت بنشر الكتاب.

وفي نفس السياق تحدث الباحث عريفي عن تجربته في جمع وإعداد قاموس الأطلس البليدي٬  وقال " لقد جمعتها من أفواه سكان الأطلس البليدي وهم قد حافظوا هذه اللغة رغم أنهم ليسوا متعلمين٬ وأكد على ضرورة جمع كل ألفاظ اللهجات الأمازيغية وتدوينها حتى لا تندثر٬ لأنها الموروث الثقافي الذي تركه لنا أجدادنا ولا يجب إهماله .

 

  

مريم. ع

من نفس القسم الثقافي