الوطن
قمة الالتحاق بسقف مطالب الشعوب
قمة إسلامية استثنائية في مكة المكرمة ليومين ابتداء من ليلة القدر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 23 جولية 2012
دعت السعودية إلى قمة طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي بمكة المكرمة يومي السادس والسابع والعشرين من رمضان، وهي القمة التي ستبحث بشكل استعجالي، أهم تحديات العالم الإسلامي في ظل الأوضاع الراهنة التي تواجهها دول المؤتمر، وبالأخص في سوريا ومينمار، غير أن تصريحات وزير الخارجية السعودي حول خطر التجزئة والفتنة التي تواجه الأمة الإسلامية، تشير إلى أن الحضور الإيراني اللافت في المنطقة سيخيم على أشغال القمة، ويحمل سعيا سعوديا لوقف المد الشيعي في دول سنية وخاصة الخليجية .
تأتي دعوة الملك عبد الله إلى إقامة مؤتمر استثنائي للتضامن الإسلامي، في وقت تعاني فيه بعض الشعوب الإسلامية في المنطقة العربية والإسلامية من تقتيل وقمع، مثلما يحدث في سوريا وبورما بمينمار، ويطرح توقيت القمة المزمع إجراؤها يومي (26 و 27 من رمضان الجاري)، تساؤلات بشأن الأهداف المرجوة من خلال عقدها، حيث كان مقررا أن يعقد المؤتمر التاسع الدوري في مصر، لكن دعوة المملكة العربية السعودية إلى عقدها بشكل استثنائي جاء في وقت تشهد فيه سوريا وضعا معقدا استدعى تحركا عربيا وإسلاميا عاجلا، ولعل نوايا السعودية في الدعوة إلى التعجيل بعقدها، يرجى منها إيجاد مخرج للأزمة السورية بالنظر إلى وضعية المسلمين هناك، حيث ستدرس القمة كيفية تقديم الدعم للمسلمين لوقف المجازر المرتكبة في حقهم،
لكن موالون للنظام السوري يرون في عقدها بشكل استعجالي في السعودية أمرا يثير الشكوك حول نواياها، وفي هذا الشأن، علق الباحث السياسي السوري حميدي العبد الله بالقول "إن دعوة الملك السعودي لعقد قمة إسلامية استثنائية تأتي لتشديد الضغوط على سوريا وتجنيد المزيد من الدول للحملة التي تستهدف هذا البلد"، وأضاف المتحدث في تصريح أدلى به أمس الأحد لقناة العالم الإخبارية ( الإيرانية )، أن السعودية ومنذ البداية لعبت دورا في حشد الدول العربية والإسلامية ضد سوريا وتشديد الإجراءات.
قضية مسلمي مينمار تفرض نفسها على بلدان المؤتمر
كما تأتي القمة في وقت يواجه فيه مسلمو مينمار (بورما سابقا )، التقتيل والإذلال بشكل يومي من طرف النظام الحاكم في البلاد، في محاولة منه لتطهيرهم عرقيا، حيث تواجه أقلية "الروهينغا" المسلمة خطر الطرد من مينمار، يحدث هذا في ظل صمت دولي وإعلامي إزاء ما يواجهه المسلمون هناك، حيث لم تحرك الدول الإسلامية ساكنا واكتفت بالتصريحات، وهو ما سيضعها أمام مسؤولياتها خلال القمة المقبلة، التي يرجح أنها ستخرج بقرار أو موقف صريح بشأن المخرج الذي يمكن أن يحل وضعية قرابة عشرة ملايين مسلم في بورما.
الحضور الإيراني
في تصريحات أدلى بها وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أذاعتها وسائل الإعلام السعودية الرسمية أمس الأحد، اعتبر أن دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى إقامة المؤتمر "تأتي حرصاً على خدمة الإسلام والمسلمين ووحدتهم، خاصة في هذا الوقت الدقيق والمخاطر التي تواجهها الأمة الإسلامية من احتماليات التجزئة والفتنة، في الوقت الذي تحتاج فيه إلى وحدة الصف والكلمة"، وفي هذا التصريح دلالة قوية على السعي السعودي لإحراج إيران أمام الدول الإسلامية وحملها على التراجع عن الاستمرار في تصدير الثورة والمذهب الشيعي في دول عربية وإسلامية سنية، حيث أصبح هذا الموضوع محل اهتمام وقلق داخل بعض الدول السنية مما يهدد انتقالها من الوحدة إلى التفتت، ولعل قضية بروز الأقليات ببعض الدول الإسلامية السنية، مثل البحرين الكويت والسعودية واليمن وقبلهما العراق، ستطرح نفسها بقوة خلال القمة، خاصة خطورة قيام دويلات شيعية داخل هذه الدول، وهذا في ظل التصريحات الإيرانية المنتقدة لكيفية مواجهة المملكة العربية السعودية لملف الأقلية الشيعية في أراضيها، ويرجح أن السعودية تعمل على محاصرة إيران وتحاول عزلها بين الدول الإسلامية ، كما ستكون القمة فرصة للتكفل بمطالب الشعوب ومواقفها إزاء عدد من القضايا العالقة، لا سيما قضية فلسطين والقدس، فهل ستتمكن القمة من تحقيق أهدافها والالتحاق بسقف مطالب الشعوب امام وجود قيادات سياسية جديدة افرزها الربيع العربي ؟
أوغلي: القمة الإسلامية في السعودية هامة في ظل التطورات الجارية
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي على "أهمية القمة اإيسلامية الطارئة التي ستعقد في مكة المكرمة بدعوة من الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز يومي 26 و 27 من شهر رمضان".
وأوضح في تصريح للصحافيين عقب اجتماعه مع وزير الخارجية المصري محمد عمرو أن "العالم الإسلامي يشعر بالحاجة إلى مثل هذه القمة في ظل التطورات الأخيرة التي تحدث في سوريا وكذلك الوضع المأساوي للمسلمين في مينمار".
وسيكون المؤتمر هو الرابع المنعقد في دوراته الاستثنائية، بعد آخر مؤتمر استثنائي استضافته مدينة مكة في ديسمبر من العام 2005 برئاسة العاهل السعودي الملك عبد الله، تحت مظلة منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة إسلامية، بينما كان مؤتمر دكار السنغالية المنعقد في 2008 هو آخر دورة اعتيادية تعقد كل ثلاث سنوات، وكان مقررًا أن تستضيف جمهورية مصر المؤتمر التاسع الدوري، لكن ظروف الربيع العربي حالت دون إقامته.