الثقافي

خطـــاب ـ الترادف ـ التداول - المناصات في روايــة “المــوت في زمن هش” للكاتب الجزائـري محمد رفيق طيبـــي

دراسات نقدية

 

تعددات المدخل: إنّ الاستهلال أحد الأسس القديمة في بناء المادة الأدبية، ويعتبر من أهم ما يعطي انطباعا للمتلقي على وجه الخصوص العضوي عن النص الأدبي، على اعتبار أنّالاستهلال واجهة تشير إلى طبيعة النص الأدبي جماليا على وجه الخصوص، وسيان كان النص الأدبي سردا كمادة روائية أو قصصية، أو يكون شعرا أو خطابة أو ماشابه، وطبعا الاستهلال برغم قصر حجمه الذي يؤشره أرسطو على أنه سطر أو سطرين، لكن من الطبيعي أن يعطي انطباعا على أنه تام وكامل، وبعد التطورات المتلاحقة في سياقات الكتابة الأدبية، صار هناك الزاما يُفرض على تطور المدخل أو الاستهلال، وفي الرواية هناك تطور متلاحق كان، وذلك لضرورات فرضتها الأشكال الجديدة للرواية، واستوقفتنا رواية (الموت في زمن هش).

ترادف الخطاب الروائي: إن رواية (الموت في زمن هش) كحياة من كيان شخصية متداخلة بذات السارد الشخصي وذات السارد الواعي والذات المفترضة، تكون مثلث ترادف ـ كيان شخصي ـ كيان واعي - كيان مفترض - تلك الكيانات تكون بنسب مختلفة، ففي داخل كيان النص من جهة حسية ومن أخرى عرفية وسياقية اجتماعية تسعى إلى الأكتمال الوجودي، ولكن ليست إلاّ تأملا عمليا كان على المستوى الأنثربولوجي أو حسيا على المستوى الأدبي، كما تميل مرة إلى الذاكرة، وأخرى تميل إلى عنصر الخيال الروائي، حيث هناك تراكيب متعددة بنيوية الطابع بين شخوص المثلث وعلائقها النصية، وهن مركز تعددي لآفاق أحداث الرواية، ومن جانب آخر فإنّ الشخوص أيضا هم كيانات بشرية يتنوع خطابها ويبلغ مستوى الخطاب المترادف تداخلا وأما المعاني الإجتماعية فهي دلالات الشخوص بواقع شخصي يميز حقيقتهم ولابد أن نقف على ملامح خطاب شخوص من مستويات متعددة من جهة الحس الوجودي وعلى مستوى واحد في بعد الترادف الخطابي، وعلى وجه الخصوص، بين ما هو من داخل النص وبين ما هو من الخارج، تدوله النص دلاليا وليس نحويا. 

يشكل ذلك الترادف مثالا حساسا في سياقية توظيفه، لابد من تأكيد أهمية البعد الأساس لتوظيف الخطاب ودوره أيضا بالإنابة عن الروائية في عملية إنتاج خصوصية الخطاب ورسم ملامح ذلك الخطاب داخل كيان رواية (الموت في زمن هش)، وكذلك قام الروائي بتحليل ميزة ذلك الخطاب الترادفي ومستويات الشخوص في جانبي الواقع التداولي المشترك للخطاب الترادفي من جهة ومن جهة أخرى خلال مناطق الشعور وأبعاد الحس والإعتقاد الوجداني والتي كان طبيعيا أن تكون متعددة أحيانا وتكون تراكبية في أحيان أخرى حيث هناك مساحة واسعة من الشعور الموصوف والفعل المسرودوأيضا لابد أنّ هناك معنى إنساني يجمع حياة الشخوص، بدء من السارد المفترض والذي يمثل ظل كيان الذات الواعيةوهو يلامس الحس البشري له وعلى الأخص عند المنحى الأنثربولجي المشترك، والتعايش الجودي واقعا ومضمونا.

الوكالات

 

من نفس القسم الثقافي