الثقافي

الكاتب الكندي داني لافيريير - الأدب ..جغرافيا بلا حدود

خلال تنشيطه لندوة ضمن البرنامج الأدبي لـ" سيلا 21 "

 

أكد الكاتب الكندي داني لافيريير أصيل هايتي٬ الذي شارك في البرنامج الأدبي المرافق لصالون الجزائر الدولي للكتاب٬ بدعوة من وزارة الثقافة٬ حيث قدم من منصته رؤيته الخاصة للأدب وللعالم، أن الأدب يعتبر" جغرافيا بلا حدود ".

وعن سؤال لأمزيان فرحاني الذي أدار الندوة أمام حضور مهم للجمهور٬ حول كيف يعيش هذه المرحلة الجديدة من حياته٬ أجاب لافيريير أن الأكاديمية بالنسبة إليه هي بمثابة المنتجع الإسباني٬ بحيث لكل وجهة نظره حول هذه المؤسسة الراقية التي يعطي أفرادها انطباعا أنهم خالدين"نسعد في البداية حين ندخل إليها٬ ويقف جميع الأعضاء لك في اليوم الأول٬ وهنا سيقولون٬ أنهم لن يقفوا إلا مرتين لك٬ يوم تنصيبك ويوم وفاتك٬ حينها فقط تتيقن أن مرحلة بقاءك في الأكاديمية هي ما يسمونها الخلود".

ويعرج لافيريير إلى مسالة اللغة ومعالجتها تحت قبة الأكاديمية٬ ويقدم وجهة نظره على أساس أن ممارسة اللغة تستجيب مفرداتها ومعانيها  لمقتضيات  الزمن  الذي  نعيشه٬  باعتبارها نبض  الحياة  وإيقاعاتها٬" هي  تأتي من  الحياة٬ من  الشارع...والأطفال  هم  اكبر المبدعين للكلمات.

يتجلى داني لافيريير من منصته الخاصة٬ مخاطبا متفتحا ويقظا٬ وأديبا متفردا برؤية خاصة وهو الذي يدافع عن فكرة أن نفعل ما نريد في الأدب٬ منصتا للعالم الذي يدور من حوله٬ والذي يسرده انطلاقا من تجاربه الخاصة عبر جميع أعماله الروائية٬ مستحضرا الذات بقوة٬ ويتجلى ذلك في روايته "رائحة القهوة"٬ أو لغز العودة التي يروي فيها قصة رجوعه إلى موطنه الأصلي هاييتي بعد ثلاثين سنة قضاها في المهجر.

واقعية  سيسترسل  فيها  لافيريير  على مر  تجربته  الروائية  الحافلة٬  والمثيرة٬  لكن  بصبغة  إنسانية  تبتعد  عن  الكليشيهات٬  فهو من المدافعين عن فكرة محو الحدود في الأدب وهو متعمد التركيز عليه في رواية "أنا كاتب ياباني"٬ يسخر من خلالها من فكرة النمطية٬ وتكريس الحرية في الكتابة الأدبية٬ لتجاوز الأفكار المسبقة التي تفرضها الحدود الإثنية٬ السياسية٬ الدينية والاجتماعية٬ هذه الفكرة يبلورها كذلك في علاقته مع القارئ حين يقول في بداية تدخله أن الأدب هي من أجمل الأشياء التي يمارسها الإنسان "حين تخوض الأدب وتتيقن آن هناك أناسا لا يعرفونك يقرؤون لك و يعجبون بك٬ ستجد أن الأمر رائع لأنهم يحبون جزءا منك"۰ وإن كان هناك هاجس يسكن هذا الكاتب المولع بالحياة ويحتفي بها في جميع أعماله بألوانها ونكهاتها وإيقاعاتها٬ فهو الذاكرة٬ كون كل تفاصيل هذه الحياة يجدر على الكاتب اكتنازها وسردها كلما تسنت له الفرصة٬ كشاهد عليه التقاط أدنى الأشياء وينتبه إليها بموضوعية٬ ومثل هؤلاء الكتاب عدوهم النسيان٬ لا يتحملون فكرة إن لا يسجلوا شيئا من فسيفساء الذاكرة الإنسانية.

ف. س

 

من نفس القسم الثقافي