الوطن

"بعض سيناريوهات الأعمال الرمضانية تكتب في المقاهي"

المخرج المسرحي جمال قرمي لــ "الرائد":

 

كشف أمس الممثل والمخرج المسرحي جمال قرمي في حوار مع جريدة الرائد، أن الأعمال التلفزيونية المقدمة في شهر رمضان لا ترقى إلى المستوى أو دون المستوى، مؤكدا في نفس الوقت أن القنوات الخاصة تسير وفق المنهج الذي رسمته اليتيمة ألا وهو الرداءة.

حاوره فيصل شيباني

 

الرائد: أولا جمال، صحّ رمضانك وكيف حالك مع الشهر الفضيل؟

والله الحمد لله وأنا بدوري أهنئ جميع الأمة الإسلامية كافة بحلول الشهر الفضيل.

 

مع حلول شهر رمضان لا يخفى عليك بأن المشاهد الجزائري ينتظر الشبكة البرامجية الخاصة بالتلفزيون الجزائري، فمن خلال الحلقات الأولى للأعمال المقدمة كيف يمكنك أن تصف لنا المقدم لحد الآن؟

 

والله الحاجة التي شدت انتباهي كثيرا هي القنوات الخاصة التي تسير وفق ما سارت عليه اليتيمة، في الوقت الذي كنا ننتظر الشيء الكثير من فتح القطاع السمعي البصري، كيف لنا أن نشاهد أعمالا جيدة، ونجد هذه القنوات تعتمد على نفس الوجوه التي كرست للرداءة على التلفزيون الجزائري، لذلك لا أجد فرقا بينها وبين اليتيمة. كما أريد أن أقول بأن ثقافة التقليد أصبحت السمة البارزة على قنواتنا، بالرغم من أننا لا نعرف الاقتباس جيدا ونكتفي بتقليد الغرب من خلال نقل برامجهم حرفيا دون وضع أي لمسة إبداع.

 

لكن جمال، هناك بعض القنوات الخاصة فتحت المجال لبعض الشباب الموهوب من أجل إبراز مواهبهم على غرار "قهوة الغوسطو" البرنامج الذي يبث على قناة الجزائرية؟

 

أوافقك الرأي في هذا، ولكن لم نلاحظ تغييرا نحو الأحسن وبخصوص برنامج "قهوة الغوسطو" أقول "القهوة كاين والغوسطو ماكاش" فهو مجرد برنامج مقلد وأنا شخصيا لم يلق إعجابي حيث التمست شيئا ألا وهو أن هذه القنوات أصبحت تتنافس في القيام بعروض "ألوان مان شو".

 

ألا ترى بأن قناة نسمة استطاعت أن تستقطب أكبر عدد من المشاهدين في الجزائر من خلال اعتمادها على نسبة كبيرة من الممثلين البارعين أمثال بوعكاز وصالح أوقروت وغيرهم؟

 

قناة نسمة من دون شك تغطي الجانب المغاربي من خلال السياسة التي تعتمدها، ومقارنة بالقنوات الجزائرية استطاعت أن تجلب أكبر عدد من المشاهدين في الدول المغاربية، لأنهم بكل بساطة يخططون من أجل رسم معالم القناة على عكس ما يحدث عندنا، فقنواتنا لا تعتمد إلا على الارتجال في السيناريو والتمثيل وغياب لغة الحوار، كل شيء متروك للصدفة وبالتالي الرداءة في الأعمال هي النتيجة الغالبة.

 

في رأيك أين يكمن المشكل وراء تدهور الدراما الجزائرية والكوميدية أيضا؟

 

المشكل الأساسي في الارتجال، وضيق الوقت. سأعطيك مثالا بسيطا فزلابية بوفاريك أخذت الشهرة فقط من خلال الاسم وأصبح كل من هب ودب يصنع الزلابية ويقول بأنها زلابية بوفاريك الشيء نفسه ينطبق على الأعمال الدرامية في رمضان، حيث نرى نفس الوجوه كل سنة، إضافة إلى هذا الانتاجات المتعلقة بشهر رمضان تبدأ بسرعة بسبب ضيق الوقت، لذلك أنصح المخرجبن والفنانين بعدم تجسيد أعمال تكون مرهونة بضيق الوقت لأننا في الأخير نعطي أعمالا رديئة وهذا ما أعتبره جريمة في حق الفن، فصدقني هناك سيناريوهات تكتب في المقاهي، لكن في المقابل نجد نصوصا جيدة ولكن لا يتم تجسيدها، خلاصة القول الحالة تسير من سيء إلى أسوأ وفوضى كبيرة في القطاع الفني ولا يوجد رقيب أو حسيب.

