الوطن
هولاند يعتذر لليهود ويتغاضى عن جرائم أجداده في الجزائر
هل يمهد للاعتراف بماضي فرنسا الاستعماري؟
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 25 جولية 2012
• محلل فرنسي: الاعتذار قادم لا محالة
فتحت قضية اعتراف فرنسا رسميا بمسؤوليتها في ترحيل اليهود سنة 1942 نحو المعسكرات النازية الألمانية، أبواب التساؤلات حول إقدام فورنسوا هولاند الوافد الجديد إلى قصر الإليزيه عن ماضي بلاده الاستعماري في إفريقيا خصوصا في الجزائر التي استوطن بها أكثر من 132 سنة.
واعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أول أمس الأحد رسميا بأن فرنسا تتحمل مسؤولية ترحيل اليهود الفرنسيين نحو معسكرات النازية خلال شهر يوليوز 1942 عندما شنت الشرطة الفرنسية وبأوامر ألمانيا التي كانت تحتلها حملة اعتقال واسعة لآلاف اليهود الفرنسيين في باريس ونقلتهم إلى المعسكرات النازية.
وقال فرانسوا هولاند أمس الأول"الحقيقة أن الشرطة الفرنسية تولت اعتقال آلاف الأطفال والعائلات كما تولى الدرك مرافقتهم إلى المعسكرات. الحقيقة أن الجريمة جرى ارتكابها في فرنسا ومن طرف فرنسا"، وتابع قائلا "الحقيقة أن هذه الجريمة ارتكبت ضد فرنسا، ضد شرفها وضد قيمها".
ويرفض الكثير من السياسيين من اليسار واليمين تقديم هذا الاعتذار لليهود بحكم أن فرنسا وقتها كانت محتلة وكانت حكومة فيشي تعمل تحت أوامر هتلر بينما كانت حكومة فرنسا الحرة في لندن بقيادة شارل ديغول.
وبغض النظر عن الجدل المترتب عن هذا الحادث وسط المجتمع الفرنسي، هناك تساؤلات ترافقه حول المسؤولية التاريخية لفرنسا في الجرائم التي ارتكبتها في منطقة شمال المغرب العربي.
ويؤكد المحلل السياسي تييري دي كابروس في الموقع الرقمي لمجلة 'نوفيل أوبسيرفاتور' أمس أن الرئيس فرانسوا هولاند يبدو أنه يرغب في التصالح مع الماضي. وعلاوة على الاعتراف بالجريمة ضد اليهود، يرى أن هولاند قد يعترف بمسؤولية فرنسا فيما حدث في الجزائر، معتمدا في تحليله على الرسالة التي وجهها مؤخرا إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمناسبة نصف قرن على استقلال بلاده، وجاء فيها "فرنسا تعتبر أنه ابتداء من الآن هناك مكان لرؤية واضحة ومسؤولة لماضيها الاستعماري الأليم وفي الوقت ذاته، النظر بثقة للمستقبل".
ورغم أن النقاش لم يحضر بقوة وسط الجالية الفرنسية من أصول مغاربية حول مسؤولية فرنسا في الجرائم التي ارتكبتها في المغرب العربي، فهناك دعوات لفرانسوا هولاند بالاعتراف بهذه الجرائم والتخلي عن سياسة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، الذي كان وراء صدور قانون سنة 2005 يمجد الاستعمار الفرنسي في الخارج.
ويرى بعض الفرنسيين من أصل مغاربي أن باريس مطالبة بهذا الاعتراف لاسيما في وقت أصبح مسلمو فرنسا جزءا من نسيجها السياسي والثقافي، وينتظرون مبادرة من هولاند حول الماضي الاستعماري لفرنسا. وكشف معهد استطلاع الرأي غيفوب في تقرير له يوم الجمعة الماضية أن صوت الجالية المسلمة وخاصة المغاربية كان حاسما في فوز هولاند برئاسة فرنسا في مواجهة نيكولا ساركوزي، إذ حصل على 86 بالمائة من أصوات المسلمين في الجولة الثانية، وهو ما جعله يفوز في الانتخابات الرئاسية التي جرت في بداية ماي الماضي.
محمد.ا