 

مع تزايد القنوات الأجنبية والعربية والتي أصبحت تنتج أضخم الأعمال. هل ساهمت في هجران الجمهور للقنوات الجزائرية؟ 

 

يا أخي الجمهور الجزائري ذواق، ويحب أن يرى كل ما هو جيد، وهذه القنوات التي تتحدث عنها أصبحت تقدم أشياء رائدة في مجال التمثيل والإنتاج وكل شيء، لأن ضميرها المهني يملي عليها أن تقدم كل ما يلقى استحسان الجمهور، فهم قبل إنتاج أي عمل يقومون بالتحضير له جيدا والاعتماد على أبرز الممثلين ويختارون المواضيع الأكثر إثارة وجلبا للجمهور مقارنة بالمواضيع الجزائرية التي أعتبرها تافهة وفيها نوع من الغش وغياب الحس الفني فيها، والأمرّ من كل شيء أنه في كل عام تتكرر نفس الحكاية، يا أخي أنا لا أفهم المسؤولين لماذا لا يتحركون لوقف هذه المهازل، وأتساءل إن كان هؤلاء لا يملكون قنوات أجنبية ليطلعوا على المستوى الذي وصله أشقاؤنا. فأين الغيرة على الأعمال الأجنبية فالأموال موجودة والأعمال غائبة وإن وجدت فإنها كارثة.

 

أهم حدث فني هذه الأيام والذي يشغل الجمهور العربي كافة وليس الجزائري فقط هو العمل الديني التاريخي الضخم "عمر بن الخطاب" فهل تتابعه وكيف لك أن تصف لنا هذا العمل؟

 

حقيقي هو عمل ضخم وقد نال رواجا كبيرا حتى قبل أن يبدأ بثه وله طاقم عمل كبير من الطراز الأول وقد خصصت له ميزانية وإمكانيات ضخمة. وقد اعتمد طاقم الإنتاج على مجموعة من الفنانين المحترفين وهو عمل تحس به حقا وأنا شخصيا أتابعه وقد أثار إعجابي.

 

نعود إلى الجزائر، يشتكي العديد من متتبعي التلفزيون الجزائري من ضعف السيناريوهات ولغة الحوار فما هو السبيل للخروج من هذه الأزمة؟

 

أريد أن أقول لك بأنه لا يوجد سيناريو تماما وإنما هناك ارتجالية وفقط ولا يوجد حوار وكأن الجامعة الجزائرية لا تخرج، لكن العكس يحدث في بلادنا فالجامعة الجزائرية تخرج أقلاما أكفاء ولكن الاحتكار هو من تركهم على الهامش ليكسر إبداعهم.

 

ماذا عن مسرحيتك الأخيرة "وزير وربي كبير" التي عرضت لأول مرة ببجاية الأسبوع الفارط؟

 

نعم لقد كان العرض الشرفي الأول لها ببجاية حيث لقيت استحسان الجمهور وستعرض اليوم بقاعة الموقار، وقمت ببعض التعديلات أو بالأصح بعض الروتوشات ونتمنى أن تلقى إعجاب الجمهور العاصمي.

 

في الأخير كيف يقضي جمال قرمي يومياته الرمضانية؟

 

رمضان بالنسبة لي هو راحة للنفس والبدن ولذلك أمتنع عن الحركة كثيرا إلا للضرورة وذلك أثناء خروجي للتبضع، حيث إنني مستهلك للمشروبات الغازية وأعكف على شراء جميع الأنواع، أما باقي وقتي فأقضيه مع الأنترنت فأنا من مدمنيها لأجل قضاء الوقت. وفيما يخص السهرة فبعد صلاة التراويح أسهر قليلا مع بعض الأصدقاء وأدخل للبيت ولا أنام حتى أصلي الفجر.

 

 

 

 

 

من نفس القسم الوطن